مواطنون يعيشون معنا فى المجتمع أعدادهم بالملايين ، ولكنهم على الهامش ،أحلامهم بسيطة قد لا تتعدى الحصول على كوب مياه نقية ، وشاغلهم الوحيد الحصول على لقمة العيش، واجرهم جنيهات معدودة ،وطموحاتهم الستر والصحة، وبالرغم من بساطة مطالبهم ومشروعيتها فإن حياتهم قاسية وشاقة،وصوت آلامهم هامس لدرجة لم تجذب انتباه الآخرين. فلقد تألفوا مع أوضاعهم واعتبر بعضهم ان مجرد الشكوى هراء لاطائل منه، وانه مواطن درجة ثانية ،و يظن البعض الآخر انهم سقطوا من خريطة المجتمع، وانهم مهمشون ،لايتمتعون بمظلة تأمينات اجتماعية اوتأمين صحى او دخل ثابت، فأغلبهم اما فلاح أجير اوعامل يومية ولكننا لانؤمن بكونهم منسين فهم افراد منتمون لهذا المجتمع لهم كافة الحقوق التى تقضى بان يعيشون حياة كريمة ويتمتعون بالعدالة الاجتماعية ليست كشعارات جوفاء رنانة بل كحقيقة على أرض الواقع ،ولأنهم لايستطيعون الوصول الى مكاتب المسئولين وفى ذات الوقت لا يزورهم المسئولون فى قراهم المنسية او على الارصفة مقر عملهم، لذلك اخذنا على عاتقنا القيام بنقل الصورة الواقعية لأحوالهم و توصيل اصوات هؤلاء المواطنين الشرفاء اصحاب الحقوق لعل صداها يجد استجابة لدى المسؤلين عنهم. على بُعد 36 كيلومترا من قلب العاصمة تقع قرية «أم دينار» التى ليس لها من اسمها نصيب، وهى آخر قرية فى نطاق محافظة الجيزة، سكانها 40 ألفا، ومساحتها 940 فدانا، وبالرغم من عدم بعدها عن المدينة فإنها بعيدة عن عالمنا وعن التحضر والتطور وكأنها سقطت سهوا من قائمة القرى الأولى بالرعاية ، فهى لا تجد من يقدم لها يد العون والمساعدة حتى إن سكانها ألفوا هذا الوضع ويئسوا من التغيير واعتبروا أنفسهم غير موجودين على الخريطة، وانضموا لفئة المهمشين، ولسعينا وراء توصيل أصوات هذه الفئة لمن يهمه الأمر لعلها تجد استجابة رصدنا صورة واقعية لما يحدث فى قرية «أم دينار» التى تمثل نموذجا صارخا ومشابها للعديد من القرى فى الوجهين القبلى والبحري. بمجرد الوصول إلى قرية «أم دينار» وبعد تجاوز اللوحة الإرشادية التى كتب عليها اسم القرية وتبعيتها لمحافظة الجيزة يستقبلك مسجد بسيط فى مدخل القرية وتنجلى التفاصيل، فها هو المصرف يبدأ على مشارف القرية ويستمر امتداده بطولها ولا يظهر منه سوى المخلفات والقاذورات التى توضح أنه لايحتوى على ماء ولكنه يظهر كمقلب للقمامة تفوح منه رائحة كريهة غير محتملة وعلى جانبى الطريق بيوت تشهد بتدنى معيشة ساكنيها، ولا يخفف من صدمة المنظر سوى اللون الأخضر الذى اكتست به الأرض الزراعية، فالطريق المؤدى للقرية ترابى وغير مرصوف، ويقال إنه كان طريقا أسفلتيا فيما مضى والبيوت الموجودة بالقرية لا يتعدى ارتفاعها الأدوار الثلاثة، ولاحظنا أن بنات القرية يحملن فوق رءوسهن أوعية للمياه ويلتففن حول مبنى صغير به عدد من صنابير المياه ويقفن فى طوابير لملء أوعيتهن، وبالسؤال والاستفسار عن السبب كانت الاجابة أنهم يشترون المياه النقية الصالحة للشرب من خلال هذا المبنى المسمى (الفلتر) وكانت البداية لسرد مشاكل أهالى هذه القرية المحرومة والمنسية. يقول الحاج شعبان عبدالواحد الخولي: إن المياه الجوفية ترتفع فى بيوت القرية بارتفاع نصف متر وأتلفت أساسات المباني، وذلك نتيجة لتسرب المياه من (الطرنشات) أى أن هذه المياه ليست سوى مياه صرف صحى تشبعت بها الأرض حتى طفت ووصلت لهذا الارتفاع ولقد اختلطت مع مياه الشرب وحرمتهم من الحصول على كوب مياه نظيف مما اضطرهم إلى شراء المياه من خلال كارت يتم صرفه لكل عائلة ويتم تحديد كمية الاستهلاك اليومى للعائلة حسب عدد أفرادها ولا يتعدى 10 لترات يوميا يقومون باستخدامه فى الشرب وإعداد الطعام، أما باقى استهلاكهم من المياه فيتم من خلال المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي، وذلك نظرا لعدم قدرتهم المادية على شراء كميات مياه تكفى استهلاكهم الحقيقي، لأن تكلفة الشراء تتراوح بين 5 و 10 جنيهات من خلال الكارت وهذا الوضع يشاركهم فيه جميع أهالى القرية، نظرا لتدنى الحالة الاقتصادية، كما أن هذا الفلتر ينقى مياها مختلطة بمياه الصرف وهو مصدر حصولهم على المياه الصالحة للشرب!! ويتسأل الخولى المشكلة الأساسية التى تواجهنا هى ضرورة إنشاء صرف صحى بالقرية، وهناك محطة تقام على أرض «أم دينار» ولكنها لخدمة كفر حجازى ومنشأة القناطر ،فكيف تكون فى أرضنا وتخدم غيرنا؟! والغريب أيضا أن فواتير المياه ارتفعت بشكل مبالغ فيه فبعد أن كانت الفاتورة 38 جنيها شهريا أصبحت مطالبا ب 1500 جنيه ومهدد بالحبس فى حالة عدم الدفع بالرغم من عدم استعمالنا للمياه لأنها غير صالحة للشرب فهل نطالب بدفع هذه المبالغ من أجل مياه المجاري؟! فواتير بلا خدمات وتستطرد زينب النقراشى من أهالى القرية قائلة: ليت الوضع يقف عند فواتير المياه فقط ولكنه أيضا تجاوز فى فواتير الكهرباء التى لا تصلنا سوى ساعات قليلة طوال اليوم وأصبح الطبيعى أن الكهرباء مقطوعة وارتفعت الفاتورة إلى 20 جنيها، وهو ربما يظهر للبعض أنه بسيط ولكن نظرا لظروفنا المادية فهو يعد كبيرا، لذلك فنحن نعانى الافتقار إلى أبسط متطلبات الحياة وعدم وجود خدمات وسوء المرافق الأساسية سواء مياه أو كهرباء ومطالبين بدفع فواتير استهلاك شئ لا نحصل عليه.!! وتضيف هنية عبدالحميد: حقوقنا فى الحصول على علاج طبى سليم ضائعة فهناك مبنى للوحدة الصحية ولكنه خال من الامكانات والعلاج حتى ما كان فيه من أسرة وبعض الأدوات تم نقله إلى مستشفى المناشى المركزى وهناك طبيب واحد يعمل من الساعة التاسعة إلى الحادية عشرة مقابل جنيه للتذكرة وبعد ذلك ترتفع إلى 3 جنيهات ولكن للأسف بعد الساعة 12 لا نجد طبيبا ويتم صرف نفس نوعية الدواء لجميع المرضى المترددين على الوحدة رغم اختلاف ما يعانونه من أمراض والمبرر أنه غير متوافر سوى هذه النوعية من العلاج، وطبيبا العيون والأسنان يترددان على الوحدة يوما واحدا كل أسبوع ويحولان المرضى إلى المستشفى المركزى لعدم وجودالعلاج المطلوب، وفى حالة حدوث جروح أو إصابة ولو بسيطة نضطر للانتقال بالحالة عدة كيلومترات للوصول إلى أقرب مستشفى مجهز مما عرض حياة العديد من أهالى القرية للخطر نظرا لعدم تلقيهم العلاج الفوري. ويشير فتحى أحمد العادلى رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية- إلى الكثافة العالية وتكدس الفصول نظرا لوجود مدرستين للابتدائى ومدرسة واحدة للاعدادى وعدم وجود مدرسة ثانوية بالقرية وأن المدرسة تضم أكثر من 1500 تلميذ مما