قال فيصل هلال، الناشط الحقوقي بمركز نصر النوبة، إن الأحداث الدامية التي شهدتها أسوان، ترجع إلى خلافات قديمة بين قبيلتي بني هلال، المعروفة باسم "الهلالية" وقبيلة دابوب النوبية التي يطلق عليها "الدابودية"، وهما من أكبر العائلات بأسوان والنوبة، سببها تراشق بالألفاظ بين طلاب المدرسة الثانوية الصناعية من أبناء القبيلتين تطور إلى اشتباكات بالأيدي منذ أسبوع. وأضاف هلال في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن الخلافات تطورت بين الطرفين، ما أدى إلى وقوع مواجهات بينهما، عقب صلاة الجمعة أمس، استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية، وذلك بمنطقة السيل الريفي بأسوان، التي يتجمع فيها أهالي النوبة بشكل دائم. ولفت أن الأحداث بدأت أمس بقيام أبناء قبيلة الدابودية باحتجاز 3 أفراد من أبناء قبيلة بني هلال؛ بسبب تطاولهم بالألفاظ عليهم، فقام على أثرها أبناء بني هلال، باختطاف أحد أبناء القبيلة الأخرى، وسرت شائعة بوفاة أحد أفراد بني هلال، ما أشعل فتيل الأزمة بين الطرفين. وتابع الناشط النوبي أن تلك الشائعة دفعت قبيلة الهلالية إلى إطلاق النيران على أبناء قبيلة الدابودية، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 23 من أبناء القبيلتين منذ صباح الجمعة وحتى اليوم. وأوضح أنه ثمة مخاوف من تحول الجريمة "الجنائية" إلى نزاع قبلي، عقب زيادة الاحتقان بين أبناء النوبة المقيمين في 44 قرية بمراكز النوبة في أسوان، والتي تبعد نصف ساعة فقط عن مكان الحدث، حيث أن لديهم رغبة في التحرك لإنقاذ أهالي الدابودية وحمايتهم. وأكد أن محافظ أسوان طلب دعم القوات المسلحة؛ لمنع وصول باقي القبائل النوبية، وأغلق مداخل أسوان بمنطقة مزلقان البلانة، بعد استعانة قبيلة بني هلال التي تنتمي إلى قبائل الصعيد بعدد من القبائل في قناوأسوان والأقصر.