يونيو 1954، كان ولايزال يوما من الأيام الخالدة فى تاريخ مصر، 18حيث خرج آخر جندى بريطانى، ليتزامن ذلك مع عيد إعلان الجمهورية كدولة مستقلة ذات سيادة، فأصبح هذا اليوم عند المصريين عيدين فى يوم واحد، عيد الجلاء وعيد الجمهورية. ولكن الوصول إلى هذا اليوم كان مشوارا شاقا وطويلا، تحمله الشعب المصرى بزعاماته الوطنية المخلصة بداية من أحمد عرابى، الذى قاد ثورة شعبية ضد الاستبداد ومن أجل الحرية، وخاض معارك ضارية ضد طلائع الاحتلال البريطانى عام 1882 . بعد احتلال القوات البريطانية فى احتلال مصر، لم ييأس الشعب المصرى العظيم وواصل كفاحه ضد قوات الاحتلال. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، أعلنت انجلترا الحماية على مصر ، وفرضت الأحكام العرفية، لكن المصريين لم يستسلموا وطالبوا بحق تقرير المصير، وتحدى الشعب سلطة الاحتلال، وشكل وفدا برئاسة سعد زغلول فى نوفمبر 1918 للسفر إلى باريس وحضور مؤتمر الصلح، وعرض المطالب المصرية لكن المندوب السامى البريطانى رفض واعتقل سعد زغلول ورفاقه ونفاهم إلى مالطة. واندلعت ثورة 1919 بشعارها المعروف «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، حتى صدر تصريح 28 فبراير 1922، الذى أعلن استقلال مصر تحت الحماية البريطانية. ودخلت القضية الوطنية فى مأزق بعد فشل كل المحاولات لاستقلال مصر عن بريطانيا، حتى حقق جمال عبدالناصر ورفاقه من الضباط الأحرار آمال الشعب فى 23 يوليو 1952. تلك السطور تكتبها «الأهرام» اليوم احتفاء بعيد الجلاء، فى مبادرة لإنعاش الذاكرة الوطنية التى أراد البعض طمسها أو تشويهها عبر سنوات طويلة، حتى لا تعلم الأجيال الجديدة تاريخ وكفاح شعبها العظيم. لمزيد من مقالات رأى الاهرام