جدل واسع يدور علي الساحة الآن حول إدخال الفحم كأحد المصادر لتوليد الطاقة بمصر،الأمر الذي يفرض وجوب إيجاد بدائل أخرى لمواجهة المشكلة، كاستخدام الطاقة الحيوية أو الوقود الحيوي، إذ تتجه الدراسات العلمية إلي زراعة النباتات الملحية، فيما يؤكد خبراء بيئة مصريون أنه يمكن الاستعانة بشجرة المورنجا أو الشجرة المعجزة باعتبارها منجم ثروات طبيعية واقتصادية، لحل أزمة الطاقة. لكن: لماذا النباتات الملحية وليس المحاصيل النباتية؟ لأنه ثبت علميا أن 230 كيلو ذرة تعطى 13 لتر غاز، بينما هى كمية من الذرة تكفى لإطعام شخصين فى سنة واحدة. يقول الدكتور حسن الشاعر (الأستاذ بمعهد بحوث الصحراء والخبير السابق بمنظمة الفاو) إن الاستفادة من منتجات الغابات المروية بمياه الصرف المعالج، واستخدام النباتات الملحية لإنتاج الطاقة خاصة التى تزرع فى الأراضى المالحة يمكنها أن تكون ركيزة جيدة لتحقيق استراتيجية الاقتصاد الأخضر فى مصر. ويشير إلى أن علماء وكالة ناسا الأمريكية أكدوا مؤخرا أنه فى خلال السنوات الخمس المقبلة سوف يتم تشغيل الطائرات باستخدام نوع من أنواع الوقود الحيوى المستمد من محطات المياه المالحة أو النباتات الملحية التى تزرع فى المناطق الصحراوية. ويضيف أن الصحارى المصرية غنية بالكثير من هذه الأنواع النباتية الطبيعية الواعدة مثل: القطف والغاب والغردق والسويدة والطرفة والرطريط والحطب الحضاوي، إلا ان مصر لم تبدأ حتى الآن فى استخدام مثل هذه النباتات لإنتاج الطاقة. ويوضح أن من أهم تلك الأنواع النباتية شجرة المورنجا أو الشجرة المعجزة التى تعتبر منجم ثروات طبيعية، نظرا لأهميتها الاقتصادية والبيئية. ويوضح أنه بجانب أنها تصلح كغذاء بحكم ارتفاع قيمتها الغذائية إلا أنه يمكنها أن تصبح مصدرا للوقود الحيوي، نظرا لما تحتويه من نسبة عالية من الزيت الذى يمثل 40 % من وزنها الذى يحتوى على الكثير من الأحماض الدهنية. ويضيف أن تلك الشجرة تمتاز بقدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية حتى 48 درجة مئوية، كما تنجح زراعتها فى الأراضى الرملية قليلة المياه، فضلا عن أنه يمكن استخدام أوراقها كأعلاف حيوانية لحيوانات التسمين لقدرتها على زيادة اللبن بالحيوان بنسبة تبلغ 64 .%. ويتابع أن أوراق شجرة المورنجا لها دور مهم أيضا فى تنقية مياه الشرب من الملوثات العالقة فى المياه حيث يستخدم مسحوق البذرة المطحون أو مخلفات عصير الزيت فى حصاد الطحالب الموجودة من خلال نثر مسحوق المورنجا على المياه، وبالتالى يجعل الطحالب تترسب فى القاع حتى يتم تجميعها وتجفيفها على درجة 110 درجات مئوية ثم تستخدم كمصدر لبروتين الأسماك. كما يمكن استخدام اللحاء الخارجى للشجرة فى صناعة الحبال ودباغة الجلود واستخدام الصمغ الناتج من جذع الأشجار فى صناعة الورق والأدوية. ويضيف الشاعر لأنه يمكن الحصول على منشطات النمو من الأوراق الخضراء للمورنجا إذ يسهم ذلك فى تسميد التربة كسماد عضوى من خلال طحن فروع المورنجا الطازجة الصغيرة ثم يرش على النباتات المطلوب تسميدها مما يزيد من إنتاج المحصول إلى 25 %. ويوضح أن مركز بحوث الصحراء قام بإدخال بعض الأصناف النباتية مثل الشلجم والشمندرا السكرى والجوجوبا والجتروفا والشمندر العلفى والقرطم .