ما يحدث في ليبيا حاليا من مواجهات بين الميليشيات التي ترفع شعارات إسلامية وقوات اللواء حفتر خطير للغاية وسيكون له تأثير مباشر على الأمن القومي المصري ولذلك يجب أن نكون قريبين مما يحدث هناك (ولا أقول طرفا مباشرا) لنضمن تحقيق الاستقرار في ليبيا ونبعد المخاطر عن الحدود المصرية. وفقا للتقارير الواردة من ليبيا فإن حفتر عازم على إسقاط منظومة الحكم الحالية التي يسيطر عليها رافعو الشعارات الإسلامية والقضاء على الوجود المسلح للميليشيات الداعمة للحكومة الحالية. ويعتمد حفتر في تنفيذ مهمته على قطاعات كبيرة من القوات المسلحة الليبية من أهمها قوات الصاعقة. وحفتر ( 63 عاما)، كان رئيسا لأركان جيش العقيد القذافي وقام بدور كبير في أثناء العمليات العسكرية الليبية شمال تشاد في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يقع في الأسر ويغادر تشاد مباشرة للولايات المتحدة ليعيش هناك ما يقرب من 20 عاما معارضا لنظام القذافي. وفي عام 2011 عاد لبلاده مرة أخرى مع زوال النظام ليتولى منصب قائد القوات البرية. وتشير بعض التقارير الصحفية إلى أن حفتر قام خلال تواجده في الولاياتالمتحدة بإنشاء قوات مناهضة لنظام القذافي بدعم أمريكي مباشر. ما يقوم به حفتر حاليا سيدفع بليبيا نحو حرب أهلية لا نعلم مداها، وقد تسفر في النهاية عن تقسيم البلاد، ولكن ما يهمنا حاليا هو ما يقوم به من هجمات تجاه الميليشيات المسلحة في شرق ليبيا في وقت تتحدث فيه التقارير عن (جيش حر) يتدرب في تلك المنطقة لإثارة القلاقل في مصر. وبعيدا عن الاهداف الحقيقية لما يقوم به حفتر حاليا ومدي الدعم الذي يحظي به دوليا او اقليميا فان خطته لمواجهة الميليشيات المسلحة تشير إلى أنه سيكون رقما مهما في المعادلة الليبية خلال الفترة المقبلة ويجب أن ننتبه إلى ذلك. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله