باتت حمي مونديال البرازيل تسيطر علي الشارع الكروي في العالم ، و يمكننا أن نجمل الجولة الأولي بجولة غزارة الأهداف والمفاجآت والأخطاء التحكمية .. فلم يكن احد يتوقع سقوط حامل اللقب ( اسبانيا) في أولي مبارياته بخماسية وهو من يتصدر تصنيف الفيفا ، بل شهدت البطولة أيضا سقوط البرتغال بقياده رونالدو برباعية أمام ألمانيا وان كنت اعتقد ان قرعة الفيفا قد ظلمت بعض المجموعات بوضع مواجهات من الحجم الثقيل في بداية المشوار ، بينما نجد هناك مجموعات باهتة ولا نجد لها تأثيرا في المونديال . وإذا ما انتقلنا إلي تقييم الجولة الأولي فلا يمكن لنا أن نغفل الدور الذي يلعبه الجمهور وعامل الأرض في اللعب لصالح البرازيل ولم يتوقف عند هذا الحد بل كان واضحا في مجاملة التحكيم للسيليساو في المباراة الأولي أمام كرواتيا عندما منحها ضربة جزاء مشكوك في صحتها وتغاضي عن هدف صحيح لكرواتيا كان من الممكن ان يقلب نتيجة المباراة ، وهو ما أشار إليه دييجو مارادونا في برنامجه التليفزيوني وقال : الحكام يحترمون منتخب السامبا بشكل كبير. ولم تتوقف أخطاء التحكيم عند مجاملة أصحاب الأرض فقط بل كان واضحا في مباراة المكسيكوالكاميرون والتي شهدت إلغاء حامل الراية لهدفين صحيحين لصالح المكسيك ، مما ينذر بعواقب وخيمة ، ما لم تتدارك لجنة الحكام هذه الأخطاء مبكرا ، حتي لا يضطر المدربين إلي التصريح كما قال مدرب كرواتيا معلقا علي المباراة : ولو استمر حال التحكيم في البطولة بهذا الشكل فمن الأفضل لنا العودة إلي كرواتيا ولعب كرة السلة! مفاجآت كبرى ومن المفاجآت الكبري التي شهدنها مباريات الجولة الأولي ، خسارة اسبانيا حامل اللقب أمام هولندا بعد أن نجحت في تحويل تأخرها بهدف إلي الفوز بخماسية ، وعلي نفس الملعب ( أرينا فونتي نوفا) الذي بات يطلق علية “ ملعب النحس “ حيث شهد أيضا خسارة منتخب البرتغال احد المنتخبات المرشحة للقب بقياده نجمه رونالدو أمام ألمانيا برباعية نظيفة ويمكننا القول إن منتخبا ألمانياوهولندا هما الأفضل من حيث التنظيم والأداء والنتائج ، ولو استمرا علي هذا المستوي فمن الممكن أن نجدهما في النهائي ، اضافة الى منتخبات الارجنتين ، وايطاليا ، وانجلترا ، ، فعلى الرغم من خسارة الاخيرة فإن المستوي يؤهلها للمنافسة لوجود عامل الخبرة وحيوية الشباب والتاريخ . تراجع أفريقي لم تلعب الجولة الأولي مع المنتخبات الإفريقية التي لم تظهر بالمستوي الذي عودتنا عليه في مثل هذه البطولات ، حيث تراجع المستوي بشكل كبير وبخاصة من منتخبات كان معقودا عليها آمال كبيرة مثل اسود الكاميرون التي سقطت أمام المكسيك بهدف دون رد ، والخسارة المفاجئة لنجوم غانا أمام أمريكا بهدفين مقابل هدف وهي التي كانت قاب قوسين او ادني من بلوغ النهائي للبطولة الماضية ، كما جاء أداء النسور النيجيرية مخيبا للآمال بتعادله أمام إيران بدون أهداف وظهوره بمستوي متواضع للغاية . وكان منتخب أفيال كوت ديفوار الوحيد الذي حقق الفوز عندما حول تأخره بهدف أمام المنتخب الياباني الي الفوز 2/1 ، ويبقي المنتخب الجزائري الإفريقي والعربي الوحيد الذي صدم جماهيرية بخسارته امام بلجيكا 1/2 بعد ان كان متقدما بهدف بأداء دفاعي بحت طوال 90 دقيقة ولم يستطع المحافظة علي تقدمه . اختفاء النجوم وشهدت الجولة الأولي اختفاء واضح للنجوم ( سوبر ستار) الذين وجدوا في الإعلام قبل السفر إلي البرازيل ، وهم : كريستيانو رونالدو ، و ليونيل ميسي ، و نيمار ، فلم يكن أداؤهم علي المستوي المتوقع باستثناء نيمار الذي ساهم بشكل واضح في فوز فريقه ، وخطف الفوز من كرواتيا ، وخطف الأضواء في هذه الجولة نجوم لم يكونوا مرشحين للتألق مثل فان بيرس ، وروبن في هولندا ، ومولر الألماني ، ومع كامل الاحترام للمنتخبات العريقة وصاحبة التاريخ الطويل في المونديال فإن الجولة الأولي شهدت مولد منتخبات لم تكن علي الخريطة الكروية مثل كوستاريكا ، والبوسنة والهرسك التي تعتمد علي الأداء الجماعي ، بعيدا عن الفرديات والأسماء الرنانة ، ونرشح احدهما ليكون الحصان الأسود في البطولة ، بغض النظر عن خسارة البوسنة والهرسك أمام الأرجنتين و لا نغفل المستوي الطيب الذي ظهرت عليه منتخبات المكسيك ، وتشيلي ، وكولومبيا بعد فوزهم في الجولة الأولي علي الكاميرون ، واستراليا ، و اليونان علي التوالي .