نظّمت الجمعية المصرية للمهتمين باللغة والأدب الإسباني، برئاسة الدكتورة نجوي محرز، وبالتعاون مع سفارة إسبانيا والمركز الثقافي الإسباني، المؤتمر الثاني بين إسبانيا وأفريقيا، واستمر لمدة أربعة أيام بالقاهرة. شارك فيه الناقد الإسباني الكبير ميجيل أنخل جاياردو، الذي يعتبر أهم ناقد ولغوي إسباني، يعمل منذ سنوات مضت علي عمل موسوعة »مصطلحات النقد الأدبي« الإسبانية. كما شارك في اللقاء لغويون ونقاد إسبان ومغاربة، وأكاديميون ومهتمون بالثقافة الإسبانية من مصر، منهم الدكتور علي المنوفي والدكتورة عبير عبد الحافظ ورشا عبودي. عُقد المؤتمر بالأساس علي شرف ميجيل أنخل جاياردو، وكان الهدف منه الاستماع لأطروحته حول هذه الموسوعة التي يعمل عليها والهدف منها. لذلك، سألناه في البداية عن الفكرة والهدف من وراء تنفيذها. قال جاياردو:« هناك موسوعتان في العالم تضم المصطلحات النقدية، الأولي الفرنسية، والثانية الإنجليزية. وبالنظر للنجاح الذي حققه الأدب الإسباني منذ ستينيات القرن الماضي، وخاصة مع جيل الانفجار اللاتيني، كان يجب أن يكون للنقد الإسباني مصطلحاته الخاصة به، والتي تختلف بشكل أو بآخر عن مصطلحات اللغات الأخري وأضاف: »أعتقد أن كل لغة عليها أن تشكّل قاموسها النقدي، لأن لها خصوصيتها التي لا تتوافر في اللغات الأخري«. يؤكد جاياردو أن اللغة الإسبانية تتساوي في أهميتها مع الإنجليزية والفرنسية، وأن الأدب الإسباني أثري ثقافات العالم بشكل لا يمكن إنكاره. سألته من جديد: مع نجاح جيل الانفجار في الستينيات، كان من المنتطر أن تأتي أجيال أقوي، سواء من القارة الأمريكية اللاتينية أو من إسبانيا.. كيف يمكن أن تقيم المنتج السردي في السنوات الأخيرة؟ يجيب جاياردو: »هناك ازدهار كبير الآن، زخم مليء بالثراء، عدد كبير من الكاتبات بجانب الكُتّاب، تنوع في الموضوعات والتقنيات والبحث الدائم عن الجديد والتجريب. أسأل: وما أكثر الموضوعات المطروحة في الأدب الإسباني حالياً؟ يقول جاياردو: »موضوعات ما بعد الحداثة، بمعني البطل البشري وليس البطل المفارق، والتفاصيل الصغيرة والحكايات المتناثرة«. ويضيف:"يمكن الحديث في إسبانيا عن نوعين من الرواية: »الرواية المثقفة، ورواية الحدث. الرواية الأولي يمثلها خابيير مارياس، والثانية يمثلها ريبيرتي«. ينتقل حديثنا إلي النقد..فأسأله عن حال النقد حالياً في إسبانيا، وهل يواكب غزارة الإبداع؟ يبدو جاياردو سعيداً وهو يجيب: »النقد الآن في لحظته العظيمة، ففي العقود الأخيرة فتحت الجرائد والمجلات الثقافية أبوابها للنقاد، فحل النقد المتخصص بذلك محل الكتابات الصحفية السطحية، وأصبحت أسماء النقاد معروفة لدي القراء، كما أصبح النقد مواكباً للإبداع. ضف إلي ذلك الكتب والدراسات النقدية التي تحاول بجدية رصد العملية الإبداعية«. يقترب الحديث من الرواية، فأسأله إن كنا حقاً في زمن الرواية؟ يقول جاياردو:"الحقيقة أننا في زمن »ما بعد الأدب« بمعني، زمن التكنولوجيا الحديثة. لكن ذلك لا يعني أن الأدب سيختفي، فالأدب سيظل للأبد لأنه الغذاء الروحي للبشر. وهذا لا ينفي أن للرواية رواجا كبيرا سواء علي مستوي المقروءة أو النقد«. جاياردو لا يرغب أن يحدد الروايات الأكثر نجاحاً من وجهة نظره، غير أنه يؤكد أن أهم الروائيين في نظره هما خابيير مارياس، وموليناس، بالإضافة لميجيل دلبيس. المؤتمر الذي عقد علي مدار اربعة أيام، تناول عدداً من الموضوعات المهمة للمهتمين بالأدب. البرفيسورة ماريا كارمن بينيوس قدمت ورقة بعنوان »مصر في قصص خابيير ريبيرتي«، وقدمت كارميلا بيريث سالاثار »الشفاهية في نصوص القرنين السادس عشر والسابع عشر«. وقرأت الدكتورة جيهان أمين ورقة بعنوان »مصر القديمة في نصوص سور خوانا إنيس دي لا كروث«. وتحدث الدكتور علي المنوفي عن »ما بين العالم العربي والعالم الإسباني: السياسة واللغة والأدب والموسيقي«، وتناولت نهي عبد المجيد صورة الديكتاتور في الأدب العربي والأدب الإسباني. وقدم الدكتور سعيد صبية قراءة في الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية، طارحاً مسألة الهوية.