سئل الدالاى لاما :ما أكثر ما يدهشك فى الكون؟ فأجاب: الإنسان، فهو يضحى بصحته من أجل المال، ثم يضحى بالمال لاستعادة صحته.ويسيطر عليه القلق بشأن مستقبله لدرجة أنه لا يستمتع بحاضره، فيعيش كأنه لن يموت أبدا ..لكنه يموت وكأنه لم يعش أبدا. تداعى ذلك إلى ذهنى وسط حدة وشراسة الهجوم الذى يشنه البعض هنا وهناك، وكأن لا حياة إلا فى ذلك ،بينما سبقنا كثيرون فى أمور أنفع وأصلح ..سعوا لتحقيق رؤى إيجابية وأحلام للخروج من ضيق الواقع. أحد تلك الأحلام كشفت عنه أخيرا مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» فى سلسلة بعنوان »مستقبل الغذاء« أشارت فيه إلى فكرة استغلال أسطح المبانى لإقامة مزارع على مستويات متعددة، وليس مجرد زراعة بعض النباتات والورود، لتوفير بيئة صحية أفضل وإشاعة صورة جمالية للتغلب على الكآبة التى تخيم على المدن المزدحمة، كم من مرة نعلن النية عن حملة لمجرد تنظيف أسطحنا وتعود الأمور أسوأ مما كانت! مزارع الأسطح مطبقة فى العديد من المدن الأمريكية وكذلك حول العالم مثل أمستردام وهونج كونج وفوكوشيما ومونتريال وغيرها. أحد أكبر تلك المزارع موجودة فى بروكلين بنيويورك،وتقام على امتداد مبنيين وتبلغ مساحتها 2,5 فدان وتنتج 50 ألف رطل من المنتجات الحيوية التى تباع للمطاعم المحلية أو تسوق عبر منفذ بيع المزرعة.ولتشجيع تلك المشروعات تقدم السلطات المنح للتمويل وأيضا الإعفاءات الضريبية، وتفتح أبوابها أسبوعيا للزائرين ورحلات المدارس. اليابانيون استعانوا بتلك الفكرة ليتمكنوا من الزراعة مجددا فى فوكوشيما بعد حادث التسرب الإشعاعى من مفاعلها النووى عام 2011 الذى أدى لتلوث التربة. ويقول المسئولون إنه يجرى بناء مزرعة أفقية مكونة من5 طوابق كنموذج لمزارع أخرى يمكن أن تصل إلى مائة طابق! نأمل أن تلهم تلك الفكرة مرشحى الرئاسة كى يضمنا برامجهما حملة تنظيف أسطح المبانى وتجميلها لاستعادة الوجه الحضارى لمصر ..هى فكرة لبكرة . لمزيد من مقالات ايناس نور