هذا سؤال بريء يخلو من رائحة الشماتة فى رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الذى هلل وبارك تغريدات الشباب المصرى فى 25 يناير 2011 على شبكة التواصل الاجتماعى ووصفها بأنها التعبير الصادق عن صوت الشعب وأنه يتحتم على مبارك أن ينصاع لرأى شعبه وأن يبادر بالرحيل عن الحكم فورا... واليوم فإن رجب طيب أردوغان وليس أحد غيره أو بالنيابة عنه يجاهر بأنه صاحب القرار بحجب موقع «تويتر» فى تركيا مهددا بحظر مواقع أخرى. والسؤال باختصار شديد هو: هل أردوغان عام 2011 يختلف جذريا عن أردوغان 2014.. أم أن شخصيته المتحولة والانقلابية لم تتغير بدليل أنه بعد أن كان يهيم حبا فى أوروبا ويشيد بالثقافة الأوروبية ويراهن على حلم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى استدار للخلف تماما بعد انهيار حلمه وأصبح شخصا جديدا يبحث عن أوهام مجد زائف بالمزايدة على المواقف العربية من القضية الفلسطينية متجاهلا طبيعة العلاقة الخاصة والقوية التى تربط بلاده مع إسرائيل والداعمين لوجودها فى واشنطن وحلف الأطلنطي.. ومرة أخرى يتحول أردوغان من دور البطولة المزعوم والمشبوه الذى انكشف بعد ضرب إسرائيل للسفينة التركية «مرمرة» والتزامه الصمت باتجاه البحث عن دور خليفة المسلمين تحت وهم الاعتقاد بإمكان إعادة إنشاء دولة الخلافة بزعامة تركيا بعد ارتداء عباءة الإخوان المسلمين ولكن ثورة 30 يونيو حطمت كل آماله بعد أن كشفت زيف مشروعه المستمد من مشروع الجماعة فراح يهدد مصر ويتوعدها ويجعل من أرض تركيا ملاذا لمطاريد الجماعة . أردوغان رجل الحرية والديمقراطية فى عام 2011 يهاجم الآن شبكات التواصل الاجتماعى بكل ضراوة لمجرد أن بعضها نشر تسجيلات هاتفية منسوبة إليه ومقربين منه تكشف عن فساد مالى. ويا سبحان الله فإن أردوغان الذى يحرض الدنيا كلها ضد مصر بسبب ثورة 30 يونيو يواجه احتمالات العزلية بلغة الصراخ الأجوف قائلا: «سأمضى فى إجراءات حجب هذه المواقع ولن أصغى لأحد حتى لو وقف العالم كله ضدنا». خير الكلام: إن المكارم ويك عنك بعيدة .. واللؤم أضحى وهو منك قريب!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله