المخطط الاستعماري الصهيوني الأمريكي لتقسيم المنطقة، وفي القلب منها مصر، المنشورة وثائقه وخرائطه، والذي يواصل هدم ما تبقي من دول المنطقة، وتشريد شعوبها، وإنهاء ما تبقي من جيوشها بأيدي وكلائهم وعملائهم وجماعاتهم المحليين والإقليميين والدوليين والإرهابيين... هذا المخطط الاستعماري الشيطاني الذي تديره إدارة تخريب العالم الساكنة في البيت الأبيض، والذي صنع عشرات الملايين من المصريين معجزة ربما تكون الأعظم في تاريخهم البعيد والعميق عندما أوقفوا استكماله، وأسقطوا محاولات إنقاذه بثورتهم في 25 يناير 2011، ومدها الأكبر في 30 يونيو 2013، هل يقدم لهم قبلة الحياة، ويحقق لهم ما فشلت فيه ملياراتهم ومنظماتهم الإرهابية، وممارساتهم الإجرامية.. أتحدث وأحذر وأنبه وأرجو أن ننتبه إلي ما يمتلئ به المشهد السياسي من صراع، وتمزق، وتبادل اتهامات، وتخوين، ومحاولات تقسيم، وتطاول، وتشكيك في الدولة ونياتها وقراراتها ومؤسساتها. فارق كبير أن تنقد لتبصر وترشد وتعدل المسارات، وتصحح الأخطاء، وبين ما يحدث الآن.. إنه وسط صراع الوجود الذي يواجهه ملايين المصريين بصلابة وإرادة وتحد، ويريقون الدماء والأرواح ثمنا لإنقاذ بلادهم، وإسقاط الإرهاب، ومخططات التآمر عليه، وبين الدفع بعوامل اليأس والتشكيك والتهوين والإحباط والهزيمة، وينتهي الأمر ليصب الاتجاهان معا مع فارق السماء والأرض بينهما الزيت علي النار التي يراد حرق مصر بها، من يريدون حرق مصر بالفعل، وتحويلها كما إعلاناتهم العلنية إلي بركة دماء بحجم وطن، وبين أصحاب غضب وخلاف مشروع، لا يمكن أن يقبلوا بسوء أو تهديد أو مخاطر حقيقية تمتد علي بلادهم، لكنهم يفعلون ويدعمون إنهاك قواها، وكأنهم لم يروا ولم يعرفوا ولم يسمعوا بالمعلن والخافي، وما يتواصل كشفه، وما يحدث كل يوم من سقوط للأقنعة عن أوجه ومخططات الإرهاب، بينما ما يمتلئ به المشهد السياسي من ممارسات غريبة عن المصريين، وعن أساليب خلافهم واختلافهم، وكل ما يحدث من تعميق للصراع، والتفتيت، والتمزيق لصفوفهم. هذه هي الكارثة التي تنذر بأن بعض قوي ثورية لم تكن ضد ما حدث في 30 يونيو، بل كانت جزءا أصيلا منه، وكانت من عشرات الملايين التي خرجت لتسحب الشرعية من الجماعة التي لم تكن علي قدر وأمانة وكفاءة ما استؤمنت عليه، وأن تقف هذه القوي ضد 30 يونيو، وتقف ضد ما خرجت من أجله، وتنضم لعوامل إنهاك بلدهم، وإسقاط دولتهم، بينما ما كان يمكن أن يتحقق إنجاز واحد من إنجازات المصريين منذ قاموا بثورتهم في 25 يناير، وعودتهم لاستعادتها في 30 يونيو ما لم تتوحد صفوفهم وإرادتهم وراء مبادئ وأهداف ثورتهم. الخلاف والتصحيح والتبصير واجبات وفرائض يجب أن تحترم أشد الاحترام باعتبارها من مقدمات وضرورات الصحة والقوة لأي مجتمع إنساني سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.. كيف تتفق رؤي بعض الأطياف السياسية داخل مصر مع رؤي مأجورة غريبة. تري أن ما يحدث في مصر هو قمع دون أي حديث عن واقعة إرهاب واحدة، أو مبالاة بكمائن الموت، وتوصيف لحقيقة ما يحدث في الجامعات، واعتداء الطلبة، وضرب أساتذتهم، ورفع أعلام القاعدة، هل هؤلاء طلبة ينتمون لبلدهم ويستحقون ما تنفقه عليهم من أموال شعب مكدود، واقتصاد يتعرض لمخططات إنهاك ممنهجة؟ هل يمكن أن يحدث في دولة يحترم فيها العلم والقانون، ويدرك معني وقيمة الحرم الجامعي، ما ارتكبه ومازالوا طلبة وطالبات الجماعة في جامعاتهم؟ هل يمكن أن يطلق أحد صيحات وتهديدات الحرق، وإيقاف الحياة، ونسف محطات الكهرباء، ومخازن هذه الكميات الهائلة من الأسلحة، وبؤر التصنيع، مثلما كان في وكر «عرب شركس» بالقليوبية، والتهديدات الإجرامية العلنية التي لا تخشي قانونا، ولا دولة، ولا تتقي الله في شعب، وتتحدي تنفيذ سيناريو الثورة الإيرانية، وحرق المنشآت العامة والخاصة، وسيارات المواطنين والشرطة، بينما يخدم المخطط ما تمارسه إدارة تخريب المنطقة والعالم في البيت الأبيض، التي بعد أن فشلت في جميع عمليات إنقاذ مخططاها، ودعم وكلائها وأعوانها داخل وخارج مصر، بدأت توجه ضربات علنية للجيش المصري، وتمارس ما يعتقد أنه يمكن أن يضعفه، ويجهض قواه، وبدأت باحتجاز عدد من المروحيات العسكرية التي أرسلتها القوات المسلحة المصرية للصيانة في واشنطن، واستكملت بعملية القرصنة علي الطائرات ما سبق وقفه من صفقات متفق عليها!! وطن مستهدف بكل هذه المخاطر والتهديدات المعلنة والموثقة بدماء وأرواح شهداء من الشعب والجيش والشرطة، هل تستقيم معها أي متاهات للصراع والخلاف، وتعميق الانقسامات، وتبادل الاتهامات لتنفرط طاقات المواجهة بعيدا عن معركة المصير والوجود التي تواجهها مصر، وبعيدا عن معارك التنمية والبناء المتوقفة مع سبق الإصرار علي شلها وتعطيلها لمزيد من إنهاك الاقتصاد منذ قامت الثورة، وتوفير الأسباب لمزيد من أسباب الغضب الشعبي لملايين من شعب طال حرمانا من أبسط حقوقه في الحياة، وتمني وحلم أن تستعيد له الثورة بعض ما نادي به من حقوق في الكرامة والإنسانية، والعدالة الاجتماعية. هل هذا أوان معارك تذهب بعيدا عن الاستحقاقات والفرائض الوطنية للتصدي لمخططات الإرهاب، وأن يدور الخلاف والاتفاق في إطار ما يدعم ويغذي قدرات المواجهة، ودعم صلابة ومقاومة واحتمال هذا الشعب المدهش في إصراره علي التحدي والانتصار. أليس أوجب وأولي علي كل أمين علي هذا البلد أن يتقدم حفظ أمنه القومي وأمن الملايين الذين قدموا للثورة كل هذا العطاء، ومازالوا يحلمون ببعض أمن العدالة والقانون والحقوق الأصيلة في الحياة من هذا الصراع المؤسف الذي يمتلئ به المشهد السياسي، من بينها من يريد إحياء ماض لا يمكن أن يعود، أو من مازالوا يتعلقون بأوهام شرعية منحها لهم وأسقطها عنهم ملايين المصريين، أو أن يشاركوا إدارة تخريب العالم الأمريكية في هدم أركان قوة دولتهم، وفي مقدمتها عدوهم اللدود.. الجيش الوطني المصري. أفيقوا يرحمكم الله.. وتأكدوا أنه لا مكسب أو انتصار لأي طيف أو تيار وطني في وطن يواجه كل هذه المخاطر، ولا يستقوي بوحدة صفوف أبنائه مهما اختلفت رؤاهم وتوجهاتهم. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد