يظل نجاح أى حكومة فى بلوغ الأهداف والمقاصد المحددة لها رهنا بعامل أساسى يرتبط بتوافر الانسجام بين وزراء الحكومة الذى يسمح بالتنسيق والتشاور ويمنع نشوء أجواء مسمومة تتجاوز المنافسة وتهيىء لصراعات مكتومة تتمثل دائما فى الضرب تحت الحزام... وتلك آفة مصرية متوارثة أظن أن حكومة محلب فى ضوء توجيهات الرئيس السيسى واعية لها ومدركة لمخاطرها. إن الحكومة منظومة عمل متجانسة بالضرورة ولكن دور كل وزير منفردا هو العامل الحاسم والمؤثر فى صنع هذا الانسجام الضرورى ومن هنا جاءت أهمية التدقيق فى اختيار الوزراء حيث الأولوية للوزير الذى يرى الصورة بشكل أشمل من نطاق الحدود الضيقة لوزارته وبالتالى يتمكن من إجراء القياس الصحيح لدرجة حرارة الرأى العام بترمومتر سياسى يقدر على إجراء تقويم صحيح لقوة الرأى العام تجاه أى قضية مطروحة على الحكومة قبل حسمها. إن الوزير الناجح هو من يدرك أن الوزارة ليست امتيازا وإنما هى أمانة ومسئولية من أجل توجيه دفة العمل الوطنى صوب الاتجاه الصحيح فالوزير الناجح هو الذى يستطيع أن يدرك بحسه السياسى ما هو فى الإمكان فيسعى إلى تحقيقه وما هو غير ممكن فلا يتورط فى البدء فيه قبل أن تتهيأ الظروف التى تجعل منه أمرا ممكنا وقابلا للتحقيق ومن هنا تأتى أهمية وضرورة قيام أى وزير بفحص الأمور المعروضة عليه بعناية قبل الشروع فى عرضها على الحكومة من خلال أخذ الرأى والمشورة من الخبراء والمتخصصين الذين يجمعون بين الخبرة والكفاءة والإخلاص. وأظن أن المهندس إبراهيم محلب يمثل قدوة لمن يريد النجاح من أعضاء حكومته فالوزير الناجح هو الذى لا يسمح لأحد باعتقاله داخل مكتبه وبين أوراق وتقارير لا تمثل فى الغالب إلا جانبا واحدا من الحقيقة عندما يتم حجب بعض الأوراق والتقارير عمدا أو غلق قنوات الاتصال بين الوزير ومرءوسيه... فالحاشية السيئة عبء على الوزير والحكومة والمجتمع فى أى عصر.. وتاريخنا فى مصر خير شاهد على ذلك. خير الكلام: الطريق إلى النجاح.. علم ومعرفة وجهد وإرادة! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله