فى تقديمه الرائع لاول انتاج لاول مصرية تحصل على درجة الدكتوراه فى سن الرابعة والعشرين د. سهير القلماوي، كتاب "أحاديث جدتي" الصادرعام 1935- أى منذ ثمانين عاما-استوقفتنى عبارة عن مصر لعميد الأدب العربى العملاق د. طه حسين هائلة المعنى عميقة المغزى ابدية الرمزية يقول فيها "الجيش المصرى الذى لم يكد يتكون وينشط ويعمل حتى أظهر الأعاجيب، واقنع الامم المعاصرة بأن مصر خليقة ان يحسب لها حساب حين ترضي، وان يحسب لها حساب حين تغضب، وان يحسب لها حساب حين تريد..». هذه عبارة ومغزى وقيمة ينبغى ان يستدعيها اليوم كل مصرى ومصرية فكلنا - أبناء هذا الوطن العظيم المتفرد-مستدعون لمهمة وطنية غير مسبوقة فى تاريخ مصر القديم والحديث على حد سواء . غدا وبعد الغد يتوجه المصريون فى الداخل - بعد الخروج الرائع والمشرف للمصريين فى الخارج- فى أروع ممارسة للوطنية المصرية راسخة الجذور فى قلوب وعقول المصريين، حتى وان بدا خفوتها فى بعض فترات الخمول والقنوط،هذا الانتماء للتراب الوطنى هو القاسم المشترك الأعظم بيننا جميعا واينما وجدنا على تراب الوطن الاغلى أو بعيدا عنه بالجسد فقط.. يخرج المصريون غدا وبعد الغد خروجا تاريخيا وطنيا ثوريا لاختيار رئيسهم القادم فيما اتوقع ان يكون خروجا مبهرا فريدا برسالة مدوية للعالم اجمع بدأت بشائرها بتصويت الخارج تقول هذا هو الشعب المصرى وهذه هى عبقريته وهذه هى ارادته وهذا هو المارد القابع بداخله الذى ينتفض عندما يستشعر الخطر يتهدد وطنه ويهدد الهوية والشخصية المصرية الوسطية المستقرة عبر آلاف السنين .. انتفض هذا المارد واذهل العالم فى 30 يونيو عندما أنهى - مع انحياز قواته المسلحة وشرطته الوطنية لارادته- سحابة مظلمة وكابوسا جثم على انفاس مصر لمدة عام كامل لم يزد المصريين القوة واصراراعلى حماية مصر والحفاظ على امنها القومى وهويتها الراسخة بل اضيف ان عام المحنة الذى مرت به البلاد والخطر الذى واجهته ولا تزال ايقظ فى المصريين الاحساس بقيمة الوطن وشرف الانتماء له ومسؤلية المواطنة. ارفع رأسك فوق انت مصرى لم يأت من فراغ .. المصريون غدا وبعد الغد على موعد مع اعلاء قيمة الوطن وممارسة حقوق المواطنة الدستورية فالامر يتعدى ان يكون مجرد استحقاق انتخابى وانما كل صوت - سواء ما تم فى الخارج أو ما نحن بصدده فى الداخل- هو صوت لمصر ومن اجل مصر ، صوت من اجل ان تعبر مصر من باب الامل والعمل والعلم المفتوح امامها...صوت يعى خطورة اللحظة وضخامة التحديات الداخلية والخارجيةالتى تواجه الوطن . العناية الالهية التى حمت مصر وحرستها وستظل حارسة لها باذن الله تفتح لنا طاقة امل ونور ومستقبل لتنطلق ارض الكنانة الى ما تستحقه من مكانة وقامة وقيمة بين الامم ولا أتخيل أن يحرم أى مصرى أو مصرية نفسه وأولاده وأحفاده من شرف المشاركة وفخر المساهمة فى هذه الانطلاقة التاريخية . المصريون شعب فراز حباه الله بذكاء فطرى عبقرى يدرك تماما - خاصة الان وبعد ان سقطت الكثير من الاقنعة - من يصدقه ومن الجدير بثقته ومن الذى يأمن له ومن الذى يأتمنه على الوطن بعد ان خبر من حاولوا بيعه والتفريط فيه... مصر تتغير وتجدد نفسها واليوم امامنا الاختيار وكمواطنة قدًرلها الله سبحانه وتعالى ان تكون فى موقع المسئولية وشرف خدمة الشعب المصرى لسنوات عديدة وحتى منتصف 2012 أتاحت لها متابعة ومعرفة وكشف ما تحيكه قوى خارجية دولية واقليمية ولاتزال من مخططات وتآمر ضد مصر كنت خلالها ودوما متسلحة أولا بالثقة فى ان العناية الالهية الحارسة لمصر لن تتخلى عنها ومستندة الى كل ما املك من قوة الايمان بعظمة هذا الوطن وبعبقرية شعبه وكذلك بتكوينى كإبنة لبورسعيد الباسلة عاشت طفولتها المبكرة فى مقاومة العدوان الثلاثى وشبابها المبكر فى انكسار 67 ثم النهوض سريعا فى أثناء حرب الاستنزاف ثم انتصار اكتوبر المجيد وهو ما شكل وجدانى الوطنى كمصريين كثر منابناء جيلي. والسؤال الآن لماذا تتحالف بعض القوى الدولية والإقليمية ضد مصر ولماذا تناوئها فى استقلالها وتخطط لعرقلة نهضتها وتقدمها؟ لماذا مصر ؟ ولماذاالشعب المصرى من بين جميع شعوب الأرض؟ واجابتى فى عبارة عملاق وعميد الادب العربى دطه حسين التى ادعو المصريين اينما كانوا وايا كانت انتماءاتهم واطيافهم وشرائحهم العمرية ان يتمعنوا فى معناها ومضمونها . واذا كان عمر هذه العبارة ثمانين عاما فهى اليوم تحمل معنى متجددا وقيمة متزايدة خاصة فى ضوء المتغيرات الداخلية ولكن ايضا فى ضوء المتغيرات الجوهرية لموازين القوى على الساحة العالمية وبدايات ظهور تحالف دولى ضد هيمنة القطب الواحدطوال ربع قرن ولعل احدث هذه المتغيرات الاتفاق التاريخى بين روسيا والصين لبيع الغاز الروسى لبكين بصفقة قيمتها 40 مليار دولار على ثلاثين سنة . نحن فى عالم لايحترم الاالقوة بابعادها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية . آن الأوان لان يحسب لمصر حساب حين ترضى وان يحسب لها حساب حين تغضب وان يحسب لها حساب حين تريد. فمصر القوية العتيدة الناهضة تخيف. مصر المتقدمة عملا وعلما يخشاها الكثيرون ورئيس لمصر له ظهير شعبى حقيقى يقلق دوائر عديدة ولعل ذلك يفسر اسباب محاولات عديدة لمنع ترشح من تتوافر فيه هذه الصفات. فقد غضبت مصر وضحت ولاتزال تقدم يوميا من دماء شهدائها الابرار ومصر اليوم تريد. تريد استقلالها الوطني. تريد عزتها وكرامتها. تريد الحفاظ على وحدتها الوطنية وعلى تماسك نسيجها التاريخي. مصر تريد استعادة قوتها بمفاهيمها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، بعد أن اثبت جيشها الباسل مدرسة الوطنية ومصنع الرجال قدرته على حماية الوطن وانتماؤه وانحيازه لإرادة الشعب المصرى مع دور سوف يسجله التاريخ لشرطة مصر الوطنية. مصراليوم تريد العبور الى مستقبل مشرق وواعد لجميع ابنائه دون تمييز. مصر تريد رئيسا يستوفى معايير تفرضها المرحلة المهمة التى تواجه الوطن. وهى المعايير التى سأختار رئيس مصر القادم على أساسها .. مصر اليوم تريد قائدا للسفينة تعلم أن انتماءه للوطن وللوطن فقط كامل وغير منقوص يدرك قيمة الوطن ومعنى الوطنية و يحرص على تحقيق الاستقلال الوطنى الكامل. مصر اليوم تريد رئيسا يعيد لها الامن والامان والاستقرار. رئيسا قادرا على اتخاذ القرارات الصعبة فى الوقت المناسب. مصر تريد رئيسا يستطيع الصمود فى وجه الضغوط الخارجية مهما تكن صعوبتها. مصر اليوم تريد رئيسا لديه رؤية واضحة وشاملة لنهضة وتنمية مصر بمختلف اقاليمها ولديه القدرة على شحذ الهمم بين ابناء الوطن ليكون العمل والعلم والاخلاص للوطن شعار الجميع .. مصر اليوم تريد زعيما تستعيد معه مكانتهاالاقليمية والدولية. مصر تريد رئيسا اختبره الشعب المصرى واستدعاه بعد هذا الاختبار ليقود مرحلة نضال وكفاح وطنى لبناء مصر الجديدة . مصر العزة والكرامة. مصر اليوم تريد وستتحدث يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين عن نفسها ليقف الخلق ينظرون كيف يبنى المصريون قواعد المجد وحدهم. من أجل ذلك كله فدعوتى اليوم لكل ناخب مصرى وناخبة مصرية كبارا وشبابا مسلمين واقباطا على أرض الوطن فمصر تنادينا جميعا. مصر أغلى ما فى الوجود تستدعينا جميعا للقيام بهذه المهمة الوطنية وتحمل مسئولية المواطنة لنتمتع جميعا بشرف المساهمة فى العبور الى مصر الجديدة العفية البهية المحروسة القادرة شامخة القامةدوما باذن الله. ولدى شعور غامر بالتفاؤل والثقة فى الرجل ابن مصر الاصيل، فى المرأة المصرية بنت النيل وزهو الجيل التى تضرب مثالا رائعا فى الوطنية ًوشباب الامة وعتادها املها وسلاحها قوتها وعمادها مصر تستنهض وطنيتكم وتناديكم وجميعنا ملبى النداء باذن الله. لمزيد من مقالات د. فايزة أبو النجا