يؤثر على المستوى التعليمى والتحصيل للتلاميذ ويطالب بضرورة إنشاء مدارس لاستيعاب أعداد الطلاب. جهد الفلاح لايحصد ثماره ويضيف أن أراضى قرية «أم دينار» تعد من أجود الأراضى الزراعية وهناك 800 فدان أرضا خصبة ولكن لا توجد لها حيازة والمبرر عدم توفيق الأوضاع وطالبواعدة مرات بتوفيقها دون جدوى ولقد ضاقت الحيازات مما يتطلب المراجعة وإعادة النظر فى هذا الامر. وبانفعال شديد يقول المعلم مسعد: الترع لا يتم تطهيرها، ومهندسو الرى يلقون علينا الأوامر فقط ولا يوجد إرشاد زراعى وهناك ارتفاع فى أسعار الكيماوى فبعد أن كان سعر شكارة اليوريا 45 جنيها قبل 3 سنوات أصبح 150 جنيها وسعرها فى الجمعية 85 جنيها، ولا نجدها وشكارة الذرة اصبحت قيمتها 300جنيها بعد أن كانت 75 جنيها ونقوم بشرائها من الإرشاد الزراعى فى القاهرة هذا بخلاف جشع التجار وبخس أسعار المحصول. ويتطرق السيد عبدالواجد إلى مشكلة البطالة التى يعانيها أهالى القرية سواء المتعلم أو غير المتعلم فبالنسبة للفئة الأولى فأغلبهم لايزال لا يجد فرصة عمل أما غير المتعلمين فلقد هجروا الزراعة بعد شح الدخول ويعملون فى أعمال المعمار أو نظافة الشوارع داخل المدن. ويرى أن قريتهم غير موجودة على الخريطة ولا يوجد بها بنية أساسية للمرافق وأن الشبكة الجديدة لمياه الشرب رديئة وتسببت فى تسريب المياه نظرا لانفجار المواسير باستمرار. ويقول محمد عبدالراضى محمد رئيس مركز ومدينة منشأة القناطر: بالفعل هناك مشاكل كبيرة للصرف الصحى فى 6 قرى منها أم دينار والرهاوى وكفر حجازي، بالاضافة لمشاكل مياه الشرب فهناك مشروعات كانت تعمل وتوقفت بعد أحداث 25 يناير، أى منذ 3 سنوات تقريبا ولقد قدمنا شكاوى المواطنين إلى رئيس الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحى التابعة لوزارة الإسكان من أجل العمل على حل هذه المشكلة. أما بالنسبة لقرية «أم دينار» فإنه جارية إنشاء محطة للصرف الصحى بالقرية،وبالنسبة لمشكلة مياه الشرب فجارى تغذية القرية بمياه الشرب النقية من محطة الوراق الرئيسية،ومشكلة مصرف الرهاوى وأم دينار تتفاقم منذ سنوات عديدة مضت والحل فى استعجال مشروع الصرف الصحى فى المنطقة بعد أن تم تخصيص 10 أفدنة على أرض الأوقاف بالمناشى وبنى سلامة ونكله والجلاتمة وكفرحجازى والرهاوى لهذا الغرض. .. والعمال .. على الرصيف! تحقيق:وجيه الصقار هم مواطنون كادحون ومطحونون.. دخلوا سوق التراحيل أو"سوق الرجال "واصبحوا ظاهرة فى الميادين والمناطق العامة، باحثون عن العمل والرزق ويعملون اليوم بيومه.. مقر عملهم هو الرصيف ودائما فى حالة انتظار لمقاول أو زبون للقيام باعمال الهدم أوالبناء حسب الإحصاءات بلغ عددهم نحو 2 مليون ولقد انضمت اليهم شرائح من خريجى التعليم الفنى والجامعى هروبا من ازمة البطالة ،. ميدان الطوابق بحى فيصل يزدحم بهذه الفئة المطحونة التى افترشت الأرصفة والأرض متطلعين فى وجوه المارة ينتظرون يوم عمل.. ويؤكد حمدى السيد دبلوم تجارة من الفيوم أنه جاء أملا فى العمل وهو غالبا هدم أو رفع طوب أو مناولة أو أى شئ.. لأن ظروف أسرته تحت الحد الأدنى للمعيشة فلديه أخوات وأخوة يحتاجون الغذاء والرعاية، بعد وفاة الوالد. لذلك فأنا والكلام لحمدى أتقبل