أدلى الناخبون الأفغان، أمس، بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيس حامد كرزاى، فى استحقاق وصف ب «التاريخي» واتسم بالهدوء النسبي، والإقبال المحدود على مراكز الاقتراع خلال الساعات الأولى. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الأفغانية أن عملية التصويت فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الأفغانية، بدأت منذ الساعة السابعة صباح أمس بالتوقيت المحلي، فى حوالى 6 آلاف و400 مركز للاقتراع موزعة فى مختلف محافظات البلاد وأبرزها العاصمة كابول، حيث اصطف مئات الناخبين أمام مراكز الانتخاب فى تحد واضح لهطول المطر واحتمال استهداف عناصر طالبان لأرواحهم، وهو الأمر نفسه الذى انطبق على ناخبى جلال آباد شرقا وقندهار جنوبا أكبر المدن الرئيسية. ورغم أن نسبة الإقبال بدت متواضعة خلال الساعات الأولى للاقتراع، نظرا لتخوف الناخبين من تنفيذ طالبان لوعيدها باستهداف مراكز الانتخاب والناخبين، فإن معدلاته جاءت أكبر من تلك التى تم تسجيلها عام 2009. وفى تلك الأثناء، نشرت القوات الأفغانية 400 ألف من الجنود والشرطيين فى جميع أنحاء البلاد، كما فرضت إجراءات أمنية مشددة أمس لتأمين الانتخابات الرئاسية التى يحق ل 12 مليون ناخب من أصل 28 مليون نسمة إجمالى سكان أفغانستان الإدلاء بأصواتهم فيها. ومن المتوقع عدم إعلان النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات قبل يوم 24 إبريل الحالى، قبل الجولة الثانية المحتمل إجراؤها فى 28 مايو المقبل فى حالة عدم تمكن أى من المرشحين من حسم المعركة لصالحه من الجولة الأولى وحصوله على نسبة 50% من الأصوات. ويتنافس 8 مرشحين على خلافة كرزاى الذى يمنعه الدستور من الترشح لولاية رئاسية ثالثة ، ويعد أوفرهم حظا 3 من الوزراء السابقين فى حكومته وهم زلماى رسول مرشح كرزاى، وأشرف عبد الغنى الاقتصادى المعروف ، وعبد الله عبد الله الذى حل فى المرتبة الثانية فى الانتخابات الرئاسية الماضية. وقد صوت الوزراء الثلاثة صباح أمس فى كابول ، بينما أدلى كرزاى بصوته فى مركز اقتراع بكابول. وخوفا من وقوع أعمال تزوير وانتهاكات، نشرت السلطات الانتخابية الأفغانية أكثر من 300 ألف مراقب أفغانى من مستعلين وتابعين للمرشحين للإشراف على الاقتراع وتعتمد وسائل جديدة لمنع التزوير مثل الحبر غير المرئى الذى يبصم به الناخبون. لكن مارتين فان بيليرت الخبيرة فى شبكة التحليلات حول أفغانستان المتمركزة فى كابول ترى أنه «من الصعب تصور انتخابات بلا تزوير». وعلى صعيد العنف، أصيب 4 ناخبين فى انفجار فى مركز اقتراع بإقليم «لوجار» فى جنوب شرقى البلاد، كما ألقت الشرطة فى إقليم «فارياب» الشمالى القبض على مفجر انتحارى حاول دخول مركز اقتراع. وفى غزنة فى جنوب شرق البلاد أطلق عناصر طالبان عدة صواريخ لكنها سقطت بعيدا عن مركز الاقتراع.