التفكير الإيجابى هو أكثر وسيلة لمساعدة الطفل على تخزين المعلومات فى الذاكرة وتنشيطها، كما أن قراءة الجرائد وحل الكلمات المتقاطعة ولعب السودوكو .. كل هذا يغزز القدرة على اكتشاف الأخطاء عند الحوار هذه الحقيقة تؤكدها د.منى عمران أستاذ علم النفس بمعهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس، موضحة أن هناك طرقا متعددة يمكن للأم اتباعها لمساعدة طفلها على التفكير الإيجابى منها قراءة قصة يعبر فيها الكاتب عن معارضته أو تأييده لأمر ما، ولكى يكون الطفل قادرا على فهم القصة بسهولة يجب مراعاة سنه ودرجة إدراكه للأمور ومع الاهتمام بقراءتها مرتين على الأقل وبالطريقة الصحيحة التى ينطق بها الحروف لفهم المعانى الغريبة بالنسبة له، لأن غير ذلك قد يجعله يشعر بالضيق، ويفقد القدرة على الفهم بالشكل المطلوب. وتؤكد د. منى ضرورة مساعدة الأم لطفلها فى استرجاع المعلومات سواء بكتابتها أو بتكرار قراءتها. وللتأكد من قدرته على فهمها يمكنها طرح أسئلة عن مواقف معينة وأسباب حدوثها، وكذلك عمل مقارنة بين شخصيات القصة من حيث التشابه والاختلاف بينها، وبعد ذلك يمكن للطفل القيام بتلخيصها بأسلوبه مع الأخذ فى الاعتبار أن يكون ذلك فى سطور أقل بكثير من سطور القصة لمساعدته على فهم الأفكار الرئيسة فيها. ولتطوير قدرة الطفل على التقويم وإبداء وجهة نظره فى الأمور المختلفة يمكن للأم - كما توضح د.منى- قراءة قصة أخرى مختلفة من حيث المضمون ثم تطلب منه أن يختار الفكرة التى يتفق معها، مع ذكر الأسباب. وكذلك تنصح الأم بممارسة لعبة الحوار بينها وبين طفلها عن القصتين، بحيث يكون لكل واحد منهما موقف ورأى مخالف للآخر بهدف تحديد كل منهما لخطأ الآخر ومناقشته فيه لتعلم كيفية الإقناع، ثم يتبادلان الأدوار لمساعدته على تقبل الآخر. وتنبه أستاذ علم النفس إلى أهمية المسائل الرياضية فى تطوير وتنمية مهارات التفكير التحليلى منذ الصغر لأنها تجعل شكل الأرقام مألوفا فى عينى الطفل مما يسهل عليه تخيلها وكيفية استخدامها عند عمليات الشراء والبيع. ولذا تنصح الأم بمصاحبة طفلها عند التسوق ومشاركتها له فى عملية المفاضلة بين السلع المختلفة وإعداد كشوف بما تم شراؤه لتعليمه تحقيق المطلوب منه بأقل تكلفة. ويمكن كذلك استخدام الألعاب المشهورة لديه كالمكعبات ليتعرف على الأحجام والألوان والأرقام المختلفة وتكوين أشكال متنوعة مما يساعده على التفكير المنطقى، وأيضا تقوية أعصاب يديه وزيادة ثقته بنفسه، وتنمية مهاراته اللغوية من خلال مناقشة الأطفال الآخرين عند اللعب معهم. وفى النهاية يجب على الأم أن تدرك أنه إذا لم يتعلم طفلها من البداية السلوك والقواعد السليمة فى التفكير الإيجابى فسوف يكون من الصعب عليه أن يتعلمها فيما بعد، وأنه حتى لو واجهتها بعض الصعوبات معه فإنه بالتدريج سوف يقبل توجيهاتها ويقوم بتنفيذها، مع الحرص على المتابعة لأنها ضرورية جدا خاصة فى المراحل الأولى ولذلك يجب المثابرة.