في اللحظات المصيرية التي يعيشها المصريون الآن وهم يحشدون و يحتشدون لاستكمال ثورتهم بخروج مليوني غير مسبوق للموافقة علي دستور يترجم أهداف الثورة وما حلم وتطلع إليه المصريون وحرموا منه عشرات السنين من حرية وكرامة وعيش إنساني وعدالة اجتماعية تترجم إلي مبادئ دستورية ملزمة وإلي قوانين تفرضها ونحميها أيضا يحشد ويحتشد ملايين المصريين لمشاركة قوات جيشهم وشرطتهم مهماتهم المقدسة لمواجهة مخططات الإرهاب وجماعاته ومنظماته وعناصرهم التي أخرجتها الجماعة من السجون واستغلت عام حكمها في توسيع ودعم قواعدهم. إذن الحدثان الأخطر والأكثر أهمية في حياة المصريين يحشدون ويحتشدون وراءهما.. استكمال ثورتهم بنعم للدستور, وبخروج عظيم في41 و51 يناير يفوق أعداد ملايينهم التي خرجت في6/03 و7/3 و7/62 واستكمال القضاء علي المخططات الإرهابية وأدواتهم وجماعاتهم التي تستخدمها القوي الامبريالية الأمريكية والصهيونية لإنقاذ مخططهم لتقسيم وإعادة توزيع دول وشعوب المنطقة.. هذا المخطط الذي أسقطه المصريون بثورتهم في03/..6 وسط هذه المواجهات المصيرية بكل تحدياتها ومخاطرها وقواها المحركة في الخارج والداخل.. هل تحتمل سلامة الدولة بكل مكوناتها المستهدفة أن تتم محاولات لإرباك الصف الوطني وشقه بأي قضايا أو اهتمامات تخون أو تجرم أو تدين أو تدفع بشكوك ومخاوف وهواجس للمصريين.. لا أحد يطالب بالتغاضي عن أخطاء أو جرائم أو ممارسات تتهدد أمن وسلامة مصر.. ولكن فلندفع بهذه الوقائع للقضاء وللأجهزة المسئولة التي تستطيع أن توقف تمادي الأخطار المترتبة.. أما عدم ارباك الوعي والاصطفاف المصري فهو فريضة وطنية ودعم حشد, واحتشاد عشرات الملايين وراء القضيتين الأخطر في حياة المصريين الآن وحياة ومصير ثورتهم.. هل تصلح هذه اللحظات المصيرية لطرح الكثير مما يحاول البعض فرضه وتحويله إلي مادة خلافية واقامة معارك حوله مثل ثورة52 يناير وهويتها وانتماءاتها ومحاولة التشكيك في إرادة وقدرة المصريين علي الغضب والثورة لحقوقهم علي أيدي نظام استذلهم وأفقرهم وأمرضهم لثلاثين عاما.. كان المصريون لا يعرفون غير الاستسلام ولا يملكون قدرة الغضب, وأن ثورتهم لابد أن تكون جزءا من صناعة تآمر كبري مصدرة ومفروضة عليهم!! منطق مغلوط وعجز عن قراءة صحيحة للشخصية المصرية.. أيضا هناك حقيقة مواقف بعض الشباب وما يوجه إليهم من اتهامات يجب أن تفحص بروية وتوثق ولا تعمم علي شباب الثورة كله. فرائض اللحظة والتحديات التي تمتلئ بها تفرض أن تهدأ الأصوات الصاخبة الآن ليرتفع فقط صوت وقوي الحشد والاحتشاد, وإيقاف المحاولات التي لم تتوقف حتي الآن لمزيد من استغلال ناسنا البسطاء والفقراء في معارك الأغنياء وأصحاب الجاه والسلطان علي السلطة والسلطان التي يريدون أن يجعلوها خلاصة للثورة وأهدافها تماما كما فعلت الجماعة بعد52 يناير ويتواصل استذلال واستغلال الملايين الذين تركوا للفقر والجهل خاصة في الصعيد وفي سائر المناطق البعيدة علي خرائط الألم والإقصاء والإهمال واحد من كبار أبناء الصعيد حكي لي كيف مازال الفقر يستفحل في محافظة أسيوط, وأن سيارات تأتي محملة بالبطاطين وقبل تسليم البطانية للأسرة يجعلونهم يقسمون علي المصحف أنهم سيقولون لا