أوصت جريدة الكولتورال الإسبانية قراءها بعدد من الكتب لهذا الصيف، وكان من بين هذه الكتب العديد من الروايات والدواوين الشعرية الصادرة حديثاً، والتي حققت معادلة البيست سيللر مع الجودة الفنية. هكذا جاءت رواية (الحي رقم صفر) للروائي الإسباني خابيير ريبيرتي في المقدمة . تدور أحداث الرواية حول امرأة معروفة في الحي الذي تسكنه باسم "أم روميرو" وهي أرملة لزوج كان سكيراً وسيئ المعاملة، وأم لابن مراهق ومدمن للمخدرات. نقطة انطلاق الرواية كانت توجه أم روميرو إلي قسم الشرطة لتعترف للمفتش بجريمة ارتكبتها حالاً. من هنا تأتي الحكايات الطويلة وشرح الطريقة التي أوصلتها للوضع الحالي، وبناء عالم الرواية. هكذا يتناول المؤلف عبر هذه القضية عدد هائل من الحكايات ويطرح العديد من المشاكل الاجتماعية التي من بينها المخدرات والهجرة وسوء المعاملة المنزلية وتطور الجمعيات النسائية ومساندة المرأة والوضع المتردد للقضاء في مواجهة الجريمة والصحافة المزيفة، دون أن تعلو نبرة أخلاقية ودون أن يبرر العنف والكذب. وكان تعليق نقاد الكولتورال علي الرواية أن المؤلف استخدم أسلوباً سردياً يقارب من الريبورتاج الصحفي لكنه كتب رواية جديرة بالقراءة، فرغم أن ما يعرضه شبه معروف للقارئ إلا أنه نسق الحكايات بمهارة وطعمها بالتأملات حول المشاكل المطروحة التي يشعر القارئ بشكل ما أنها قريبة منه. ديوان (أبجدية الندبات) للشاعرة الشابة آنا بيريث كانيامارس، كان الترشيح التالي. إنه ديوان يمنح السعادة من رقة الألم، ووصف ذكي للقدرة البشرية اللانهائية للحزن والشفقة." الحياة بدأت \ عندما راهنت فخسرت" هي أبرز عبارات ديوان المرأة الهادئة التي تفهم أن أحداً لا يصلح شيئاً : لا يأتينا سوي ضوء قليل\ ومساحة أقل\ لنصير مجانين . " هناك أيام يبدو فيها \ أن أي شيء\ حديث الشراء \ سيمتلك القدرة \ علي تغيير كل شيء". "بيت العشق المستحيل" رواية لكريستينا لوبيث باريو، صدرتْ مؤخراً وحققت مبيعات عالية. تعرض الرواية تراجيديا العشق ولعناته التي لا يمكن السيطرة عليها. هنا نجد نساءً من سلالة واحدة تسلم كل منها ابنتها لعنة إنجاب أنثي فقط ليواصلن نفس المصير. وبعد عقود من المشاعر المحرمة والعشق التراجيدي يولد الذكر الأول ويفتح بابا للأمل ، لكن أتكون هذه نهاية المأساة؟ القصة ساحرة وفاتنة، مليئة بالمشاعر ، حب وكره وانتقام وتراجيديا، ويتميز أسلوب الكاتبة بالأصالة والعودة بالواقعية السحرية من جديد إلي الأرض الإسبانية ، كما أن لغتها شاعرية وخيالية، تمتزج بما يشبه الواقع. أما رواية " الحصار" للكاتب الإسباني الشهير أرتورو بيريث ريبيرتي ، فتعود إلي إسبانيا سنة 1811، وفي مدينة قاديث. في شوارع هذه المدينة نشاهد معارك مختلفة ، نساء شابات يضربن بالسياط في كل مكان، وقبل اكتشاف الجثة تتفجر قنبلة فرنسية. تشبه الرواية رقعة الشطرنج التي تحرك قطعها يد خفية، دون أن تعرف أي منها ما مصيرها. هنا نري أحداث اغتيالات وحشية وضربات مدافع وحسابات لاحتمالات ربما لن تقع. أما أبطال الرواية، المتعددون، فيبرز منهم الشرطي الفاسد والوحشي، ووريثة البيت التجاري ، والقبطان. إنها رواية تحكي عن عالم كان من الممكن أن يكون فلم يكن، نهاية لمرحلة وشخصيات أدانهم التاريخ وحكمت عليهم الحياة بمصائرهم المختلفة، فشابهوا مدينتهم في غموضها.