يبدأ اليوم تنفيذ قرار محافظ سوهاج بوقف الدفن بالجبانة القديمة بالمنطقة الأثرية بأخميم وبدء الدفن بالجبانات الجديدة بحي الكوثر. تمهيدا لاستكمال الكشف عن أكبر معبد لرمسيس الثاني أو الكنز الذي يضاهي معبد الكرنك بالأقصر.. فما هي حكاية هذه الجبانات, وما هي الاسباب التي أدت إلي وقوع الاحداث التي شهدتها مدينة أخميم مساء الثلاثاء الماضي؟! تعود قصة إنشاء الجبانات الجديدة بحي الكوثر إلي أكتوبر1981 عندما اعترضت أعمال حفر أساسات إنشاء معهد ديني اعدادي أزهري بمدينة أخميم كتلا صخرية, بالكشف عنها اتضح أنها اجزاء من تماثيل وأطلال فرعونية بالتنقيب حولها ورفع الأتربة أتضحت معالم كشف أثري كبير يضم معبدا ضخما لرمسيس الثاني وقد تم الكشف عن أربعة تماثيل اثنان منها لرمسيس الثاني وثالث للاميرة ميريت أمون بطول11 مترا وهو أطول تمثال لأميرة فرعونية متوجة, والرابع لأمرأة من العصر الروماني.. وعليه وبناء علي طلب الآثار قامت المحافظة بايقاف العمل في المعهد والغاء التخصيص وتدبير موقع بديل له وتسليم الموقع للآثار التي قامت بدورها باعمال التنقيب والحفائر حيث ظهرت أطلال رومانية وفرعونية وأطلال المعبد وأرضيته الممتدة ناحية جبانة المسلمين وفي اتجاه الشرق. وفي عام1991 وأثناء الحفر لبناء مكتب بريد بالمنطقة المجاورة للجبانة والموقع الأثري تم الكشف عن كتل أثرية ضخمة تمثل قاعدة واجزاء من تمثال ضخم لرمسيس الثاني يمتد أسفل المقابر, وقدر المختصون وزن التمثال بما يزيد علي ألف طن, بعد ذلك بدا للمسئولين عن الأثار أن نقل الجبانة هو الخيار الوحيد لاستكمال الكشف عن باقي اجزاء هذا المعبد, وعليه أوصوا بضرورة نقل الجبانة وانشاء جبانة جديدة للمسلمين لنقل الجبانة القديمة إليها حتي تتمكن هيئة الآثار من التنقيب.. وعليه تمت مخاطبة وزير الثقافة في أكتوبر من نفس العام بضرورة نقل الجبانة فأفاد في يناير1992 بان الأمر يتطلب ايقاف استخدام الجبانة الحالية وإنشاء جبانة جديدة بمنطقة صحراوية ودراسة إنشاء مدينة بديلة لمدينة أخميم علي المدي البعيد مع إيقاف أي مبان أو منشآت بها حيث أنها تقع فوق المدينة الأثرية القديمة. وقامت المحافظة من جانبها بتخصيص70 فدانا بالديابات لأنشاء جبانة جديدة بديلا عن الجبانة الحالية في نفس العام ورفع الجبانة القديمة مساحيا وحصر اعداد المدافن والاحواش وعيون الدفن واسماء الاسر ومواقعها علي الطبيعة وقدرت مبدئيا المبالغ المطلوبة للمشروع بحوالي50 مليون جنيه وأخطار رئيس مجلس الوزراء ووزير الادارة المحلية والآثار بذلك إلا أن الهيئة طلبت اعداد مقايسة للمشروع وقامت المحافظة باعداد التصميمات والرسومات الهندسية الخاصة بالجبانة الجديدة وإعداد مقايسة تقديرية بلغت30 مليونا و263 الف جنيه وارسالها للهيئة في ديسمبر1992. ونتيجة لعدم تدبير الأعتمادات المالية للمشروع بصفة منتظمة توقف العمل أكثر من مرة وارتفعت تكلفة المشروع مع مرور السنين حتي وصلت إلي80 مليون جنيه ومدة تنفيذه إلي13 عاما. أما عن الاسباب التي أدت إلي وقوع أحداث مساء الثلاثاء الماضي فقد أرجعها البعض إلي عدم استكمال الأعمال الإنشائية بالجبانات الجديدة وعدم توفير العدد الكافي من سيارات نقل الموتي والمشيعين وعدم دقة الحصر الفعلي منذ عام1992 مما ترتب عليه عدم حصول بعض المواطنين علي جبانات وقد رد علي ذلك السيد محسن النعماني محافظ سوهاج بانه تم استكمال جميع الأعمال الإنشائية وتوصيل جميع المرافق خلال اليومين السابقين فضلا عن وجود العدد الكافي من سيارات نقل الموتي والمشيعين وأنه سوف يتم تشكيل لجنة لفحص تظلمات من لم يحصل علي جبانات وتسلم لهم حال أستحقاقهم لها وأرجعها البعض الآخر لعدم وجود سور حول الجبانات والخوف من نبش القبور ليلا ورد المحافظ علي ذلك بانه جار الأنتهاء من سور علي مستوي عال بتكلفة3 ملايين جنيه وتعيين الحراسة اللازمة للمقابر وغيرها من الاسباب المردود عليها إلا أن السبب الذي يردده كثيرون أن هناك أيادي خفية وأصحاب مصالح يهمهم عدم نقل الجبانات, واكد المحافظ أمام المجلس المحلي للمحافظة أمس الأول أنه لاتهاون مع الخروج عن القانون ومصر قادرة علي حفظ أمنها وأمن مواطنيها وأنه سيتم السعي بالتنسيق مع الدولة لتنظيم مدينة أخميم حتي تصبح مثل مدينة الأقصر.