عادت مشكلة بدء أعمال الحفر والتنقيب للكشف عن الكنز الأثرى القابع أسفل جبانة المسلمين القديمة بمدينة أخميم و الذى يضارع معبد الكرنك بالأقصر للمربع صفر بعد أن عاود الأهالى الدفن بها مرة أخرى منذ ثورة 25 يناير، وحتى الآن ضاربين بقرار المحافظ الأسبق لسوهاج عرض الحائط الأمر الذى بات يهدد آثارها بالخطر والنهب والسرقة وضياع ملايين الجنيهات التى صرفت فى إنشاء الجبانة الجديدة بحى الكوثر فى الهواء. كان قد اعترض حفر الأساسات لإنشاء معهد دينى أزهرى بالمنطقة المجاورة لجبانة أخميم القديمة من الناحية الجنوبية فى اكتوبر 1981 أى منذ 33 عاما كتل صخرية بالكشف عنها اتضح أنها أجزاء من تمثال وأطلال فرعونية وبرفع الأتربة اتضحت معالم كشف أثرى كبير يضم معبدا للملك رمسيس الثانى و4 تماثيل أخرى لرمسيس وبناء على طلب الآثار قامت المحافظة بنقل المعهد لمكان آخر وتسليمها الموقع حيث ظهرت أطلال رومانية وفرعونية وأطلال المعبد وأرضيته وأكد علماء الآثار أن الكشف القابع تحت الجبانة يضاهى معبد الكرنك بالاقصر. وفى عام 2000 أى منذ 14 عاما تم اتخاذ قرار بنقل جبانة المسلمين إلى حى الكوثر حيث تم تخصيص مساحة كبيرة من الأرض هناك لذلك وبالفعل تم إنشاء الجبانات الجديدة بتكلفة أكثر من 70 مليون جنيه إلى أن تم الانتهاء من الجبانة الجديدة وتسليمها للأهالى فى مايو 2010 بعد العديد من الجلسات والحوارات المجتمعية بين رفض وقبول الدفن بها وفى النهاية نجحت جهود محافظ سوهاج ووزير التنمية الاسبق اللواء محسن النعمانى فى إقناع الأهالى بأهمية ذلك، وبدأت أعمال الدفن بالجبانة الجديدة إلا انه لم يمر أكثر من 8 أشهر حتى عاود الأهالى الدفن بالجبانة القديمة مرة أخرى. وفى محاولة لإنقاذ الكنز الأثرى وضع السيد محمد عبد الواحد مدير عام السياحة بسوهاج هذه المشكلة فى جدول أعمال الاجتماع الأخير للمجلس والمطالبة بضرورة غلق الجبانة القديمة حتى يمكن البدء فى أعمال التنقيب عما بها من آثار واعتماد 100 ألف جنيه لأعمال الحفائر سنويا. وفى المقابل قال جمال عبد الناصر مدير عام منطقة آثار سوهاج ل«الأهرام» إنه لا يستطيع تسلم الجبانة حاليا دون قيام المحافظة بتفعيل قرارها وقف الدفن الموجود على الورق فقط وخاصة ان تصاريح الدفن تصدر للجبانة الجديدة ولكن الأهالى يدفنون موتاهم بالجبانة القديمة، بالإضافة إلى نقل رفات الموتى.