تعانى مصر من أزمة طاحنة فى الكهرباء مما استدعى قطع التيار عن أجزاء كبيرة من مصر، مما أدى إلى معاناة شديدة للمواطنين، وهروب المستثمرين، ولا يوجد استثمار فى وجود أزمة الطاقة الكهربائية، لأن المستثمر لن ينشئ محطة كهرباء خاصة للمصنع الخاص به، وفى الوقت نفسه لا تعتبر الطاقة المتجددة من شمس ورياح الحل الجذرى للمشكلة لارتفاع التكلفة إلى ضعف المصادر المتاحة الحالية من غاز وفحم. وقد اتجهت نيجيريا إلى رفع يد الحكومة عن إنشاء محطات توليد للكهرباء، فاتجهت الاستثمارات إليها بعد حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وهى الآن أكبر دولة إفريقية جاذبة للاستثمار، وذلك بفضل وزيرة ماليتها، وبعد حل مشكلة الطاقة فى نيجيريا ارتفع نمو الاقتصاد القومى من 1.2 فى المائة (أقل من زيادة السكان) إلى 5.7 فى المائة.. ويعانى الشعب المصرى أيضا من تلوث شديد فى البيئة، مما جعل رئات المصريين سوداء وليست حمراء مثل الدول الغربية، وزاد من الأزمات الربوية والانسداد الرئوي، ويعانى المواطنون فى المناطق المحيطة بمصانع الأسمنت فى حلوان والمعادى من تحجر الرئتين وزيادة نسبة السرطان بهما، وذلك من المداخن التى تبث التراب فى الجو، وقد ماتت الأشجار حول تلك المصانع، وحتى على شاطئ النيل فى جوارها. ولأن إنتاج الكهرباء من الفحم، وإنتاج الأسمنت بحرق الفحم هو أرخص مصدر حتى الآن، فقد اتجهت مصر إليهما، وفى الأصل فإن تكنولوجيا إنتاج الكهرباء من الفحم بدأت فى جنوب إفريقيا، وقد زرت إحدى محطات توليد الكهرباء من الفحم فى شمال جنوب إفريقيا عام 5991 بمنطقة غابات الكافور (لإنتاج لب الورق) ولم أجد أى مدخنة إطلاقا فى المحطة، وأيضا زرت مصنعا للأسمنت 05 ميلا شرق شيكاغو، ويعمل بالفحم، والمصنع مقام داخل الغابة، ولم أجد أى مداخن فيها أيضا ولا يوجد أى أتربة تلوث ورق الشجر فى الغابة. أما عن ادعاء المسئولين أنهم سيقومون بتركيب فلاتر على المداخن، فهو هراء، لأنها لا تمنع معظم الأتربة الملوثة، ويضطر العاملون فى مصانع الأسمنت لإيقاف العمل بالفلاتر، لأن الغبار يلوث الجو المحيط بهم، ويحدث لهم اختناق.. وأرى أنه يمكن استعمال الفحم فى توليد الكهرباء أو صناعة الأسمنت، ولكن يجب ألا تكون هناك مدخنة واحدة، ويتم التخلص من ثانى أكسيد الكربون باتحاده مع الصودا الكاوية، أما عن الكربون الأسود فتوقفه الفلاتر فى نظام مقفول تماما ولا يلوث البيئة أبدا.