التزاما بقوانين محاسبة المسئولين فى كوريا الجنوبية، قدم تشانج هونج وون رئيس وزراء كوريا الجنوبية استقالته، بعد حادث غرق عبارة ركاب فى 16 أبريل الحالى فى كارثة خلفت أكثر من 300 قتيل ومفقود، وقررت الرئيسة بارك كون هيه على الفور قبول استقالته. وقد أعلن تشانج هونج وون استقالته فى تصريح مباشر عبر التليفزيون ، وقال: «أقدم اعتذارى لأننى لم أتمكن من منع وقوع هذا الحادث، ولم أتمكن من التعامل بالشكل الصحيح مع نتائجه»، مضيفا «شعرت، أننى كرئيس للوزراء، يتعين على أن اتحمل المسئولية، وأن استقيل». وأضاف «أردت أن استقيل قبل الآن، ولكن الأولوية كانت لإدارة الوضع، ورأيت أن المسئولية تقتضى أن أقدم المساعدة قبل أن أرحل، ولكنى قررت الاستقالة الآن كى لا أكون عبئا على الحكومة». وأكد شونج أن «الحادث أغرق جميع الكوريين الجنوبيين فى حالة عميقة من الصدمة والحزن، ومرت أيام كثيرة، ولكن صرخات عائلات المفقودين لا تزال تطاردنى فى الليل». وأضاف «ليس الوقت الآن وقت توجيه أصابع الاتهام إلى بعضنا البعض، علينا إنجاز عمليات الإنقاذ»، طالبا لنفسه من مواطنيه «الصفح والتفهم». وفى غضون ذلك، وصف الحزب المعارض الرئيسى تقديم رئيس الوزراء لاستقالته عن المنصب بالتصرف غير المسئول ومحاولة التهرب الجبان من المسئولية. وتعرضت الحكومة الكورية الجنوبية كما سائر الإدارات العامة التى تعاملت مع الكارثة لانتقادات شديدة بسبب طريقة تصرفها ازاء الكارثة وإدارتها لعمليات الإنقاذ. وبلغ عدد الاشخاص الذين تأكدت وفاتهم فى حادث غرق السفينة 186 شخصا، بحسب حصيلة رسمية نشرت السبت، فى حين لا يزال 115 آخرون فى عداد المفقودين، وقد فارقوا الحياة حتما وجثثهم محتجزة داخل حطام العبارة سيو ول التى غرقت فى 16 أبريل وعلى متنها 476 شخصا بينهم 352 تلميذا فى المرحلة الثانوية كانوا فى رحلة مدرسية. وفقدت فرق الإنقاذ كل أمل بالعثور على أى من المفقودين على قيد الحياة، فى حين تندد عائلات الضحايا بالبطء الكبير فى إخراج جثث موتاها من العبارة. ومع تعليق أعمال البحث أمس الأول، بات أهالى المفقودين يخشون أن لا يتم أبدا العثور على جثث أقاربهم. ويعتبر تقديم الاستقالة فى كوريا الجنوبية فعلا إلزاميا للمسئولين الحكوميين ورؤساء الشركات الذين توجه اليهم سهام النقد والاتهام.