كل شئ من أجلهم، حتى النوم على الرصيف أو بجزيرة الشارع اوعلى كرتونة من أجل توفير أى مبلغ وعادة اليومية حوالى 40 جنيها وقد تزيد إلى 60 جنيها مع طول الوقت الذى يبدأ من السابعة صباحا ويمتد حتى السادسة مساء نتحمل فيها كل المتاعب والإهانة أحيانا.. فإذا جاء صاحب خدمة أو مقاول نسارع اليه ونتوسل ليختار الشخص أو الأشخاص المطلوبين ويأخذنا بسيارته إلى مكان العمل بعد المفاوضة على اليومية، إن حياة أى فرد من هؤلاء العمال تؤكد أن ظروفه فى غاية الصعوبة لأنه ممنوع أن يمرض ولا ينفق أكثر من ثمن الرغيف ، وتكون آلاته الأساسية هى الشاكوش أو الفأس الأجنة والأزميل وغيرها وهى مصدر رزقه.. أما إذا حدث حادث بسبب العمل فيعنى ذلك دمارالمعيشة لأسرته،ولقد اخترقن بعض البنات الكار ويعملن باجتهاد فى هذا، كما نجد أن كثيرا من الأطفال من سن 9 سنوات يعملون ولا يجدون من يحميهم.. وفوق كل ذلك نجد كثيرا من هؤلاء الأرزقية فوق سن الخمسين قضوا حياتهم فى ضياع لا الدولة تسأل عنهم وليس لهم مصدر معيشة على الإطلاق فى الوقت الذى يفضل فيه أصحاب الأعمال استخدام الشباب لأنهم أقوى وأكثر تحملا فليس لكبار السن مكان، ومعظمهم مصابون بأمراض لكثرة نومهم فى الشارع وعدم رعايتهم. ويلتقط الحديث سعيد السيد «نجار مسلح» ليؤكد أن حال البلد المتوقف هو سبب اتجاهه للعمل فهو أرزقى على الرصيف فقد عمل فى ليبيا مدة طويلة ولكن الأحداث بها أضاعت تحويشة عمره ولديه أخوة يحتاجون مصاريف منهم شقيق التحق بالجامعة هذا العام، لذلك فإن سعيد لديه استعداد للتضحية لإنقاذ أسرته مؤكدا أن هذا المجتمع مجتمع الرصيف يلم من كل البلاد فمنهم المتعلم والفلاح والصعيدى والأميون أغلبية لا يعرفون شيئا عن الدنيا سوى عناء توفير لقمة العيش، وأن هناك انتشارا لهم فى أنحاء القاهرة مثل ميدان رمسيس والمطرية والمرج والحى السابع والثامن والهرم والسيدة عائشة ومدينة نصر وحتى أكتوبر، ويكون توزيعهم حسب احتياجات المنطقة لأعمال المعمار أو الهدم أو حتى الحفر ولكل واحد منهم أجر يطلبه حسب نوع العمل فالحفر لنصف يوم مثلا بثلاثين جنيها، أما هدم الجدران ومناولة الطوب أو غيرها من الأعمال الشاقة فتصل فى اليوم إلى 60 جنيها أو حسب الزبون وأخلاقه بعد استعطافه من جانب العامل. ويضيف فوزى نبيل بكالوريوس زراعة يعمل كهربائيا وأحيانا فى أى مجال آخر بطابور التراحيل أن الظروف أصبحت تحكم الإنسان فليس هناك عمل متاح لخريج الزراعة، ولا حتى أراض تعطى لهم واصبحت الشهادة مجرد ورقة مع أن مصر تمتاز بالأراضى الشاسعة، وننتظر بالساعات الطويلة فى عز البرد والشمس أن يفتح الله علينا حيث تجبرك الظروف للجلوس مع أشخاص لم يتعلموا فنسبة الأمية عالية جدا بينهم سواء من الصعايدة أو حتى الفلاحين الذين تركوا أرضهم فهؤلاء أتوا اعتقادا منهم أن القاهرة هى مصدر الرزق السهل أو الكنز الذى يبحثون عنه، وجاءوا لتضييق الرزق علينا، فنحن نجلس بالأسابيع فى انتظار الشغل لسد احتياجات أطفالنا لأن عمل الكهربائى يكون بالصدفة خاصة إذا كان ليس له محل يعمل به، وسوق اليومية هذه يكون له رواج فى بعض الشهور خاصة فى فترة الصيف وازدياد حركة البناء ولكن مع ذلك فالعامل يتعرض للاستغلال من صاحب العمل والبؤس وقلة العمل، وتظهر المأساة أكثر أن معظمهم بلا مأوى حقيقي، وتسمع منهم مآسى فتجد 20 منهم يسكنون فى حجرة واحدة حتى يوفروا ثمن الطعام الذى يكون هو نفسه طوال اليوم أو حتى طوال الأسبوع بينما لديه هناك أفواه تنتظر هذا القليل الذى يحصل عليه. وأضاف فوزى نبيل أن المشكلة هنا أننا نجد بينهم من ينحرف بعد ذلك ويتجه للسرقة بالإكراه أو حتى القتل، فليس لمثلنا أحد يحمينا من الظروف الصعبة فلا تأمين ولا علاج وهناك فئة منا يبحثون عن عمل دائم سواء فى مهنة خفير أو بواب للم شمل أولاده ويرضى بأقل القليل من السكان وليودعوا هذا الشقاء فهناك منهم من تعدى سن الستين ومازال يعمل بالفاعل حتى الآن من تكسير للحوائط أو تحميل الأسمنت والطوب، وبهم كل الأمراض ولا يعرف كيف يحصل على معاش وليس لديه تأمين صحى فهم فئة ضائعة ويكفى أن المقاول يأخذهم بالجماعات على سيارة نقل بدون آدمية إلى مكان العمل ويعرضهم لأنواع المذلة برغم أن كثيرا منهم أولاد ناس جار عليهم الزمن. رعاية خاصة وترى الدكتورة آية ماهر أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الألمانية أن هذه الفئات المهمشة تحتاج رعاية خاصة فيجب أن توفر لهم الرعاية الصحية والاجتماعية ولو بالحد الأدنى لأنهم مواطنون لهم حقوق على الدولة ولقد زادت شرائحهم بنوعيات من الشباب الحاصلين على مؤهلات عليا. وأضافت أن هذه الفئة المهمشة للأسف أصبحت تضم السيدات والفتيات من أولاد الفقراء الضائعين فى حياتهم بلا رعاية من اجل لقمة العيش، وهى نسبة تعتبر عالية بالنسبة لظروف مصر الحالية فالنسبة لا تقل عن 10% من المهمشين، فإذا كان عددهم جميعا يتجاوز 2 مليون مواطن ومواطنة فإن ذلك يعنى أن هناك كارثة وقنبلة انفجرت بالفعل وتحتاج عملية الإنقاذ الفوري، إن المشكلة لا تقتصر فقط على عمال التراحيل أو المهمشين ولكن لمختلف المهن الحرة غير المنتظمة . ولابدأن تبادر الدولة أيضا بإقامة مكاتب للتشغيل وأن تدرج اسمه فى التأمينات ليدفع أقل قسط ممكن لضمان معاش لهم. حلم شيماء..وجه جديد شيماء مسعد عبد الواجد زهرة بريئة من زهور قرية "أم دينار " لا تتعدى سنوات عمرها14 عاما،تقابلك بابتسامة ودودة تخفى وراءها مأساتها التى تعيش معها منذ أكثر من 8أعوام ،حيث تعرضت لحادث إلقاء ماء نار التهمت وشوهت وجهها وجسدها النحيل بالكامل ،وحتى تعود لها بعض ملامح هذا الجسد ،تم إجراء 4عمليات جراحية لها حتى الآن ، ولكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة فلا تزال تحتاج إلى جراحات تجميل أخرى . ووسط دموع والدتها التى تعبربها عن ضيق حالهم تقول- أسرتى مكونة من 6أفراد وزوجى مزارع أجير لايتعدى أجره جنيهات معدودة لا تستطيع الوفاء باحتياجاتنا الاساسية ولا تمكننا من الالتزام بنفقات علاج ابنتى ،ولذلك فإن كافة العمليات التى اجريت كانت على نفقة التأمين الصحى للتلاميذ ،ولكن آثار التشوه لاتزال واضحة خاصة على وجه شيماء الصغير مما ينفر الناظرين إليها وهو ما يؤثر على حالتها النفسية ،ونتمنى ان نجد من يعالج وجهها فقط ليعيد إليها الامل فى التعايش مع المجتمع بوجه جميل يجعل الناس تستقبلها بنظرة ود وترحيب بدلا من نظرة الاشفاق والخوف ..ترى هل تجد شيماء من يقدم لها يد العون ؟.