لكل شعب صفاته وتقاليده وعادته, ومن صفات الشعب المصري أنه شعب عريق ومتدين ومسالم محب لوطنه ويفديه بكل غال ونفيس, ومن تقاليده ان الصغير يحترم الكبير, والقوي يساعد الضعيف, والغني يساند الفقير وعرف بشهامة ابنائه وجودهم وكرمهم. , ومن عاداته مراعاة شعور الآخرين وعدم الاعتداء علي ملكياتهم. هذا ما عرفناه وسجله التاريخ, أما ما يحدث هذه الأيام من أعمال عنف وبلطجة فلا يمت لهذا الشعب بصلة من قريب أو بعيد حيث لا يعقله ولا يصدقه عاقل, فلقد سقط سبعون قتيلا, وأصيب المئات في حادث مروع في مباراة لكرة القدم كما سقط المئات من القتلي والآلاف من الجرحي خلال التظاهرات السلمية التي خرجت تطالب بالحرية والعدل والكرامة, وهي نفس التظاهرات التي خرجت إبان الاستعمار الفرنسي والبريطاني في القرنين الماضيين, وما أقبله ويشرفني ان يستشهد المصري برصاص قوي الاحتلال والاستعمار وهو يدافع عن وطنه وعرضه وماله, ويطالب برحيل المستعمرين, أما مايجعلني أشعر بالخزي والعار فهو ان يسقط الشهداء والجرحي بأسلحة بيضاء أو برصاص ينطلق من بنادق تحملها أيد مصرية وتصرع بها أرواح مصرية, وأشعر بالخزي والعار لما يحدث من تحرش واعتداءات جنسية علي فتيات ونساء مصريات بواسطة شباب الوطن المصريون, وأشعر بالخزي والعار والألم وأنا أقرأ خبرا عن سطو مسلح علي دار مسنين.. الخ من الأحداث المؤلمة والمؤسفة التي تذهل العقول. فماذا حدث لكم يا أبناء مصر هل تخليتم عن مصريتكم وعراقتكم وتقاليدكم, وهل ستون عاما من الحكم الشمولي يفقدكم ما دونه لكم التاريخ منذ آلاف السنين في سجلات الشرف. أفيقوا قبل فوات الأوان وتفاقم الأوضاع أكثر وأسوأ مما نراه, فمصر التي تتغنون بحبها لا تستحق منكم إلا كل خير وولاء . يحيي الإبراشي