للدستور!! إنهاء آلام المصريين وفي مقدمتها الفقر والأمية في أحدث تصريح لوزير التعليم أن في مصر مليونا يعانون استذلال الأمية بينما تمتلئ مصر بكيانات ومؤسسات وهيلمانات تنفق المليارات التي أنفقت ومازالت ولا ثمار ولا عائد حقيقي يجنيه المصريون وإنجاز خريطة المستقبل يعني بداية مواجهات جادة وسياسات رشيدة وتخطيط وتنفيذ خبراء وعلماء تمتلئ بهم مصر وبداية تخفيف الأوضاع التي أخرجت عشرات الملايين في52 يناير و03 يونيو وهو ما لن يتحقق وأصحاب مصالح, سواء من نظام قديم أو الذين يديرون الصراع, والجنون, والإرهاب الدموي لهدم الدولة,كل يبحث عن استرداد أو تحقيق ما يتوهمون أنها حقوقهم التي ضاعت منهم دون أن يسألوا أنفسهم عن حقوق هذا الشعب وما ارتكبوه من جرائم بحقه.. كل نظام علي طريقته!! من يسترد هذه الحقوق ويدافع عنها وعن عظمة الفعل الثوري الذي قام به الملايين من الملايين بأعداد غير مسبوقة في تاريخ الثورات في52 يناير وأعادوا إنقاذها في03 يونيو غير أمناء يتنبهون أن مواجهة الأخطار التي تترصد سلامة واستقرار وأمان واستقرار هذا الوطن يجب أن يسبق جميع دعاوي الخلافات والانقسامات التي تأخذ الناس إلي متاهات وصراعات واتهامات ولا يعني هذا رفض أو مصادرة حقوق الاختلاف والتصحيح والتبصير وتعدد زوايا الرؤية فقط تحت مظلة ما يجمع ولا يفرق ولا يبدد الطاقات البشرية والإبداعية العظيمة والتي تنتظر المناخ الإنساني والإبداعي والقيادي والإداري الذي يحول ثورة المصريين إلي وقائع حياة. للسادة الذين يعتقدون أو يتوهمون أن إمكاناتهم المادية مانعة وحامية لهم آثار الفقر والجوع والبطالة التي تدهس كرامة وآدمية الملايين من ناسنا.. أحيطكم علما بأنه إذا كان الجيش والشرطة يواجهان بقوة وبحياة ودماء ابنائهم جرائم إرهاب الجماعة وأجنحتها وعشائرها.. فانتبهوا إلي ما يمكن أن يصنعه إرهاب الجوع والفقر والبطالة, وفقد الأمل, وافتقاد العدالة! لقد بدأ الفقر والجوع والبطالة يطلون برءوسهم ويكشفون عن أنيابهم في نوعيات جرائم غريبة علي المصريين وليست غريبة علي ذل ومرارة الاحتياج وكلها تنادي علي سياسات عاجلة للدولة تبدأ بترشيد حقيقي للإنفاق ولإيقاف كل ما يمكن إيقافه من إنفاق وتحويلها لتخفيف وتجفيف أسباب الفقر أنادي أيضا علي القادرين وأسأل عن أموال الأوقاف التي طالب الدستور بأستعادتها في صحيفة محترمة اسمها صوت الأزهر كتبوا في ملف العدد عن فقه الأولويات وتساءلوا هل نؤدي العمرة أكثر من مرة أم نوفر الطعام للفقراء ونحميهم من برد الشتاء وعن الاستثمار الأمثل لأكثر من03 مليار جنيه حجم زكاة المال في مصر أو ما يمكن تقديره فقط من هذه الأموال, وهل إذا ذهبت بالفعل إلي مستحقيها من خلال مشروعات تنموية حقيقية يذهب ريعها للأكثر احتياجا هل يبقي هذا الواقع المهين لكل قادر علي المشاركة في تخفيفه؟! احذروا وانتبهوا قبل أن يخرج كل جائع وعاطل ليشهر غضبه في وجه مجتمع ظالم ولنتذكر أن هذا بعض ما قامت من أجله الثورة وهذا بعض ما تستطيع أن تحققه إذا تخلصت مصر من الجماعات والتنظيمات والمخططات التي تريد حرمان المصريين من جني ثمار ثورتهم في52 يناير ومدها العظيم في03 يونيو. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد