سؤال يطرح نفسه الآن هل يستطيع حزب النور ان يتحالف مع أى قوى سياسية غير دينية و كيف سيبرر ذلك لاعضائة ؟ من المؤكد ان حزب النور قد فقد الكثير من معاونيه بعد سقوط الاخوان المسلمين عقب ثورة 30 يونيو .. فعدد لا يستهان به خرج من حزب النور وشكك فى مبادئ الحزب بعد إعلان موقفه بمساندة خارطة الطريق التى صاغتها القوى السياسية المختلفة .. الواقع يؤكد ان الحزب يمر بأزمة حقيقية اثرت بالفعل على مكانته فى الشارع السياسى , فمنذ انشاء الحزب و حتى قيام ثورة 30 يونيو تعرض الحزب للعديد من المعوقات بدأت بعد تشكيله بفترة قليلة عندما انقسم لحزبين ، وخرج حزب الوطن من رحم حزب النور، ولكن باتجاهات تميل الى الاخوان وكان هذا سبب انهيار حزب الوطن عقب انهيار الاخوان , وانتهت بتشكيك القوى السياسية فى دور حزب النور فى الانتخابات الرئاسية الاخيرة . ونحن على اعتاب استكمال آخر استحقاق من بنود خارطة الطريق واختيار مجلس للنواب جديد و مع بداية التحالفات الانتخابية نجد حزب النور والتى كانت معظم القوى الساسية تتسابق لنيل دعم الحزب فى الكثير من الدوائر الانتخابية لم يعلن تحالفة او حتى النية على التحالف مع أى من القوى المدنية او السياسية حتى الآن ويرجح ان يكون السبب فى ذلك يعود الى التجربة المريرة التى عاشها المصريون مع الاخوان المسلمين او بسبب التعديل الاخير للدستور و عدم السماح للاحزاب ذات الخلفية الدينية بالعمل او استغلال الدين كستار للوصول لاهداف سياسية .. فمن هنا اصبح حزب النور فى ازمة مع اعضائة الذين تنازلوا عن الكثير من مبادئهم للوصول لتحقيق اهدافهم و هو تطبيق الشريعة الاسلامية.. ولكن يبقى السؤال هل يمكن لحزب النور الآن ان يتحالف مع أى من القوى او التيارات السياسية دون الدينية ؟ و هل يستطيع ان يقدم تنازلات للتحالف مع احزاب غير دينية ؟ وما الذى يمكن ان يقدمه حزب النور والدعوة السلفية لاى قوة سياسية اخرى حتى يتم التحالف معه ؟ واقعيا حزب النور الآن اصبح من اكثر الاحزاب جاهزية للانتخابات البرلمانية , فعلى الرغم من عدم موافقته على قانون مجلس النواب الاخير الذى اقره الرئيس السابق عدلى منصور الا ان الحزب من يناير الماضى قد اعد مجموعات من الاستبيانات داخل الدوائر الانتخابية و تم اختيار عدد من الاشخاص يتم تدريبهم على كيفية خوض الانتخابات و التعريف بوظيفة النائب وذلك عن طريق عدد من المعسكرات وورش عمل ومحاضرات اعدتها الهيئة البرلمانية للحزب ويتم الآن تدريب كوادرها التى ستخوض الانتخابات. ويتم ايضا تعريفهم بالائحة الداخلية للبرلمان واليات العمل البرلمانى وذلك بعد ان تم اختيارهم بعناية من كل الدوائر. الدكتور صلاح عبد المعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور أكد ان الحزب حاليا يقوم بعمل مجموعات ورش عمل فى جميع المحافظات لدراسة قانون مجلس النواب الاخير و تقديم مقترحات الحزب للرئيس عبد الفتاح السيسى لان القانون الحالى يجب تغيره والاخذ بالنظام المختلط بين القائمة والفردى ويمكن بعدها ان نتحالف مع أى من القوى السياسية .. ويضيف عبدالمقصود ان الحزب جزء لا يتجزأ من خارطة الطريق وصياغة الدستور والانتخابات الرئاسية ولا يمكن ان يتخلى عن تنفيذها للنهاية ولكن العوار الذى قد يصيب البرلمان بعد انتخابه هو ما يجعلنا نؤكد ضرورة تعديل القانون الحالى . وحول التحالفات الانتخابية يقول محمد عبد المعبود ان الحزب لا يمانع ابدا التحالف مع أى قوى سياسية ماعدا الاخوان المسلمين الذى لا نقبل ان يعودوا الى الحياة السياسية متسللين عبر صفوف حزب النور وماعدا ذلك فنحن على استعداد تام للتحالف من اجل الخروج ببرلمان قوى يستطيع ان يكون على مستوى المرحلة المقبلة و يستطيع ان يشكل الحكومة بالصلاحيات التى اقرها الدستور و استفتى عليه الشعب المصرى .. واضاف ان أى قوى او حركة سياسية مرحب بها للتحالف معنا مع تحديد الادوار لكل جهة والالتزام ببنود هذا التحالف فان حزب النور يفتح ذراعه للجميع. وحول كيفية التنسيق مع أى قوى سياسية فى مسألة اختيار المرشحين وهو ما يدمر أى تحالف اقترح عبدالمعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور تشكيل مجموعات مشتركة ممثلين من القوى السياسية المتحالفة وظيفتها الاساسية تشكيل مجموعات عمل لاستبيان شعبية كل مرشح داخل الدوائر الانتخابية و يتم تقييم و دراسة كل الجوانب المرتبطة بالمرشح وفى هذه الحالة لا يمكن الاختلاف بعدها لان عملية الاستبيان ومجموعات الاستقصاء لقياس شعبية كل المرشحين تتم بالتعاون مع كل ممثلى التحالف ولا يشترط ان يكون المرشح من النواب السابقين او من لهم مكانة داخل احزابهم وانما الشعبية وامكانية تحقيق الفوز هما المعياران الاساسان للاختيار بين المرشحين وبعد عملية الاختيار يعمل كل المتحالفين على انجاح القائمة المتفق عليها.