كان من نتائج ثورة يوليو52 المجيدة بناء ذلك الصرح العملاق الذي لولاه لظلت مصر غارقة في مياه الفيضان السنوية, فقد كان من نتائج بناء السد العالي الذي روض مياه نهر النيل العظيم استصلاح850 ألف فدان. والتي أضيفت الي الرقعة الزراعية انتصارا علي الصحراء.. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن, فقد جاءت ثورة25 يناير, أي بعد ستين سنة من الثورة الأولي, لتعيد تلك الأفدنة الي سابق عهدها سواء بالتبوير أو باقامة بناءات خرسانية لامعني لها في الوقت الذي نحن فيه في أشد الحاجة الي اضافة أضعاف ماتم استصلاحه من أراض عقب ثورة يوليو, ويحضرني هنا سؤال, أين دور رجال الدين من تلك العملية الاجرامية؟!! فاذا كان القانون قد جرمها فان الدين حرمها, فتلك الاعتداءات علي الأراضي الزراعية تتم بالريف, حيث توجد تلك الأراضي الخصبة, وأهالينا بالريف شديدو التعلق بالدين وأوامره ونواهيه وهم يثقون ويتأثرون بما يقال لهم من الدعاة فوق المنابر, سواء بالمساجد والكنائس فلماذا لايقوم الأئمة والقساوسة بهذا الدور لتوعية أهالينا بالريف وخطورة هذا الأمر وأن الله قد نهي عنه وأنه يدخل ضمن المحرمات, فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال مامن مسلم يغرس غرسا, أو يزرع زرعا, فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة, إلا كان له به صدقة وأيضا إن قامت الساعة, وفي يد أحدكم فسيلة, فان استطاع ألا تقوم حتي يغرسها فليغرسها. د. حسام الدين أحمد سلطان بورسعيد