مؤلف هذا الكتاب : خوليان مارياس (1914- 2005) فيلسوف إسبانى معاصر ، وهو واحد من أبرز تلاميذ الفيلسوف الأسبانى الشهير خوسيه أورتيجا إى جاسيت الذى يترجم له الى العربية كتاب « تمرد الجماهير». كان خوليان مارياس من الذين أدلوا بدلوهم الفكرى فى باب تحديد هوية إسبانيا على مر العصور ومنها كان هذا الكتاب الذى ترجم الى العربية . والمترجم هو الدكتور على المنوفى أستاذ الأدب الاسبانى المعاصر الكتاب: ليس كتاب تاريخ بالمعنى التقليدى وانما هو تأمل فى تاريخ أسبانيا بمراحله المختلفة ابتداء من عصر ما قبل الغزو الرومانى لشبه جيرة أيبيريا وانتهاء بالفترة المعاصرة خاصة الحرب الاهلية الاسبانية واستشراف أسبانيا لمستقبل واعد بعد رحيل فرانكو وبدء المسار الديمقراطى والانضمام الى الاتحاد الاوربي، ومرورا بالطبع- بالمراحل التاريخية المهمة فى حياة هذا البلد، ومنها الرومنة التى تمثلت فى زراعة اللبنات الأولى فى بنية الأمة الإسبانية من شبكة مهمة للطرق ومن تقسيم إدارى وتوحيد اللغات وجعلها تقتصر على اللاتينية، ثم تأتى الفترة المسيحية التى تعتبر حجر زاوية آخر فى بناء عمد الهوية الأسبانية، ومن هذه الفترات أيضا الوجود الاسلامى فى الاندلس حيث يرى المؤلف أن تلك الفترة كانت من المحفزات المهمة لتهب الأمة الاسبانية وهى فى طور التشكل وتدافع عن هويتها(اللغة والثقافة اليونانية اللاتينة والمسيحية)، كما يرى أنه ليس من صواب القول المبالغة فى التأثير الاندلسى فى تاريخ إسبانيا. هناك فترات أخرى تعرض لها وهى اكتشاف العالم الجديد، وانتقال اللغة القشتالية (الإسبانية) ومعها الثقافة السائدة آنذاك فى شبه الجزيرة الى العالم الجديد والثراء الاسبانى وتحولها الى إمبراطورية سادت أجزاء من أوروبا وحرب المائة عام، ومحاكم التفتيش والانحطاط الإسبانى ثم حرب الاستخلاف مع بداية القرن الثامن عشر وتولى أسرة البوربون ثم ما يسمى بالأسطورة السوداء التى استخدمتها الكثير من الدول الاوروبية المناوئة لإسبانيا، وخاصة فرنسا وانجلترا من أجل تشويه إسبانيا وتاريخها. وهنا نجد أن المؤلف ينوه الى ما ارتكبته هذه الدول من فظائع على مدى تاريخها إلا انها استطاعت تفادى تحول ذلك الى شبح يطاردها..... يقع الكتاب فى ستمائة صفحة من القطع المتوسط موزعة على واحد وثلاثين فصلا اضافة الى المقدمة وهو من اصدارات الكتب خان يتساءل الكاتب فى النهاية ، متحدثا عن الابداع الاسبانى قائلا: «ليس هناك تساو بين الشعوب فى الابداع كما أنها ليست كذلك على مدى التاريخ ومن الأمثلة القوية على ذلك اليونان ، فهى البلد المتوسطى الذى أسهم فى ابداع الجذع الذى نشأت منه الثقافة الغربية... وتتموقع اسبانيا بين الشعوب التى تركز فيها الابداع. هل هى مجرد مصادفة أن يكون الفيلسوف الرومانى سنيكا من مواليد قرطبة، وأن يكون كذلك كل من ابن ميمونة وابن رشد أكبر فلاسفة العرب من مواليد قرطبة ايضا؟ هل من قبيل المصادفات أن تكون بعض الآثار المهمة الموروثة عن الثقافة الرومانية هى قناطر المياه فى شيقوبية، ثم يأتى مسجد قرطبة والخيرالدا والألكاثار فى اشبيلية والحمراء فى غرناطة؟
الكتاب : إسبانيا بشكل جلي( المنطق التاريخى للبلاد الإسبانية) تأليف : خوليان مارياس ترجمة : د . على المنوفى الناشر : كتب خان الصفحات :