في هجمة جديدة للإرهابيين علي قوات الشرطة والمواطنين بجنوبسيناءوالقاهرة، أستشهد أمس شرطيان وأصيب 15 آخرين من المواطنين وأفراد الشرطة ، بينهم ضابط بالمرور في 3 حوادث إرهابية ، بدأت في الساعات الأولي من الصباح عندما أستهدف انتحاري كمينا بطريق الطور. مما أسفر عن استشهاد جندي وإصابة 4 من الشرطة والقوات المسلحة وبعدها بلحظات قام انتحاري آخر باستهداف أتوبيس بنفس الطريقة مما أدي إلي احتراق الأتوبيس وإصابة مستقليه بإصابات بالغة ، وقد نجحت قوات الشرطة في العثور علي سيارة ملاكي بداخلها قذائف " آر بي جي " وقنابل قبل انفجارها بالقرب من مكان الحادث ، ويرجح أنها ملك الإرهابيين . وقبل مرور ساعتين علي حادثي جنوبسيناء قامت عناصر إرهابية بزرع قنبلة داخل كشك مرور بميدان المحكمة بمصر الجديدة مما أسفر عن استشهاد مجند وإصابة 4 من أفراد الكمين بينهم ضابط، وعلي الفور قام رجال المفرقعات بتمشيط المنطقة بحثا عن قنابل أخري وتبين أن الجناة قاموا بزرع القنبلة قبل حضور أفراد الكمين ، وهي نفس الطريقة التي أستخدمها الجناة في حادث ميدان لبنان، وتكثف أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها للقبض علي الخلايا الإرهابية التي نفذت الجرائم الثلاث . ومن جانبه كشف اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام في تصريحات " للأهرام " أن أجهزة الأمن قد توصلت إلي تحديد هوية الإنتحاري في الحادث الأول بجنوبسيناء وهو أحد العناصر الجهادية التي تدربت في سيناء علي مدار الأشهر ال 6 الماضية وهو مرصود من قبل جهازي الأمن العام والوطني لاشتراكه في العديد من الحوادث الإرهابية التي استهدفت الضباط والقوات وأكمنة الشرطة بشمال سيناء والإسماعيلية والجيزة ، ومن خلال عرض صوره علي الأجهزة الأمنية المختلفة ، تعرف الجميع عليه وتبين أنه ضمن خلية " أنصار بيت المقدس " التي استهدفت عددا من المنشآت علي مدى الشهور الماضية . وأضاف مدير الأمن العام أنه يتم الآن اجراء عملية مسح شامل لمنطقة جنوبسيناء التي شهدت الحادث بحثا عن باقي الإرهابيين لاسيما أن السيارة التي تركها الجناة تشير إلي وجود عناصر أخري ، مشيرا الي أنه تم الدفع بعناصر من الأمن العام والأمن المركزي والأمن الوطني إلي مكان الحادث ، وفرض إجراءات أمنية مشددة في محيط الحادث، وتوجه عدد من القيادات الأمنية بوزارة الداخلية الي موقع الحادث، وتم تشكيل فريق من البحث الجنائي للوصول إلي باقي المتهمين . ومن جانبه أكد اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة أن الداخلية تواجه حربا شرسة من العناصر الإرهابية ، إلا أن الأجهزة تتصدي لها بكل قوة وقال ان ما حدث أمس من قيام انتحاريين بتفجير نفسيهما يؤكد أن الإرهاب الأسود في مرحلته النهائية ، بعد استنفاد الإرهابيين جميع الوسائل لاستهداف رجال الشرطة ، مما دفعهم للجوء إلي العمليات الانتحارية ، وهي المرحلة الأخيرة نتيجة للضربات الأمنية المتلاحقة التي حققها جهاز الشرطة ضد الإرهابيين، وفي ضوء ذلك فانه يمكن تأكيد أننا في طريقنا للقضاء عليهم. وأشار الي أن عملية إعداد الانتحاري لتنفيذ مثل هذه العمليات يستغرق أكثر من 6 أشهر ويتم منعه عن جميع أقاربه ومعارفه، وقال ان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عقد اجتماعا لكبار مساعديه لمتابعة هذه الأحداث الارهابية حتي يتم الوصول إلي منفذيها. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا أوضحت فيه أن أجهزة الأمن تواصل جهودها للقبض علي الجناة . وتشير عمليتا جنوبسيناء الي أنه علي الرغم من أن وزارة الداخلية تحارب الإرهاب بشكل كبير إلا أن الإرهابيين قد بدأوا في نقل جرائمهم الي مناطق جديدة ، حيث انتقلت من شمال سيناء إلي جنوبسيناء ، ومن الجيزة إلي القاهرة مرة أخري ، بعد أن كانت قد توقفت في القاهرة بعد تفجيرات مديرية أمن القاهرة وهو ما يؤكد أن الخلايا الإرهابية تحاول تشتيت جهود الأمن في جميع المحافظات . وفي موقع الحادث بجنوبسيناء روي أفراد الكمين الأمني والمصابون ل «الأهرام» لحظات الحادث، وقال أحد أفراد الأمن أن الإرهابي القتيل كان يرتدي "جاكيت " وتقدم إلي الكمين مترجلاً قادماً من منطقة قرية وادي طور سيناء ، وعندما استوقفه أحد جنود القوات المسلحة المكلف بالخدمة وتأمين الكمين أعلي المدرعة المتواجدة بالكمين مع زملائه بالشرطة المدنية للاستفسار عن أسباب قدومه الي الكمين، وقد بدت عليه علامات الريبة ، قال انه جاء لإستقلال سيارة إلي وادي فيران ، وفي لحظات فوجئ أفراد الكمين بقيام الانتحاري بإخراج جهاز من جلبابه وتفجير نفسه ليودي بحياة مجند القوات المسلحة أحمد علي سيد عمر ( 20 عاما ) وإصابة كل من مصطفي نجم الدين محمد بشظايا متفرقة ، وعبد الظاهر عابدين ( 20 سنه ) وعمر محمد فرج ( شرطه ) وأمين شرطه قطب جميل محمود ( 32 سنه ) أحمد كمال عبد العاطي و خالد محمد علي المصاب بحالة اشتباه ما بعد الارتجاج . وقال المجند المصاب خالد علي ان صديقه الشهيد الذي كان بجواره في الكمين استشهد بعد أن أدي صلاة الفجر أعلي المدرعة بعدها ظل يقرأ القرآن ماسكا سلاحه في يده وأنه كان يرتبط به إرتباطا وثيقا منذ أن عملا سويا في كمين الطور . ووقع الحادث الثاني في الساعة السادسة و 20 دقيقة بعد الحادث الأول بنصف ساعة عندما فوجئ سائق أتوبيس تابع لشركة "حورس" للسياحة اسمه سعيد عبد الرحمن سليمان "42 عاما " بشخص يقف علي الجانب الأيمن من الطريق الدولي "طور سيناء – شرم الشيخ " أمام منطقة رأس جاره علي بعد 30 كيلومتر من طور سيناء في اتجاه شرم الشيخ ويرتدي "تي شيرت" أحمر وبنطلون جينز ويحمل في يده حقيبة حمراء ، وعندما اقترب منه الأتوبيس فجر نفسه أمامه ليحترق الأتوبيس بأكمله ويرتفع عن الأرض لما يقرب من مترين تقريباً . وعلي الفور قام اللواء حاتم أمين نائب مدير الأمن يرافقه اللواء مجدي موسي مدير المباحث الجنائية بمديرية الأمن والمعمل الجنائي بتفقد مواقع الحادثين للوقوف علي أسباب وكيفيه وقوع تلك الحوادث وشددت مديرية الأمن من إجراءاتها الأمنية حول المدن السياحية والجبال الواقعه بين جنوبسيناء وشمالها للبحث عن الخارجين عن القانون وفرضت طوقاً أمنياً حول كل المنشآت وأغلقت كل الطرق المؤدية إلي جنوبسيناء لمدة ساعتين بحثاً عن مرافقين لمنفذي الحادثين الإرهابيين . وفي القاهرة، فجر مجهولون الكشك الأمني بمنطقة ميدان المحكمة بمصر الجديدة بالقرب من مجمع المحاكم بعبوة بدائية الصنع عن طريق هاتف محمول بعد زرعها أسفل كرسي ، ليسقط عريف شرطة شهيدا ويصاب 4 آخرين من قوات الشرطة بينهم ضابط بإصابات بالغة وسط حالة من الذعر انتابت سكان المنطقة نتيجة الإنفجار الذي أحدث أصوات شديدة أدت إلي تفجير محول كهرباء بجوار كشك المرور وعلي الفور انتقلت القوات الأمنية بإشراف اللواء علي الدمرداش مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة إلي موقع الحادث ، وخبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية بقيادة اللواءين ممدوح عبد القادر مدير الحماية،وعلاء عبد الظاهر مدير إدارة المفرقعات،وتم تمشيط المنطقة والشوارع المحيطة بالكلاب البوليسية للبحث عن أي متفجرات أو عبوات ناسفة. وقال أحد الشهود يدعي " وحيد أحمد مندوب مبيعات خرجت من منزلي متوجها إلي مدينة نصر ،وفجأة سمعت صوت الانفجار الشديد، ورأيت المصابين في الحديقة وفي حالة من الفزع والصراخ، حاولنا الاتصال بالشرطة والإسعاف، ووجدت بقايا من الخبز و مفاتيح كانت في الحديقة وبعض الملابس معلقة في الأشجار،مضيفا أنه وبعض الأشخاص شاهدوا شابا في العشرينات يستقل دراجة بخارية ويقف علي مقربة من الحادث فقبضنا عليه، وسلمناه إلي الشرطة،إلا أنها تبينت عدم ضلوعه في الأحداث،وأنه يعمل سباكا وكان متوجها إلي جهة عمله. في الوقت نفسه تعالت صرخات الأهالي وأصوات النساء بعد مغادرة القوات إلي موقع الأحداث منددين بالعمليات الإرهابية الخسيسة،محملين تنظيم الإخوان الإرهابي المسئولية عن تلك التفجيرات التي تستهدف الآمنين وضباط الشرطة، مطالبين بتوقيع أقصي العقوبة علي الجناة.