وفقاً لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية يعد الغذاء غير الصحى سببا قويا فى زيادة الإصابة بأنواع السرطان المختلفة فى مصر والمجتمعات العربية عموما، وما يخيفنا من هذه الحقيقة المؤكدة أن أغلب المأكولات المعتادة يوميا تكون ملوثة بالكيماويات الضارة أو الإشعاعات، فيما يحتوى معظم الخضراوات والفواكه على نسبة عالية من المبيدات الحشرية، كما أن معظم الطعام المعلب يحتوى على ألوان صناعية ضارة ومواد حافظة ومكسبات طعم ودهون صناعية لأغراض تجارية بحتة، وكذلك تحتوى لحوم الدواجن والبقر والغنم على نسبة عالية من هرمونات النمو التى تستخدم فى زيادة حجم الحيوان، ونموه سريعا. وتؤكد الدكتورة نهاد حسن عبدالمحسن المدرس بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومى للبحوث أن الغذاء الصحى هو بمثابة المكافح الأول والأهم فى مقاومة الإصابة بالسرطان، والتقليل من معدل السموم فى الجسم، ويعتمد ذلك على فاعلية بعض العناصر الغذائية فى إعاقة أى مرحلة من مراحل تكوين الأورام الخبيثة، والتى تشتمل على ثلاث مراحل: الأولى تبدأ بحدوث خلل فى التركيبة الوراثية للخلية يجعلها تبدأ فى الانقسام تلقائياً، وبمعدل أكثر من العادي، والثانية تتمثل فى بداية نمو الورم، ثم المرحلة المتقدمة، وهى ظهور كتلة واضحة من الخلايا السرطانية التى تقوم بدورها بغزو الخلايا السليمة. تشير الدراسات العلمية إلى أن بعض المواد الغذائية تساعد فى إحباط المرحلة الاولى لنشأة الورم من خلال تعطيل تكون الجذور الحرة، ويعد من أهمها -كما تقول الدكتورة نهاد- مادة (اللايكوبين) الموجودة فى الطماطم، و(البوليفينول) الموجودة فى الشاى الأخضر، وكذلك فيتامين (C) وA) الموجودان فى العديد من الخضراوات والفواكه، وعناصر غذائية أخرى توجد فى الثوم والبروكلي. وتؤكد الأبحاث أن بعض المواد الغذائية بمنع حدوث المرحلة الثانية للورم، ومن أهمها منتجات فول الصويا، وكذلك الأحماض الدهنية أوميجا-3 التى توجد فى زيت الكتان والأسماك، ويكمن دورها فى إعاقة نمو الأورام، وذلك بإخراج الدهون الأخرى إلى خارج الخلية، كما يمكن للغذاء أيضا أن يقاوم المرحلة المتقدمة للورم من خلال مواد كيميائية تسمى كوابح كوكس-2 مثل (الزرفيراتول) الموجود فى العنب الأحمر، و(الكيركيومين) الموجود فى الكركم، وتتميز بقدرتها على تثبيط إنتاج الأورام الخبيثة لعوامل النمو التى تساعد على بناء شبكة الأوعية الدموية. كما يساعد فتيامين (C) و (E) والبيتاكاروتينات فى إبطال عمل الجذور الحرة التى تدمر الحامض النووى فى الخلية. وتشير الدكتورة نهاد إلى أنه من أهم الفواكه والخضراوات التى تساعد على منع السرطان: الكرات ، القرنبيط ، الكرنب، البروكلى ، الثوم ، البصل والجزر، القثاء ، الكوسة والسلطة الخضراء والمشروم والكيوى والفجل ، الجرجير، الشبت، البقدونس والشوفان والقرع العسلي، وكذلك: حبة البركة، الجنزبيل ، العسل الأبيض، العسل الجبلي، والشاى الأخضر، وتحذر من المواد المسرطنة التى يجب أن نمتنع عنها تماما مثل الألبان ومنتجاتها المحتوية على مادة الفورمالدهيد، والأغذية المصنعة التى تحتوى على المواد الملونة ومكسبات الطعم والرائحة الموجودة فى اللحوم الحمراء المصنعة، وكذلك اللانشون الأحمر، والهامبورجر واللحم المفروم ردئ الصنع، التى تحتوى على مادة (النيتروزأمين) الأحمر اللون، وهو صبغة مسرطنة. وتؤكد ضرورة الامتناع عن تناول الكورن فليكس والقمح المخزن لمدد طويلة حيث يحتوى على فطر سام ( الأفلاتوكسن)، وعدم استخدام بعض أدوية منع الحمل المحتوية على هرمونات الاستروجين، علاوة على ضرورة تقليل استهلاك السمن الصناعى والمشويات مثل الكباب والأطعمة شديدة التحمير والقلي، مع عدم حفظ الأغذية والمشروبات الساخنة فى أوعية بلاستيكية حيث تتأثر بشدة الحرارة مكونة مواد مسرطنة. ومن المفيد أيضا -كما تؤكد الدكتورة نهاد- عدم الغلى الشديد للخضراوات والفواكه حيث يؤدى ذلك إلى فقد محتواها من مضادات الأكسدة الطبيعية.