منذ الثامنة من صباح أمس، وقبل أن تفتح 13 ألف لجنة أبوابها بنحو ساعة على الأقل، اصطف ملايين المصريين فى طوابير طويلة، تلبية لنداء الوطن، فى القيام بواجبهم، وممارسة حقهم فى اختيار رئيسهم مصر للسنوات الأربع المقبلة. وعكس الإقبال الكثيف من النساء والرجال والشيوخ والشباب إرادة الأمة المصرية فى صنع مستقبلها. ومارس المصريون حقهم فى اليوم الأول للانتخابات الرئاسية تحت إشراف 16 ألف قاض، ومتابعة آلاف من المراقبين المصريين والعرب والأفارقة والأوروبيين، وسط أجواء احتفالية وكرنفالية، مع أن أمس كان يوم عمل، ورغم ارتفاع درجة الحرارة. وأدلى الرئيس عدلى منصور بصوته فى لجنة المدرسة النموذجية «بنات» بمصر الجديدة، مؤكدا فى تصريحات للتليفزيون المصرى خلال إدلائه بصوته أهمية المشاركة. ودعا إلى إعلاء قيمة العمل باعتباره سلاح الشعب فى مواجهة التحديات الاقتصادية وبناء المستقبل. ومن جانبه، أدلى المرشح المشير عبدالفتاح السيسى بصوته فى لجنة الخلفاء الراشدين بشارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة. وقال السيسى عقب إدلائه بصوته: إن المصريين يصنعون مستقبلهم بإرادتهم الحرة. وأدلى المرشح حمدين صباحى بصوته فى لجنة السيدة خديجة النموذجية بالعجوزة، ودعا المصريين للنزول بكثافة والتصويت من أجل اختيار الرئيس، مؤكدا أن هذا هو طريق بناء الدولة. وقال صباحي: إن الصناديق ستقول كلمتها وستحسم المعركة الانتخابية، وليست التوقعات المسبقة. كما أدلى كل من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بصوته فى الأقصر، والبابا تواضروس فى مدرسة مصطفى كامل بالعباسية. ومن ناحيتها، قررت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات مد عدد من اللجان بقضاة إضافيين لمواجهة تدفق الناخبين عليها، خاصة فى الساحل والشرابية ومدينة نصر والمعادى ومطروح وجنوب سيناء وأسوان. وأكدت اللجنة أن الانتخابات تجرى بانتظام، ولم تتلق أى شكاوى بتأخر فتح أى لجنة عن الموعد المحدد، وهو التاسعة صباحا. وأوضح المستشار عبدالعزيز سالمان، أمين عام اللجنة، أن الحديث عن مد فترة التصويت ليوم ثالث هو أمر سابق لأوانه، وأن ذلك لم يطرح للنقاش بين أعضاء اللجنة. وأشار إلى أن هذه الفكرة ترتبط بمدى قدرة القضاة على الاستمرار ليوم ثالث فى التصويت، ومدى الحاجة الفعلية له. ومن ناحيته، أوضح المستشار طارق شبل، عضو اللجنة، أن اللجنة قامت بطبع أوراق تصويت وبأرقام كودية جديدة، وتم إرسالها مع «مخصوص» إلى أسيوط مساء أمس الأول، بعد أن خطف حارس عقار أوراق التصويت الخاصة باللجنة (49) بأسيوط من رئيسة اللجنة، ولم تعثر الشرطة على الأوراق المسروقة مع السارق عقب القبض عليه. وقال «سالمان» إن رئيسة اللجنة تلقت اتصالا هاتفيا من مجهول عقب القبض على المتهم، يخبرها بوجود أوراق التصويت أمام باب شقتها، وتم العثور على هذه الأوراق وتحريزها، وسيتم إعدامها باللجنة العليا للانتخابات.