من الصعب أن يمر يوم الثورة دون أن يكونوا هم أيضا في الميدان .. بل هم ملأوا المكان.. رائحتهم الزكية.. وأصواتهم العالية تردد مع الجميع القصاص.. القصاص. ذهبوا إلي الميدان ليكونوا إلي جوار شباب مثلهم ثوار كانوا معهم منذ عام, شهيد الثورة قتلته رصاصة الغدر.. وقالوا ليس برصاص, شاهدناه يسقط في الميدان, فشلت محاولات انقاذه فالرصاص مطاطي.. حي أو خرطوش.. يفضي إلي الموت ويطفيء نور العيون.. يوقف دقات القلب الصغير ويخطف فرحة الحبيب. مرت شهور طويلة, شاهدنا فيها محاكمات هزلية لاتخلو من تحية قتلة الشهداء وبراءات لمن لن تبرئهم السماء, أما عجلة الانتاج فأنتم الثوار من أوقفها, كيف وأنتم لم تكونوا يوما حكاما؟ وبرلمان اكتمل لم تعرفوا له طريقا, يضع دستور البلاد, للعباد, وحكومات متعاقبة غير مرغوب فيها لوجوه قديمة منتهية الصلاحية لم تصل لها الثورة بعد. لم تهدأ خطط ومحاولات تشوية وتصفية الثورة والثوار طول الوقت أجهضتها هتافات ثائرين رائعين خرجوا للميدان.. ولكل ميدان, لكنهم أبدا لم يذهبوا لاحتفال فالثورة لم تنته لنحتفل بها ولا للاستكمال فماذا تحقق لنستكمل ما بقي؟ خرج المصريون جميعا ليقولوا كلمتهم( الثورة مستمرة) حتي يتحقق الحلم, نحن مصرون علي ثورة مهما سقط منا من شهداء. حين سقط رأس النظام الطاغية مضت الشهور.. سقط شهداء آخرون في البالون وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.. من قتلهم وقد أسقطنا رأس النظام؟ من قتل الشيخ عماد عفت ومعه مينا دانيال والطبيب علاء عبدالهادي والمهندس وآخرين؟ من اعتدي علي البنات وهتك الأعراض؟ من فقأ العيون, وسحل الأجساد؟ سوف يظل الضوء الأبيض في السماء يردد السؤال لكل مصري شريف من قتل هؤلاء وكيف ومتي القصاص؟ ولتعلموا أيضا أن الضوء الأبيض في السماء سيكون الصاعقة تقتل من تهاون في حق الأبرار.. لتكون بداية طريق الثورة والثوار.