قبل ساعات من انتهاء هدنة الأيام الثلاثة فى أسوان، بدأ المستشار هشام بركات النائب العام أمس، الإشراف على سير التحقيقات الجنائية فى جرائم القتل والحرق والترويع بين أبناء قبيلتى الهلايل والدابودية، بينما يبدأ وفد من المجلس الأعلى للقبائل العربية اليوم عقد لقاءات مكثفة بين عواقل القبيلتين تمهيدا لعقد مصالحة تضمن عدم إراقة مزيد من الدماء. وعقد النائب العام اجتماعا مع المحامى العام الأول لنيابة أسوان الكلية، وفريق التحقيق من النيابة العامة فور وصوله إلى أسوان، وأمر خلال الاجتماع باستعجال التقارير الأمنية بشأن المحرضين على ارتكاب الجرائم التى شهدتها أسوان وسرعة ضبطهم، كما أمر باستدعاء مشايخ القبيلتين للاستماع لشهاداتهم حول ملابسات الأحداث. وبالتزامن مع جهود النيابة العامة، وصل إلى أسوان وفد يضم 15 شخصا يمثلون المجلس الأعلى للقبائل العربية. واجتمع الوفد فور وصوله بالمحافظ مصطفى يسرى واللواء حسن السوهاجى مدير الأمن، وعواقل القبائل فى أسوان والبحر الأحمر، ويسعى الوفد لإقرار مصالحة نهائية بين القبيلتين تبدأ باقتراح مبادرة للهدنة لمدة شهر، وتبدأ لجنة لتقصى الحقائق عملها لتحديد أسباب اشتعال هذه الفتنة بين أبناء القبيلتين وتقدير حجم الخسائر. وصرح محافظ أسوان ل«الأهرام»، بأنه لا صحة لما يتردد عن تقصير أجهزة الأمن فى احتواء الأحداث، وأوضح أن الطرفين استخدما الأسلحة بكثافة غير معهودة عدة ساعات، برغم توقيعهما وثيقة صلح تحت إشرافه. وأضاف أن تجهيز الشرطة فى أسوان لا يسمح بالتدخل فى ظل هذه الأوضاع، مع الأخذ فى الاعتبار طبيعة الحى الذى شهد الاشتباكات. وأكد أنه سارع بالاتصال بمكتب الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وأبلغهما بأن الاشتباكات تهدد بالتحول إلى فوضى كاملة فى أنحاء أسوان، بعد أن ظهر مسلحون فى الشوارع وبدأوا أعمال سلب ونهب، وطلب تدخل القوات المسلحة لفرض الأمن. ومن ناحية أخرى. طلب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من محافظ أسوان الترتيب لعقد لقاء عاجل يجمعه برموز عائلات أسوان بعد غد، للإسراع بتحقيق المصالحة بين المتنازعين. وصرح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بأن مبادرة الطيب تأتى فى إطار حرص الأزهر على حقن الدماء وسيادة القانون، مشيرا إلى أن الأزهر قرر إرسال قوافل دعوية من كبار علمائه ودعاة الأوقاف إلى المساجد والتجمعات الشبابية فى أسوان. من جهة أخرى، أغلقت هيئة البريد مكاتبها فى أسوان وبدأت تشغيل سيارات مجهزة متنقلة لتلبية احتياجات المواطنين من الأموال مع صرف المعاشات للمستحقين، وفى المقابل، لم تتأثر حركة انتقال الأفراد والبضائع بين مصر والسودان جراء أحداث أسوان، وأكد جمال حجازى رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة أن المنافذ البرية المشتركة مع السودان مؤمنة بشكل كاف، وتعمل الموانئ النهرية بالصورة المعتادة.