أندهش لمن يظن أن المصريين يحتاجون إلى دعوة للخروج اليوم وغدا بأعظم مليونياتهم لانجاز المرحلة الثانية من خارطة أمنهم واستقرارهم ودعم الشرعية الدستورية لثورتهم، يعرف الملايين خاصة من ملح الأرض من حاملى الألم والصبر وحفاظ الحياة أن ما يحدث اليوم وغدا يتجاوز انتخابات رئاسية إلى انتخاب واختيار بقوة وبإرادة ملايينهم للأمل وللاستقرار والبناء وتوجيه ضربات قاضية جديدة لجماعات الكراهية وتجار الدماء الذين فشلوا فى الحفاظ على مصر وهم يجلسون على مقعد حكمها ويواصلون أوهام أنهم يستطيعون أن ينجحوا وهم يهددون بحرقها أو تحويلها إلى بحيرة دماء بحجم وطن! يعرف المصريون أنهم اليوم وغدا 26، 27 مايو 2014 يخرجون بحشودهم التى تفوق كل ما خرج من حشود من قبل ليعلنوا للدنيا إصرارهم على نهاية شرعية وشريعة الكراهية للحياة وللأمان والكرامة وشرف وتراب وحدود الوطن وكل ما لم يعرفه المصريون، إلا على أيدى جماعة الاخوان.. يعرف المصريون كما تكشف الحوارات مع أطياف مختلفة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وحضاريا ان مليونياتهم منذ 25 يناير 2011 و30/6 و3/7 و26/7/2013 كانت لاسقاط نظامين كان لكل منهما جرائمه وخطاياه فى حق هذا الوطن ولكنهم اليوم وغدا يخرجون بقوة ملايينهم وحشودهم لحماية ثورتهم من اختطاف جديد لها ولتحدى مخططات وخطط الارهاب والتآمر عليهم وعلى بلادهم يدرك المصريون أن الصلابة والتحدى التى هزم بها آباؤهم وأجدادهم جيوشا نظامية تزداد وتتجلى كلما تعاظمت عليهم صنوف الخطر.. يدركون أنهم إن لم يفرضوا بأصواتهم فى صناديق الانتخاب اختيارهم لكل ما ينتظرون ويتطلعون إليه وحرموا منه عشرات السنين ستفرض عليهم قوى الكراهية وتجار الدماء كل ما يعيد قهر ارادتهم وكرامتهم وحقوقهم الأصلية فى بلادهم. المصريون ليسوا مجرد مدعوين للمشاركة فى انتخابات رئاسية إنهم يدركون جيدا انه انجازهم الذى صنعوه بأيديهم وعليهم أن يستكملوه اليوم وغدا بعد مشاوير الألم التى قطعوها طوال ثلاث سنوات ليصلوا اليه ودفعوا مهرا له دماء وأرواح أغلى أبنائهم.. وبعد صبر ومكابدة عشرات السنين حتى نفد الصبر لا أظن أن له مثيلا.. أتحدث عن ملايين من المصريين ليس لهم حسابات تتقدم على مصالح بلادهم وبما يجعله حقا وفريضة على الرئيس القادم أن تكون إستحقاقاتهم فى العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وجنى ثمار ما ثاروا من أجل تحقيقه أول أولويات خطط العمل والانجاز. هذا الايمان العميق والحق بالوطن والتضحية من أجله بالأغلى حقا لا كلمات المشهد الوطنى الذى سيعيد به المصريون إبهار الدنيا اليوم وغدا وهم يشاركون بقوة وبوعيهم الحضارى والثقافى والايمانى والوطنى فى الانتخابات الرئاسية شاهدت لقطة سريعة منه فى مشهد خاطف من الساعات الأخيرة لانتخابات المصريين فى الخارج.. طرت إلى دبى لحضور منتداها المحترم للاعلام العربى تلك الاحتفالية الاعلامية الأهم فى الوطن العربى التى تزداد رسوخا ونجاحا عاما بعد عام والتى كانت الثورات العربية من عناوينه العريضة ومحاور بعض حلقات النقاشية.. نزلت من الطائرة إلى مقر القنصلية المصرية برفقة نموذج يستحق الاحترام والتقدير للدبلوماسية المصرية المستشارة نبيلة مكرم والأستاذ هشام فؤاد الملحق الادارى بالسفارة.. أردت أن ألحق