لحظات فارقة يواجهها المصريون وهم يقتربون من الاستحقاق الثانى لاستكمال خريطة مستقبلهم وأمنهم واستقرارهم واستقلالهم وجنى ثمار ثورتهم .. بينما مخططات اجرامية تسابق لإفشالهم وكسر إرادتهم وتحويلها من عملية ديمقراطية لاختيار رئيس إلى معركة بالغة التدنى وصراع ونشر لفتن وأكاذيب وتعميق للانقسام والكراهية بين المصريين.. وكالعادة تراوح مخططات الجماعة واذرعها وذيولها بين ادعاءات بناء استراتيجيات جديدة للمصالحة وتهديدات آثمة بتنفيذ عمليات إرهابية على أمل تحويل الأمر من عملية مشاركة ديمقراطية لاختيار رئيس الجمهورية إلى إنجاح ما فشلوا فى تحقيقه بكل ما ارتكبوه بالاتجار بالدماء واسقاط مئات الشهداء من المدنيين والشرطة والجيش ونشر للإرهاب واستعداء للمجتمع الدولي.. يتجاهلون رد المحكمة الجنائية الدولية عليهم ونفى صفتهم فى تمثيل مصر باعتبار أن القانون الدولى وفقا للمحكمة يعترف بالسلطة التى تتولى الحكم وتتمتع بقبول مواطنيها، وتوفر لها الاستمرارية لمدى زمنى معتبر أى انهم لا شرعية لهم انما الشرعية للسلطة التى قامت على إدارة مصر منذ 3/7 لاشيء يردع أو يهذب أو يطفيء استعدادهم لحرق مصر كلها وتقويض أركان أى استقرار يحدث فيها ومع إعلان ما يطلقون عليه بناء استراتيجيات جديدة للمصالحة وهى دعوة تعيد التذكير بحجم غضب المصريين ورفضهم لهم فى نفس الوقت لا تتوقف صحف خارجية موالية لهم عن الحشد وراء دعواتهم للمصريين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية مع تصعيد خطط اثارة العنف والفتن بالمحافظات ونثر اشواك التشكيك وبذور الصراع والانقسامات وايصال رسائل بعدم نزاهة الانتخابات وهو ما يتكرر الآن من عناصر من احدى الحملات الرئاسية بشكل ممجوج بالإضافة إلى البحث عما يدعون أنه حلول توافقية يستغلونها للتواصل مع بعض عناصر شبابية وثورية تحت شعار براق «استعادة ثورة 25 يناير» وكان الأولى ان يطلقوا عليها نحو اختطاف جديد للثورة!! فليس أدل على علاقة الجماعة بالثورة من تصريحات لقيادات كبيرة انسحبت من الجماعة.. انهم كانوا آخر من التحق بالميدان وأول من خرجوا منه!! ومتواليات اختطاف الثورة والبرلمان والرئاسة.. وما تحمله المصريون من اعباء نفسية وسياسية واقتصادية لولا قدراتهم الخارقة على الاحتمال. ما استطاعوا أن يدخلوا ويشاركوا فى ثلاثة استفتاءات على دساتير وأربع حكومات وأكثر من استدعاء لانتخابات برلمانية ورئاسية!! أظن أنها معجزة هذا التماسك الذى مازالوا يحافظون عليه وان المتآمرين على تماسكهم واستقرارهم واستكمالهم خريطة طريق يراهنون على استنفاد هذه الأرصدة التى هزمت كل افاعيل ومخططات التفكيك والتمكين وأصروا على اسقاطها وأضافوا تجليات مقاومتهم العبقرية بما فعلوه فى 30/6 و3/7 و26/7 والاستفتاء على دستور 2014، كل هذا من أجل أن يصلوا إلى ما يحققه لهم خروجهم القادم بمشيئة الله فى 26 و27 مايو لاختيار رئيس جديد لبلادهم يحقق بهم ولهم بعد طول المعاناة والمكابدة والاحباطات والاستفتاءات والوزارات جنى ثمار ثورتهم.. رئيس يختارونه بمقاييس إيمانهم باحترامه وإيمانه بسيادتهم رجل دولة خاض تجارب وتحديات البناء وتجاوز حرارة وحلاوة الشعارات والهتاف إلى العمل الميدانى والإنجاز على أرض الواقع لايجيد الخطابة بقدر ما يجيد الإدارة ويتميز باستقامة وصلابة وقوة إرادة. إذن الخروج فى 26 و27 مايو يتجاوز عملية انتخاب الرئيس إلى فرض استحقاقات الزمان والبناء والاستقرار وجنى الثمار التى حلم المصريون أن يحققوها بثورتهم.. الخروج فى 26، 27 دعم بقوة عشرات الملايين التى ستخرج للشرعية الشعبية التى صرفت مليارات الدولارات لتشويهها واسقاطها.. الخروج 26، 27 مايو إعلان جديد للدنيا أنه لا قوة على الأرض تستطيع كسر إرادة وكرامة هذا الشعب المدهش والعجيب والذى أثق أنه فى 26، 27 مايو سيقدم حلقة جديدة من مدهشاته وعجائب صلابته وإرادته الوطنية وحبه لبلاده واستعداده لدفع أى ثمن لحمايتها. السطور الطويلة التى استغرقت المساحة الأكبر المتاحة أردت أن أصل بها إلى أننى لا أستطيع أن أصدق كل ما تقدم وأكثر منه بكثير أن أى طيف من أطياف شبابنا. ومهما كان لديه من أسباب للخلاف مع ما حدث فى مصر بعد 30/6 و3/7 و26/7 ممكن أن يكون شريكا أو متعاونا فى مخططات تدمير بلده أو يقبل أن يتفق خطابه أو مواقفه مع خطاب ومواقف من يريدون هدمها بالاستجابة لدعوات مقاطعة الانتخابات التى ينتظرها الملايين من المصريين الذين حرموا لعشرات السنين أبسط حقوقهم المبدئية فى الحياة ويرون فى استكمال خريطة طريقهم بوابة العبور إلى بدايات حقيقية لتصحيح ما وقع بحقوقهم الإنسانية وحقوق مواطنتهم من جرائم وخطايا. لا تخذلوا بلدكم ولا أهلكم واستكملوا المشاركة فى انتخابات رئيس مصر القادم بإرادة حرة لا تنجرف إلى صراعات لا تحتملها التحديات التى تواجهها بلادكم.. عملية انتخابية أثق أنها ستكون نزيهة وشفافة بكل ما أعرفه عن المأخوذ به فى إدارة الدولة بعد 3/7 ورغم شراسة مقاومة قوى الماضى والفساد والإفساد ومخططات التآمر التى تتوهم أنها تستطيع ان تتحالف أو تخترق غضب أو خلاف أطياف شباب وطني.. يختلفون نعم ولكن أبدا لا يعينون أو يتحالفون على كسر إرادة وكرامة بلدهم أو إعادة اختطاف ثورتهم. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد