في أول لقاء من نوعه بعد انتخاب برلمان الثورة, استضافت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب برئاسة الدكتور عصام العريان أمس وفدا رفيع المستوي من الاتحاد الأوروبي برئاسة برنارد دينو, المبعوث الخاص للاتحاد لمنطقة جنوب البحر المتوسط, الذي أكد أن أوروبا تعتبر مصر أهم دولة في المنطقة, وأنها ستقوم بالتعاون مع مصر الجديدة بعد الثورة لمساندة عملية التحول الديمقراطي. وأعلن دينو أن الاتحاد الأوروبي يعتبر قضية استرداد الأموال المصرية المهربة للخارج هي القضية الأولي التي سيتعاون فيها مع مصر, وقال إنه اتفق مع وزير الخارجية المصرية كامل عمرو بالعمل علي الفور من خلال فريق عمل للاتحاد الأوروبي باجراء الاتصالات علي المستوي الفني. ومع وزراء المالية والبنوك المركزية والخبراء الأوروبيين من أجل استعادة الأصول. وأكد في رده علي تساؤلات أعضاء اللجنة الخاصة بنظرة أوروبا حول قضية منظمات المجتمع المدني التي احيلت للقضاء أن الاتحاد الأوروبي يحترم السيادة المصرية علي أساس من الاحترام الكامل لاستقلال القضاء لكنه أشار إلي أن هناك أشخاصا يحاكمون طبقا لقانون قديم كان ينظر لمنظمات المجتمع المدني بأنها تعمل في إطار من الشك والريبة, وقال إنه يتطلع لاصدار القانون الجديد الذي يعد حاليا, وإن أوروبا ستحترم ما يتم اقراره, وأعرب عن أمله في عدم التعامل مع الأشخاص بالشك والريبة كما كان في الماضي. وأعلن دينو أن هناك3 دول في المنطقة سيتم التفاوض معها بشأن اتفاقيات جديدة لتسهيل انتقال العمالة إلي أوروبا وهي مصر وتونس والمغرب, وأضاف أن هناك مشروعا جديدا يتم دراسته بعد انتهاء المشروع الأول لإزالة الألغام في منطقة العلمين, وأن أوروبا ستسهم بما لديها من خرائط من أجل إزالة الألغام المزروعة إبان الحرب العالمية الثانية. وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال إن الحل هو في اقامة الدولتين, وأوروبا بما أنها شريك أساسي في عملية السلام ملتزمة بإقامة دولة للشعب الفلسيطني وتعهد أمام نواب الشعب بعدم نظرة أوروبا لمصر بطريقة فوقية, وقال إن التوازن سيكون الأساس في التعامل مع مصر, التي ترغب أوروبا في التعاون معها بعد ثورتها الملهمة للمنطقة والعالم بأسره, وأشار إلي سعي أوروبا لإحداث توازن في الميزان التجاري وبناء القدرات المصرية ودعم المزيد من الاستثمارات لدفع عجلة الانتاج. وقال المسئول الأوروبي إن أوروبا ضاعفت من الموازنة المقدمة للمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي لتصل إلي نحو11 مليار يورو بعد أن كانت6 مليارات فقط, وأكد أن أوروبا تنظر لمصر بنوع من التواضع في اطار المشاركة وعلي قدم المساواة, وأعترف بوجود أخطاء في الماضي, مشيرا إلي أنه في بعض الأحيان تسهم العلاقة مع بعض مؤسسات المجتمع المدني في زيادة الديكتاتورية. وأعرب المسئول عن رغبته في أن تمد أوروبا يد العون لمصر في تحقيقاتها بشأن أحداث بورسعيد, دون تدخل منها في القضاء وقال إن مقتل77 شخصا هو أمر خطير وأشار إلي أن أوروبا لا تحكم علي الموقف الحالي في مصر من خلال مثل هذه الأحداث, والتي لا تؤثر علي رؤيتها لموقف مصر الرائع بعد الثورة. وكان الدكتور عصام العريان قد أكد أمام الوفد الأوروبي أن الإرادة الشعبية التي تتمثل في نواب برلمان ما بعد الثورة هي التي سترسم السياسة الخارجية لمصر بالتعاون مع وزارة الخارجية.