برؤية لقطة من المشهد الوطنى الذى صنعه المصريون بالخارج.. كانت ساعات أخيرة فى اليوم الأخير من الانتخابات الرئاسية القنصلية مازالت تمتلئ بمن منعتهم ظروف من الانتخاب فى أيامه الأولى وقيل لى أنه رغم أن القنصلية تمتلئ إلا أنها لاتقارن بالحشود التى ملأت القنصلية والمناطق المحيطة بها فى أيام الانتخاب الثلاثة.. كل من التقينا بهم من مصريين ومن أبناء من الشباب العربى قلوبهم بل أنفاسهم معلقة بمصر وما يحدث فيها وبالخوف عليها الأسئلة لا تنقطع فى كل مكان أذهب اليه تريد أن تطمئن إلى توافر قدرات تأمينها وحمايتها من هذا الشر المستطير والغدر والارهاب الأسود أؤكد ما أؤمن به وأراه رؤية العين بمشيئة الله انها ماضية بقوة وبإصرار لاستكمال ثورتها وخارطة طريقها وعدتها وعتادها الأول إرادة واصرار شعبها الذى يقوم اليوم وغدا بمشيئة الله فى مليونياته وحشوده واحدا من أعظم تجلياته الوطنية. ابتسم بمحبة الدنيا لما أسمعه من وقائع حدثت في أثناء الانتخابات بالقنصلية المصرية بدبى والسبب الغريب لغضب وصياح أحد الناخبين نسى الشفرة التى أعدها ليحضرها معه ليوقع استمارة الانتخاب بنقطة من دمائه.. البكاء بالدموع لرجال عجزوا عن المشاركة لوجود أرقامهم القومية فى مصر ولم يقبل منهم الباسبور القديم. تعليمات اللجنة العليا للانتخابات تنفذ بدقة عبارة سمعتها من شباب رائع من الامارات لماذا لايشارك فى نصر سيعم الأمة كلها والعرب أجمعين فى القنصلية ورغم انها كانت الساعات الأخيرة واليوم الأخير للانتخاب بالخارج يعم ويغمر القنصلية طقوس عيد وفرحة واحتفالية تشارك فيه جميع الحضور ممن لهم حق التصويت ومن جاء ليمارس حق الفرحة بنصر يرونه مقبلا لبلادهم وباستقرار وأمان بقوة كل صوت سيوضع فى صناديق الانتخابات.. الأطفال يرفعون أعلام مصر فى أيديهم وفى رسوم على وجوههم.. لم يمنعهم من المشاركة ساق فى الجبس ولا تركيب أربعة صمامات فى القلب والقدوم من المستشفى إلى صندوق الانتخابات لم تمنعها انذارات طبيب النساء أن الميلاد قد يحدث فى أى لحظة، تتساند إلى أمها التى جاءت من مصر لتكون إلى جوار ابنتها وهى تضع مولودها الأول ضحكت وبيديها أحاطت حملها تحميه من اهتزازات ضحكاتها قالت لى أن اسمه سيكون على اسم الرئيس الذى تثق أنه بمشيئة الله سيفوز بثقة المصريين ورددت الاسم الذى يمنعنى الصمت الانتخابى من ذكره. المصريون فى الخارج يرون أنهم اجتهدوا فى أداء مشهد وطنى يليق ببلادهم وأنهم كانوا يريدونه أكبر وأعظم لولا عقبات حال ضيق الوقت عن معالجتها ويتوقعون أن يقدم المصريون داخل مصر مشهدا وخروجا أعظم فى مليونيات غير مسبوقة عن كل ما سبق من وثائق ثورتهم وتحديهم لاختطافها وإصرار على استرجاعها وتحويل شرعيتها الشعبية إلى شرعية دستورية بل ما تعلنه أرقام خروجهم وحشودهم للدنيا كلها من كرامة وارادة وصلابة لشعب لن يهزم أبدا.. أما ذلك القلق المحب والصادق من الأمة على مصر فيكشف عن فضل إن كان يجوز أن يقال أن للمحن فضائل.. وهى إدراك الأمة أن قوتها وحياتها فى إستعادة وشائج القربى بين شعوبها وقادتها وأن مصر يجب أن تظل قلبها النابض بقوة صلابة وإرادة عشرات الملايين الذين سيتدفقون إلى صناديق أمان واستقرار وانتصار مصر.. اليوم وغدا. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد