دائما ما يودع المسافر اهله قبل السفر ويسمع منهم هذه العباره «تروح وترجع بالسلامة وابقى طمنا لما توصل»، إلا ان طرق اسيوطوكفر الشيخ والبحيرة لها رأى آخر فقد اصبحت هذه الطرق المشئومة تحصد ارواح العشرات يوميا حتى ان بعض الوصلات مثل الطريق بين اسيوط والبحر الاحمر أطلقت عليه تقارير كلية الهندسة بجامعة اسيوط وصلة الموت؛ كما تفاجئ الانهيارات الاسفلتيه والتشققات الارضية السائقين وتكون سببا فى انقلاب سياراتهم ناهيك عن اشجار الجازوارين التى شاخت فى كفر الشيخ وتتساقط على السيارات كما انها تحجب الرؤية خاصة عند المنحنيات. وتبدأ المشاكل من اسيوط حيث شهدت المحافظة خلال أقل من شهر واحد مجموعة من الحوادث سقط خلالها العشرات بين قتيل ومصاب، فى رسالة واضحة مفادها أن مسلسل الموت على هذه الطرق لا يزال مستمرا ومرشحا للزيادة ما لم تتحرك الدولة بكل مؤسساتها لوضع حل لهذه الحوادث وتشديد الرقابة على هذه الطرق. فقد شهد طريق البحر الأحمر أسيوط منذ أسابيع حادثا مأساويا راح ضحيته نحو 26 قتيلا وجريحا معظمهم فى مقتبل العمر إثر تصادم ميكروباص قادم من القاهرة الى سوهاج بأتوبيس قطاع عام بطريق الكيلو 22. كما لقى 12 شخصا مصرعهم وأصيب 5 آخرون في تصادم بين أتوبيس نقل عام وميكروباص عند مدخل طريق أسيوط البحر الاحمر وهى الوصلة التى تحمل لقب وصلة الموت وفقا لتقارير كلية الهندسة بجامعة أسيوط. فقد لقى أكثر من 45 شخص مصرعهم على هذا الطريق فى شهر واحد فقط. وعند مدخل مدينة منفلوط لقى 12 شخصا آخرون مصرعهم وأصيب 7 آخرون بعد انقلاب سيارتين بسبب السرعة الزائدة وسوء الطرق. وفى مدخل المدنية من ناحية الصحراوى الشرقى عند الكيلو 70 أيضا لقى 14 شخصا مصرعهم فى تصادم بين ميكروباص قادم من القاهرة فى طريقه لمحافظة قنا. وفى جميع الاحوال كانت أسباب الحادث تكمن فى السرعة الزائدة وسوء الطرق وعدم وجود المراقبة الكافية ولا يزال مسلسل الدم مستمرا. وفى كفر الشيخ، يعتبر طريق كفرالشيخ الكراكات من أسوأ الطرق الرئيسية على مستوى المحافظة خاصة أنه ملىء بالمنحنيات والأشجارالتى تحجب الرؤية والمطبات التى أقمها الأهالى بالإضافة إلى وجود كسور وانهيارات وعيوب خطيرة فى الأسفلت نفسه تؤدى الى وقوع العديد من الحوادث المرورية فى حالة السرعة الزائدة بالاضافة الى مشاكل أخرى أهمها قيام الأهالى بإقامة المبانى على حرم الطريق ووجود مخلفات تطهير الترع والمصارف على جانبى الطريق المزدحم الذى يخدم 4 مراكز على مستوى المحافظة هى كفر الشيخ والحامول وبيلا وبلطيم وجزء من مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. ويقول مسعد زيدان مدير مدرسة بقرية إبشان التابعة لمركز بيلا إن الخطير فى الأمر هو قيام الأهالى بالحفر فى الأسفلت وعمل مطبات خادعة تؤدى إلى تدمير السيارات ويقوم البعض أيضا بإشعال النيران فى الأسفلت عن طريق حرق قطع الأشجار عليه مما يتسبب فى وقوع الحوادث. ويشير عاطف محمد موظف من بيلا الى ان من أهم المشكلات على طريق كفر الشيخ الكراكات هو عربات الكارو التى تسير ليلا بدون عواكس فتتسبب فى حوادث مفاجأة للسائقين خاصة المنطقة من كفرالشيخ حتى كفر دخميس مطالبا المحافظ المستشار محمد عزت عجوة بتفقد الطريق ليلا حتى يرى بنفسه هذه المآسى لافتا الى أن أيام حصاد المحاصيل الزراعية مثل القمح والأرز والبنجر وغيرها تعتبر من أصعب الأيام على السائقين بسبب انتشارعربات الكارو المحملة بالمحاصيل. أما خالد عبدالدايم عامل من الشمارقة فيقول ان الطريق ملىء بالأشجارالعتيقة التى مر عليها عشرات بل ربما مئات السنين ومعظم هذه الأشجار من نوع الجازورين المعروف عنه الضخامة والارتفاع ونظرا لعدم وجود رقابة ومتابعة لهذه الأشجار فإن بعضها يسقط فجأة وقد انقذت العناية الآلهية الكثير من السيارات خاصة فى حالة شدة الرياح فى فصل الشتاء وفى البحيرة، يسيطر القلق والرعب على كل من يسير على طريق كفر الدوار، الذى يربط بين قرية بولين والقرى المجاورة بطريق (إسكندرية رشيد) ويخدم أكثر من نصف مليون مواطن، أغلبهم يعملون فى شركات بترول أبو قير وشركة بتروجت، وشركة أبو قير للأسمدة، وشركة كهرباء أبو قير وغيرها. كما يتعرض رواد الطريق لحالة من الرعب لحين انتهاء رحلتهم اليوميه عليه، خشية أن ينهار بهم فيكونون عرضة للحوادث والموت المحقق أو الغرق بترعة (الكانونيه) الكائنة بجانب الطريق، نتيجة تآكل شاطئ الترعة وسقوط كتل أسفلتية بها، بالإضافة لانهيار أجزاء كبيرة من الطريق فضلا عن ضيقه والحفر المنتشرة به، وعدم وجود أعمدة إنارة بالطريق. المعروف ان الطريق يمتد من الوحدة المحلية حتى قرية (الستين) ليربط بطريق (الإسكندرية رشيد) ويخدم أهالى المنطقة والقرى المجاورة. ويناشد أهالى قرية بولين الدكتور مصطفى هدهود، محافظ البحيرة إدراج طريق بولين ضمن خطة جهاز التعمير لإنشاء طرق جديدة ورصف طرق اخرى، خاصة أنه ليس هناك طريق بديل أمام هؤلاء المواطنين للذهاب إلى أعمالهم والرجوع سالمين لذويهم.