أكتب إليك لأطلب منك طلبا غاليا عزيزا لمن فقدت أمها أو أباها أو أخاها أو أختها ولكل أم وأب فقدا ابنهما أو ابنتهما أو شهيدا أو شهيدة، أن تنادى بتخصيص يوم لهم باسم «يوم الوفاء» لأحبائنا الذين رحلوا عن دنيانا ولتكتمل المنظومة ويعوض منا الآخر عن فقده أحباءه. فقد رحلت عن عالمنا يوم 15/3/2014 صديقتى وحبيبتى خيرية هذا هو اسمها وهو أيضا صفتها فقد كانت «مؤسسة خيرية» قائمة بذاتها وكانت كما يقولون اسما على مسمى. ولن أستطيع أن أصفها لك مهما أوتيت من بلاغة فقد كانت مثل قطعة الألماس نادرة الوجود ودائما فى خدمة الجميع، الصغير قبل الكبير وبارة بوالديها وبأهلها وبكل الأمهات والآباء ويُضرب بها المثل فى العطاء والتفانى.. مغيثة الملهوف وصديقة الملتاع وحبيبة المحروم وكانت أما لمن ليس له أم وأخا لمن فقد إخوته وصديقة لمن هى وحيدة وكانت زوجة صالحة وفية ومخلصة نادرة الوجود، وفوق كل ذلك أما لفتاة وشاب رائعين ربتهما على القيم والدين والأخلاق والحب والتسامح ولم لا أليست أمهما خيرية؟ الكلمات لاتسعفنى لأن العقل والقلب فى لوعة وشدة لفراقها، كنت أسمع من الناس عمن تموت والابتسامة على وجهها لكنى رأيتها على وجه خيرية ابتسامة الرضا والسعادة والراحة نعم لقد كانت فى حياتها انسانة جميلة وبعد مماتها ستكون سيرتها أجمل مما كانت عليه فى دنياها، ولو يعلم الناس حلاوة الايمان والتسامح والحب والعطاء والبر والوفاء فى الدنيا لعاشت الدنيا كلها فى سلام وحب وتضحية وتعاطف، ولكن مع الأسف هناك كثيرون لايعلمون حلاوة العطاء فى كل شىء فالكل يريد أن يأخذ ولكن حبيبتى الغالية كانت تعطى ولاتنتظر عطاء وعندما كانت تأخذنى مشاغل الحياة وأغيب عنها أسبوعا لا أتصل بها كانت تبادر بالسؤال وتعتذر هى لأنها تأخرت عني، تخيل هى التى تعتذر حتى لاتشعرنى بالحرج.. هل رأيت مثل هذه الجوهرة النادرة؟ كان والداى رحمهما الله لا يعتبرانها صديقة لنا بل ابنة غالية وكانت اذا مرض أحدهما يجدها تحت قدميه وتؤدى له خدماته. هل تتخيل أننى مازلت انتظر تليفونها كما استعد للقائها عند الواحد الأحد الفرد الصمد الرحمن الرحيم؟.. أنها فى جنة الخلد بالفردوس الأعلى فسلام عليها فى مرقدها. وأرجوكم جميعا أن تدعوا لزوجها وأولادها ولنا بالصبر على فراقها فقد كانت صديقة لنا منذ أكثر من خمسين عاما، ولا أذكر أنها أساءت أو قصرت أو تخلت عن أحد وأحاول أن أتذكر لها ولو هفوة صغيرة فأجدنى ازداد حزنا ولوعة على فراقها. ياخيرية لن أجد بعدك صدرا حانيا وبلسما شافيا.. وقلبا كبيرا ولا يدا حنونة ناعمة تمسح دموعنا. آه ثم آه حتى نهاية العمر ياصديقة وحبيبة وأخت العمر كله. تلقيت هذه المرثية الجميلة لتلك الإنسانة الجميلة من السيدة سهير صبرى وليت علاقات الأحباب تكون على هذا المستوى الرائع من المحبة والاخلاص.