القصير واحدة من أقدم مدن مصر علي ساحل البحر الاحمر بل انها كانت ذات يوم واحدة من بين ست محافظات في عهد محمد علي باشا ويقال إنها سميت بالقصير لأنها أقصر مسافة تربط بين ساحل البحر الأحمر ووادي النيل بجنوب الصعيد ويقال انه تصغير لكلمة قصر. وهي حصن حصين علي ساحل البحر الأحمر. يقول محمد عبده حمدان أحد المؤرخين من أبناء مدينة القصير إن القلعة العثمانية بها أو الطابية شيدت في عهد العثمانيين وتحديدا عام1700م في عهد السلطان أحمد الثالث وشهدت محاولة الفرنسيين إحتلالها عام1799 لكنها تصدت لها و فشلت محاولة إحتلال القصير وبعد رحيل الفرنسيين من مصر ومن القصير نزل الجيش الإنجليزي الهندي واحتل القلعة في مايو1801 كما نزلت بها القوات المصرية التي كانت متجهة إلي الجزيرة العربية بقيادة إبراهيم باشا للقضاء علي الوهابيين هناك وبعد ذلك إنتقلت إلي هيئة الآثار وأصبحت أثرا إسلاميا لكن إلي يومنا هذا لم يتم إستغلالها كمزار سياحي من خلال الترويج السياحي لها أما عادل عايش نائب رئيس جمعية حماية التراث بالقصير فيشير إلي شونة الغلال الأثرية بالمدينة والتي شيدت في أواخر العهد العثماني أيضا وكانت تخزن فيها الغلال والحبوب التي تأتي من وادي النيل من خلال طريق قفط القصير كما تخزن بها معونة الحرمين الشريفين واستخدمها محمد علي في تخزين الحبوب لتموين حملته إلي الجزيرة العربية. ومن الاماكن التي يمكن ان تلفت الانتباه ايضا مبني محافظة القصير الذي جلس فيه زعماء الأمة بداية من ابراهيم باشا ابن والي مصر و الذي امر بتجديده في عام1817 وذلك عندما شاهده اثناء رحلة عودته من الحجاز خلال حربه مع الثورة الوهابية واقام فيه ليلة. وقد زار هذا المبني العديد من الزعماء والسياسيين المصريين بداية من أحمد عرابي قائد الثورة العرابية, ثم الملك فؤاد عام1922 وبعده الملك فاروق وقد اقام فيه يوما كاملا, وفي شرفة هذا المبني خطب جمال عبدالناصر لأهالي القصير ومعه اعضاء مجلس قيادة الثورة. فقد تحول هذا المكان الاثري الذي تحمل جدرانه ذكريات مجيدة لتاريخ مصر الحديث الي مرتع للحيوانات ويمكنك دخوله من اي مكان في القصير لانه بلا اي ابواب وتسكنه الحيوانات الضالة.