صرح وزير الخارجية نبيل فهمى بأنه أجرى عددا من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه من دول الجوار من بينهم محمد عبد العزيز وزير الخارجية الليبى وذلك من أجل وضع حل سريع لوقف التدهور الأمنى ووضع خارطة طريق لحل الأزمة، موضحا أن المشاورات مستمرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى. وردا على سؤال حول المؤتمر الذى ستستضيفه مصر بخصوص ليبيا، قال فهمى إن مصر كانت تدعو فى الأساس لمؤتمر وزارى يعالج القضايا الأمنية وضبط الحدود غير أنه تم اضافة القضايا السياسية الداخلية فى ليبيا الى أجندة المؤتمر. يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأت تشهد فيه المدن الليبية هدوا حذرا إثر الاشتباكات التى حدثت فى عدة مناطق من العاصمة فجر أمس أدت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وقيام قوات الجيش الوطنى ببنغازى بقصف مواقع التكفيريين وأنصار الشريعة ، وقدعادت الحياة الى طبيعتها فى أغلب المدن الليبية متجليا ذلك فى استمرار الامتحانات بكافة المدارس والجامعات بكل من طرابلس وبنغازى . وكانت مختلف الأطراف قد تبادلت الاشتباكات فى العاصمة طرابلس ومدينة بنغازى شرق البلاد، مما أسفر عن سقوط 23 قتيلا وجريحا جراء سقوط صواريخ على محال تجارية فى طرابلس وقصف مقر قيادة الدفاع الجوى بها ،فقد ذكرت مصادر أمنية ليبية ل «الأهرام » أن معارك مسلحة بالأسلحة الثقيلة وقعت فجر أمس فى عدة مناطق بالعاصمة نتيجة انضمام عدد من القيادات العسكرية فى الجيش والشرطة والاستخبارات العسكرية لعملية الكرامة العسكرية التى يقوم بها الجيش الوطنى الليبيى بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وأضافت المصادر أنه بعد إعلان قيادة الدفاع الجوى الانضمام لعملية الكرامة تم استهداف مقرها بمنطقة »بئر تلاسطى ميلاد« بتاجوراء بإطلاق عدة صواريخ جراد من قبل غرفة ثوار ليبيا من منطقة وادى الربيع والتى تتمركز فيها عناصر ها ، كما قصف معسكر قوات الصاعقة بمنطقة صلاح الدين بطرابلس بنفس النوعية من الصواريخ مما أسفر عن تدمير محال تجارية ومنازل سكانية بمنطقة صلاح الدين جنوب العاصمة طرابلس، ومقتل 8 أشخاص، وإصابة 15 آخرين. وفى سياق متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة الثقيلة وسط العاصمة طرابلس وفى طريق المطار، بحسب قناة »ليبيا أولا« الفضائية.وذكر شهود عيان أن انفجارات ومعارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات سمعت بالقرب من معسكرين للجيش فى العاصمة الليبية طرابلس. وقد حصل اللواء الليبى خليفة حفتر قائد عملية الكرامة على دعم جديد لهجومه على الفصائل الاسلامية المسلحة التى توعدت بمواجهته مما يثير مخاوف من نشوب حرب مفتوحة فى البلاد الغارقة أصلا فى حالة من الفوضى.فقدأعلنت رئاسة أركان القوات الجوية فى ليبيا فى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية انضمامها إليه، وطالبت على لسان قائدها العميد جمعة العباني، الشعب الليبى بدعم الجيش الوطنى الليبى فى هذه العملية ونتيجة لذلك هاجمت غرفة ثوار ليبيا مقر رئاسة أركان الدفاع الجوى بمنطقة «بئر الأسطى ميلاد»، وطال القصف بعض منازل المدنيين. وإثر هجومها دعت غرفة ثوار ليبيا عناصرها كذلك إلى الانسحاب من الجيش بشكل مؤقت وعاجل. وكانت إدارة الاستخبارات العسكرية قد أعلنت دخولها فى عملية الكرامة ،كما أعلن مجلس الرحيبات العسكرى انضمامه للعملية. من جانبها، تداعت فرق ووحدات عدة فى الجيش الليبى إلى دعم ما سمتها معركة الكرامة، أحدثها القوات الخاصة بالجيش الليبى التى انضمت إلى اللواء المنشق خليفة حفتر فى حملته على المتشددين بعد اخفاق الحكومة المركزية فى طرابلس فى بسط سيطرتها. من جانب آخر، دعت غرفة عمليات ثوار ليبيا، كافة المقاتلين الثوار المنضمين للأجهزة العسكرية، بالإسراع بالانسحاب المؤقت من الجيش الليبى والانصياع لأوامر لأميرهم، فى إشارة لقادة المقاتلين الثوار .