بعد مرور 6 أيام على إنطلاق بطولة كأس العالم 2014 المقامة بالبرازيل وانتهاء الجولة الأولى من منافسات دور ال32، شهدت المسابقة العديد من اللحظات والأحداث الهامة التي لن تنسى ويتميز به مونديال البرازيل عن غيره من النسخ السابقة . ويتمتع مونديال البرازيل حتى الآن بالعديد من الأهداف الرائعة والأداء المميز من معم لاعبي فرق البطولة وتكافؤ المباريات . ونستعرض معا أهم ما جاء في الجولة الاولى في 16 مباراة من المسابقة المكونة من 32 فريق وفقا لصحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية واختيارات محلليها :- غزارة الأهداف : يتميز مونديال البرازيل حتى الآن غزارة الأهداف المسجلة والتي وصلت إلى 49 هدفا وانتهاء مباراة واحدة فقط بالتعادل السلبي بين إيران ونيجيريا، وهو اكثر بكثير من بطولة كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب افريقيا وشهدت تسجيل 25 هدف فقط بالجولة الاولى من دور ال32. الدفاعت السيئة : شهدت البطولة حتى الآن ظهور بعض الفرق بشكل دفاعي سيء إفتقد للتماسك والضغط على الفرق المنافسة بشكل جيد وهو ماكان أحد اسباب زيادة عدد الأهداف، وعلى رأس هذه الفرق المنتخب الأسباني الذي تلقت شباكه 5 أهداف من هولندا، وأوروجواي الذي تسبب ارتباك دفاعها إلى خسارتها من كوستاريكا 3/1 بعدما كانت متقدمة بهدف للاشيء، كما أن الدفاع البرتغالي لم يكن أفضل حالا بعدما تلقى رباعية من ألمانيا، بالإضافة للارتباك الدفاعي الذي عانت منه كل من كوت ديفوار واليابان والإكوادر لبعض اللحظات . الخطط والتكتيك : لم تكن الخطط وأساليب اللعبة مميزة بالشكل الكافي حيث لم تظهر لمسات المدربين بالمونديال مثلما يفعل كل من جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلونتي، لكن هذا لا يمنع أن البطولة تتميز بأسلوب هجومي رهيب يتسم بالقوة والسرعة ظهرت بشكل كبير بمباراتي اسبانياوهولندا، وكوستاريكا وأوروجواي . كما أن مباراة إيطاليا وانجلترا كانت أبرز مباراة التي لعب فيها الدور التكتيكي والخططي للمدرب تشيزاري برانديلي هاما في فوز المنتخب الإيطالي حيث لعب بخمس لاعبين ارتكاز في وسط الملعب وهم ( ماركيزيو، بيرلو، فيراتي، كاندريفا، دي روسي) كانوا سببا في فوز الآزوري بجميع المواجهات بمنطقة خط الوسط وحققوا أعلى نسبة دقة تمريرات في المونديال منذ عام 1966 بنسبة وصلت إلى 93.2 % . البرازيل أكثر من ريو دي جانيرو: تبين أن البرازيل ليست ريو دي جانيرو فقط، فهذه الدولة تتمتع بالعديد من المناظر الخلابة والشواطيء بجميع أنحائها ووفقا لآراء الجماهير الحاضرة للمونديال هناك أكدت "ديلي ميل" ان أجواء قارة أمريكا الجنوبية بشكل عام والطابع الكرنفالي للبطولة وهو ما يتفوق على النسخة السابقة التي أقيمت بجنوب أفريقيا . البطولة لن تنتظر أحد حتى أسبانيا : كأس العالم لن ينتظر أحد .. يبدو أن هذا سيكون شعار المونديال الحالي، فبعد توقع الجميع بأن أسبانيا هي المرشحة الأولى للفوز بالبطولة نظرا لأنها حامل اللقب وفازت بآخر بطولتين أمم أوروبية، كما أن نهائي دوري أبطال أوربا كان أسباني خالص بين ريال وأتليتكو مدريد . الا ان متابعي البطولة تفاجئوا من المستوى الهذيل للمنتخب الأسباني ولاعبين إيكر كاسيساس وتشافي وتشابي ألونسو بالمباراة الافتتاحية امام هولندا وخسارتهم 5/1، مما ينذر بانتهاء هيمنة الأسبان على الكرة العالمية ويضيف المزيد من الغموض حول إسم بطل مونديال البرازيل . الاحتفالات : جميعنا نتذكر الإحتفال الشهير للنجم الكاميروني روجيه ميلا ورقصته المعروفة، وهذه البطولة لم تشهد الكثير من الاحتفالات المميزة بالأهداف حيث كان التركيز في معظمها على الجانب الحماسي الفرحة بأهمية الأهداف، بينما كان أميز احتفال هو قيام جميع لاعبي كولومبيا بالرقص بشكل منظم احتفالا بهدف بابلو أرميرو في مرمى اليونان . مستوى ميسي : توقع الجميع قبل البطولة أن يكون ميسي هو نجم المونديال خاصة بعد الموسم السيء الذي حظى به مع برشلونة والانتقادات الموجهة له حول مستواه مع المنتخب الأرجنتيني، وبالفعل رد نجم التانجو بقوة على منتقديه بعد مستواه الرائع امام منتخب البوسنة والهرسك وتسجيله لهدف رائع كان كافيا لتأمين فوز فريقه بهدفين مقابل هدف بعدما راوغ مدافعي البوسنة بمهارة فائقة . تدخلات أوروجواي العنيفة : شهدت مباراة أوروجواي وكوستاريكا بالمجموعة الرابعة العديد من التدخلات العنيفة والأداء القوي للاعبي الفريق الأوروجوياني مما يعكس الثقافة المختلفة في أسلوب بعض فرق أمريكا الجنوبية المعروف بالأداء المهاري والكرة الجميلة . ومن أبرز اللقطات أيضا كانت التدخل العنيف للاعب هندوراس ويلسون بالاسيوس على بول بوجبا نجم منتخب فرنسا والذي أسفر عن حصول بالاسيوس على البطاقة الحمراء لتكمل هندوراس المباراة بعشرة لاعبين وتخسر بثلاثية نظيفة . بالإضافة للمشادة التي وقعت بين توماس مولر وبيبي بمباراة ألمانيا والبرتغال، وحصل فيها بيبي على البطاقة الحمراء بعد إعتداء غير مبرر على مهاجم المنتخب الألماني الذي قاد بلاده للفوز 4/0 بتسجيله 3 أهداف . كوستاريكا مفاجأة البطولة : كأس العالم لايعني شيئا بدون حصان أسود او مفاجأة، ففي الوقت الذي توقع فيه متابعي البطولة ان تكون المنافسة بالمجموعة الرابعة منحصرة بين إيطاليا وانجلترا وأوروجواي على حجز تذكرتي التأهل لدور ال16، فجرت كوستاريكا المفاجأة وسحقت أوروجواي 3/1 لتقلب حسابات المجموعة رأسا على عقب، وقد يكونوا الحصان الأسود لهذه البطولة بالفعل اذا واصلوا مفاجأتهم وفازوا على إيطاليا الجمعة المقبل بالجولة الثانية . التحكيم : شهدت البطولة حتى الآن العديد من الحالات التحكيمية المشكوك في صحتها، كانت أبرزها ركلة جزاء المهاجم البرازيلي فريد أمام كرواتيا، وهدفي المكسيك في الكاميرون اللذان احتسبا تسلل خاصة هدف دوس سانتوس الذي كان صحيحا وفقا لمعظم خبراء التحكيم المتابعين للمونديال، بالإضافة للمشادة السخيفة للاعب ويلسون بلاسيوس مع بول بوجبا لاعب فرنسا، بالإضافة لهدف فرنسا الثاني في مرمى هندوراس الذي احتسب بتقنية تكنولوجيا خط المرمى للمرة الأولى في تاريخ المونديال والتي حسمت عبور الكرة لخط المرمى بكامل محيطها معلنة الهدف الثاني للديوك بالمباراة التي فازوا بها 3/0 . الوجة الآخر للمونديال : ملعب أمازون أرينا .. أثارت هذه التحفة المعمارية والتي بنيت خصيفا خصيصا لهذه المسابقة بتكلفة 171 مليون جنيه إسترليني و شهدت مباراة انجلترا وإيطاليا، العديد من التساؤلات خاصة لمعاناة العديد من المواطنين البرازيلين من الفقر والكفاح من أجل العثور على الغذاء. وفي الوقت الذي يستمتع فيه الجميع عبر شاشات التليفزيون بمتعة كرة القدم من خلال تنافس 32 دولة على كاس البطولة، هناك وجه آخر لا يراه الأغلبية يتسم بالإحتجاجات والمظاهرات اعتراضا على حجم الميزانية التي تم صرفها من الحكومة البرازيلية على هذه البطولة وعدم الالتفاف لمعاناة الشعب الإقتصادية. وتواصلت الاحتجاجات التي بلغت أشدها قبل المباراة الافتتاحية بساعات قليلة، لأثناء إقامة مباريات البطولة حيث احتشد مايقرب من مائتي شخص حول ملعب ماراكا الذي استضاف مباراة الأرجنتين والبوسنة، اعتراضا على إقامة البطولة موجهين إنتقادات لاذعة لسيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا .