تجددت أمس الاشتباكات الدامية التى تشهدها قرية الشعبية بأسوان بين قبيلتى بنى هلال والدابودية النوبية منذ صباح الجمعة الماضي، ودوت أصوات الأعيرة النارية من الجانبين، الأمر الذى أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة 10أخرين، علاوة على اشتعال النيران بعدد من المنازل والمحلات، وسادت حالة من الذعر والفزع بين الاهالى وقاموا بالاختباء فى منازلهم الى جانب اغلاق المحلات والمقاهى وسط حالة من الترقب الحذر والذى يسود المنطقة، وقامت قوات الامن باطلاق الاعيرة النارية فى الهواء لتفريق مثيرى الشغب من الطرفين، فى محاولات للسيطرة على الموقف وإيقاف نزيف الدماء، وأكدت مصادر عسكرية وجود مجموعة من المدرعات والمصفحات بموقع الاحداث للتعاون مع قوات الشرطة فى السيطرة على مجريات الامور.
وقد فشلت سيارات الاسعاف فى الوصول الى مكان الاحداث لنقل المصابين، حيث قام ابناء قبيلة الهلالية بمنع وصولها لانقاذ المصابين، وقام عدد من عائلات الهلالية باشعال النيران فى اطارات الكاوتش وقطع الطرق بعدة شوارع رئيسية فى ارجاء القرية وايقاف حركة السيارات، وقام بعضهم بالاعتداء على ركاب سيارات الاجرة. فى الوقت نفسه صرح مصدر امنى بان اجهزة الامن تمكنت من القبض على عدد من المتهمين من ابناء العائلتين المتسببتين فى تلك الاحداث الدامية ويواصل رجال المباحث جهودهم للقبض على باقى الجناة . فيما خيم الحزن على أرجاء المكان .. رائحة الجثث تزكم الأنوف .. حالة من السكون والتعجب رأيناها منذ وصولنا الى مطار اسوان والكل يتحدث عما جرى خلال الايام الماضية وجلس الاهالى امام منازلهم وفى المقاهى فى حيرة وعبارة واحدة تتردد ليست هذه أسوان ولا اهلها . وكانت رائحة الموت تفوح فى المكان وعند مدخل القرية وكانت قوات الامن تتمركز فى الناحية النوبية ,عربات مدرعة وعناصر الامن المركزى تنتشر فى المكان لبث الطمأنينة فى قلوب المواطنين الذين عاشوا ليلة مرعبة بعد احتراق العديد من المنازل بسكانها وقتل البعض. و امام احد المنازل المتفحمة وجدنا "كرسيا متحركا " لشاب فى نهاية العشرينيات من عمره .ويخرج ليرى نور الدنيا كل صباح الا ان النيران اشتعلت به ومات محروقا فى منزله . كما وجدنا اسطوانات غاز تم تدميرها تتجاوز 19 واحتراقة حظائر الماشية و تدمير مخزن خشب بالكامل وعلى جانب أخر وقفت مجموعة من النسوة فى حسرة أمام منزل منهار أن المنزل لفتاة 19 عاما كان الجناه يحاولون تصويرها اثناء قيام احدهم باغتصابها الا انهم فشلوا ممادفعهم لقتلها. واكد أحد شهود العيان أن قرية الشعبية ومنها شارع السيل الريفى تضم الكثير من العائلات الاصيلة وهم الدابودية والصعايدة والجعافرة والعبابدة و البشارى بالاضافة الى قبيلة بنى هلال تلك القبيلة الدخيلة على المجتمع الاسوانى الا ان عائلة الدابودية يعيشون بجانب بنى هلال , بين لحظات واخرى تحدث بعض المناوشات والمشادات بينهم واختلفت الروايات حول الحادث الاخير، قال ان اسباب المشكلة هى جهاز" تابلت" سرق من احد الطلاب , واخرون قالوا ان احد شباب الهلالية عاكس فتاة من الدابودية , الثالثة كتابات مسيئة على الجدران و الحقيقة المؤكدة هى عشرات القتلى والمصابين واحراق المنازل وتعلق رايات الحداد على رؤوس السيدات بل والرجال ايضا. وقال "محام" ان محافظة اسوان لم تشهد هذه الاحداث المؤسفة من قبل ،الا ان القبيلتين على خلاف دائم واكد ان ماحدث بفعل فاعل والمح الي" الاخوان " يريدون احداث فتنة داخل اسوان قبل الانتخابات الرئاسية حيث وجدوا الاهالى تتدافع لعمل التوكيلات للمشير عبد الفتاح السيسى فراحوا يدبرون المكائد مؤكدا ان الخط الذى كتبت به العبارات المسيئة هو بيد شخص واحد . وفى لقاء مع الاهالى بينهم الدابودية والهلالية كانوا يجلسون سويا بحكم العمل واكدوا امكانية التصالح بين اهالى القرية لان عادات الصعيد لا تسمح بهذا مطلقا الا ان احدهم اكد لن تستوى الامور إلا بعد تساوى عدد القتلى من القبيلتين . وقال اخر ان الامور لن تهدأ فى القرية إلا بإعمال القانون وضبط القتلة و محاكمتهم وتطبيق القانون بكل حزم وبعدها يمكن ان تتم المصالحة بين اهالى القرية من القبيلتين.