وطالبت فى بيان وصفته ب«المهم»، بضرورة إعلان المقاتلين الثوار أسماء الإرهابيين الذين يحاربونهم ويتهمونهم بعمليات القتل والاغتيالات، فضلًا عن مطالبة النائب العام بنشر كافة نتائج التحقيقات والأدلة التى وصفتها الغرفة بالدامغة التى تثبت تورط تشكيلات لم تحددها فى الجرائم. من جانبه، طالب المجلس العسكرى فى طرابلس جميع الوحدات العسكرية داخلها وخارجها، التنسيق تحت قيادة موحدة بأمرة العميد ركن عبدالرحمن الطويل .و ذكر فى بيان له أنه لن يرضى بأى عمل عسكرى داخل العاصمة.وتابع: »نحن ضد الأزلام وضد الإرهاب وضد الأحزاب وضد الإخوان وضد كل الأجندات. وفى الوقت نفسه أعلن تحالف القوى الوطنية،لزعامة محمود جبريل ، تأييده ودعمه لما يُعرف بعملية الكرامة للقضاء على الإرهاب ومصادر تمويله.وشدّد فى بيان له على ضرورة أن تلتزم قيادات الجيش الوطنى المُشاركة فى العملية بالوعد الذى قطعته أمام نفسها والشعب بعدم التدخل فى شئون الحياة السياسية بأى شكل من الأشكال وحماية المسار الديمقراطى الذى اختاره الليبيون فى الثورة. وأدان التحالف الأعمال الإرهابية التى تقوم بها قوى الظلام -على حد وصف البيان -ضد أفراد الجيش والشرطة والقوات الخاصة بهدف إبقاء الدولة فى حالة عجز وضعف خدمة للأجندة المتطرفة والمشبوهة، حسب البيان. فى تلك الأثناء عبر رئيس الوزراء الليبى المعزول على زيدان، فى مقابلة خاصة لقناة ألمانية تبث بالعربية عن قناعته بأن الأوضاع فى ليبيا لن تنجلى إلا بإزاحة المؤتمر الوطنى العام وتكليف هيئة كتابة الدستور بالقيام ببعض مهامه، على أن يكون هذا التكليف محدودا. داعيا إلى الانضمام إلى ما وصفه بالحراك الشعبى الموجود الآن بين الجيش والشعب والحد من نشاط الكتائب المسلحة وتحقيق الأمن والسلام، فى البلاد مشددا على ضرورة أن يختفى المؤتمر الوطنى العام من الحياة العامة وألا يكون له أى دور. وردا على سؤال حول ما إذا كان يستشف من كلامه هذا بأنه يؤيد ظاهرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قال: »إنها ليست ظاهرة السيد خليفة حفتر وحده، بل ظاهرة الشعب الليبى كله«. وكشف رئيس الوزراء الليبى السابق عن إعلان المزيد من القوات المسلحة الليبية انضمامها ل»حفتر«. دوليا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، »نحن لا ندين أو ندعم« الحراك الراهن فى ليبيا على الأرض، ولم نقدم أى مساعدات فى هذه الأفعال موضحة فى تصريحات للصحفيين أن بلادها لم تجر اتصالًا مع »حفتر« منذ ما يزيد على 3أسابيع، داعية كل الأطراف إلى الامتناع عن العنف والسعى إلى حل من خلال الوسائل السلمية، مشيرة إلى أن بعض هذ الوسائل تتضمن مجموعة من الآليات لتحقيق ذلك من خلال المجتمع الدولي. وأضافت ممثلة الخارجية الأمريكية أن بلادها كانت تراقب الأحداث الليبية عن كثب فى اليومين الأخيرين، مبينة أن العديد من التحديات فى ليبيا تتطلب الحوار، وهو ما نعتقد أنه الطريقة الأمثل للمضى قدمًا.