لم تسلم النمسا من الجدل الذى يثيره رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان حوله، حيث اتهمته فيينا بالقيام بدعاية انتخابية وإثارة المشكلات ، بعد أن طالب الآلاف من أنصاره المحتفين به فى فيينا خلال زيارته لها على احترام الدولة التى تستضيفهم لكن دون أن »يتم استيعابهم فيها« ، على حد تعبيره. يذكر أن هناك أكثر من 113 ألف تركى يحملون الجنسية النمساوية من أصل 268 ألف تركى يعيشون فى النمسا. وحظى أردوغان باستقبال النجوم فى فيينا ، حيث لوح الآلاف بأعلام تركية وهتفوا باسمه ، وارتدى بعضهم قمصانا عليها صورته مكتوبا عليها عبارة »سلطان العالم«. وفى المقابل ، ذكرت شبكة »إن تى في« التركية أن أعضاء جمعية الفكر الكمالية وباشتراك الآلاف من أبناء الجالية التركية بالنمسا نظموا مظاهرات فى ميدان الأوبرا بفيينا ضد أردوغان ، ونظم كذلك أعضاء 40 جمعية علوية بالنمسا مظاهرة احتجاج مشابهة فى إحدى الحدائق الكبيرة وسط العاصمة احتجاجا على زيارته ، ورفضا لسياسات زعيم حزب »العدالة والتنمية« ضد العلويين وعدم الالتزام بوعوده ومنحهم حقوقهم. ولكن أردوغان قال للحشد »لا للاستيعاب .. نعم للاندماج«. وأضاف«ستتعلمون التكلم بالألمانية بطلاقة وستنقلون علاقاتكم مع المجتمع النمساوى إلى مستوى ممتاز لكن دون أن يستوعبكم«. وكان أردوغان قد وجه الرسالة ذاتها للجالية التركية فى ألمانيا الشهر الماضى والتى لم تلق استحسانا هناك. وكان كبار المسئولين فى النمسا قد طالبوا أردوغان بألا يهدر جهودهم لدمج الجالية التركية التى تزيد عن ربع مليون نسمة فى كلمته بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين. وحذر وزير الخارجية النمساوى سباستيان كورتس أردوغان صراحة فى مقابلات نشرت فى صحف شعبية من خطورة تشجيع الأتراك على الانعزال عن المجتمع النمساوى ، وانتقد تصريحاته فى الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع. وقال للصحفيين تعليقا على ما قاله أردوغان : »هذا يظهر بوضوح أن رئيس الوزراء التركى نقل دعايته الانتخابية إلى بلدنا وأحدث اضطرابا بهذا .. نرفض هذا ، ويمكننى القول إن احترام البلد المضيف يتعارض بوضوح مع هذا«. من جانبها ، ذكرت صحيفة »كورير« النمساوية أن فيينا أعربت عن استيائها الشديد إزاء تصريحات رئيس الوزراء التركي. كما قالت صحيفة »دى برسه« إن تلك التصريحات أثارت القلق والبلبلة بين مسئولى الحكومة النمساويه الذين طالبوا منذ الإعلان عن الزيارة بأن يلتزم رئيس الوزراء التركى بعدم تعكير صفو الأجواء والترابط بين الأتراك والنمساويين داخل المجتمع النمساوي. وأشارت صحيفة »دير ستاندر« إلى أن أبناء الجالية التركية يعلمون تماما أن الاندماج مع المجتمع النمساوى من السهل جدا ألا يتأثر بتلك التصريحات لأن الجالية التركية تتمتع بمعاملة خاصة من مختلف طوائف الشعب لأنه يتركز عليها الكثير من الأعمال داخل النمسا.