مهزلة وجريمة احتجاز واطلاق سراح رئيس جامعة الازهر من تهجم بعض طلبة الجامعة الذين حولتهم جماعة الإخوان إلي ميليشيات مسلحة مدربة علي الحرق والتدمير والتخريب... وما حدث لا يحاسب عنه فقط من ارتكبوا تحويل ساحات الجامعات الي ميادين صراع وقتال ومن خططوا لهم ومن قاموا بتمويلهم ولكن أيضا كل مسئول عن وصول المشهد المصري إلي هذا القدر من تمادي وسيطرة العنف والتدمير والانحطاط والسقوط الاخلاقي, وان يمارسوا الاجرام والترويع والتخريب تحت شعارات الحريات وسلمية التظاهر!! وهل هذا تظاهر أم إعلان بسقوط قدرة وهيبة الدولة تمهيدا لإسقاط ما تبقي من أعمدة قوتها وصلابتها وتماسكها, وفي مقدمتها جيشها الوطني وأجهزة أمنها.. فالمطلوب ليس فقط إسقاط نظام سابق أو أسبق ثبت أن سقوطهما لم يسقط أقدم دولة في التاريخ, بينما سقوطها وانهيار أعمدة قوتها وتماسكها ضرورة لتنفيذ المخططات الامريكية الصهيونية لتقسيم المنطقة, وإعادة رسم خرائطها وتوزيع سكانها!! هذه المخططات معلنة منذ نهايات القرن الماضي وشهادات التدمير والتخريب التي تعم المنطقة العربية أدلة حية وماثلة ولاتحتاج إلي فطنة إدراك أنه لاتناقض أو تعارض بين أن تحكم الدولة قبضة القانون وعلي الخارجين عنه ويهددون الامن القومي لوطن وبين احترام حقوق وحرمات التعبير والتظاهر. ما الذي أعلنه وفعله رجب أردوغان عندما خرجت مجموعات من الشباب التركي تتظاهر من أجل حماية حديقة بميدان تقسيم ومنع اقامة مشروع سكني بها أي أن التظاهرات والاحتجاجات لم تكن في ساحات علم وجامعات, ولم يصل الامر الي الاعتداءات الوحشية التي سجلتها الكاميرات بالصوت والصورة عن تدمير المبني وتخريبه, والقاء محتوياته التي هي أملاك الشعب!! في تظاهرات الشباب التركي أشارت التقارير الي سقوط ثلاثة قتلي وعشرات الجرحي في صفوف المحتجزين وقيل ان عددهم وصل الي715 معتقلا!! وبلا تردد وفي تحد للحريات ورغم الاعتداءات الواضحة علي متظاهرين سلميين بالفعل وليس شعارات جوفاء قال رئيس الوزراء التركي, هل كان يجب علي أن أركع أمام المتظاهرين وأستجدي منهم رفع الرموز والشعارات والعبارات التي ملأوا بها الميدان وكانت خارجة عن القانون وتوجه إساءات للدولة التركية وإهانات لرموزها] ثم أضاف اردوغان دفاعا عما ارتكبته شرطته من قتل واصابات لمتظاهرين لم يخربوا أو يدمروا أو يحرقوا الحديقة ولا احتجزوا رئيس جامعة أو ألقوا علي جنود الشرطة الحجارة وأصص الزرع, لقد تظاهروا واحتجوا في منطقة في قلب الفنادق التي تحيط بالميدان, وكان لذلك أثره السييء علي إشغالات الفنادق وانخفاضها بنسبة80% ثم تساءل لافض فوه, أليست هذه التظاهرات اعتداء علي حريات الآخرين؟!!] ولإنعاش ذاكرة من يريدون أو يتركون الفوضي المسلحة تدمر والخراب يعم تحت شعارات احترام الحريات.. في عام2011 ماذا فعلت السلطات الامريكية في مواجهة حركة احتلوا وول ستريت والتي كانت تناهض سياسات المؤسسات المالية الرأسمالية حمل المتظاهرون زجاجات وأسلحة بيضاء لم يضبط مع أحد كما حدث عندنا أسلحة قتل وقنص ملأت التظاهرات السلمية!! وفي مقدمة الاسباب التي بررت بها السلطات الامريكية استخدامها القوة في فض اعتصامات هذه الحركة سواء في نيويورك أو مدن أمريكية أخري. ,إنه ليس من الملائم أو المناسب أن يوجد معتصمون يقومون بنصب خيام للاقامة فيها لأيام عديدة في منطقة تعتبر مركزا عالميا للمال والاقتصاد! ما الذي يحدث عندنا وكيف تترك مخططات الفوضي تنتشر كالنار في أنحاء مصر وتحقق أهدافها في إنهاك الشعب وجيشه وشرطته وتمنع توفير الاستقرار الأمني له ولنموه الاقتصادي تحت ادعاءات حماية الحريات.. لا نظام يستطيع أن يحيا دون توافر الرضاء والثقة الشعبية.. والنمو الاقتصادي والاستقرار الأمني. كل من سكت علي خطيئة الخلط بين احترام الحريات والاعتصامات السلمية حقيقة وفعلا وصدقا وليس شعارات كاذبة ومراوغات وادعاءات لاتقل مسئولية عمن حرضوا وحركوا ودفعوا المليارات كجزء من تنفيذ مخطط تخريب وحرق وشل مصر. التكاليف المبدئية لإصلاح ما أفسده وحرقه ودمره الشباب المضلل14 مليون جنيه هل سيدفع!! فواتير التخريب والارهاب في الازهر وسائر الجامعات والميادين والشوارع والمباني والمساجد والكنائس والمدارس الشعب المثقل بالألم والذي يعاني من توقف النمو الاقتصادي, ويتلقي المعونات والدعم والمساندة من دول عربية شقيقة.. الا يجب ان يكون الدفع والتغريم من أموال وممتلكات من أداروا إرهاب التخريب والتدمير.. وأن تتوقف المواقف المتخاذلة التي تخلط مابين احترام الحريات وبين إطلاق سراح الفوضي وجرائم تهديد أمن واستقرار الدولة وزعزعة وهدم ماتبقي من أركان قوتها. الأخطاء والخطايا التي يحاكم عليها الرئيس السابق وجماعته يجب أن يتقدمهم السرطنة والإفساد والتدمير الانساني والأخلاقي والوطني لآلاف من أبناء مصر هؤلاء الذين شاهدناهم يحرقون ويدمرون ويتحولون الي وحوش كاسرة ضد وطنهم وضد أنفسهم, ويحاولون تدمير وحرق كل أخضر في بلدهم أو يخلعون سراويلهم ويعرضون سوءاتهم علنا وتحديا!! محاكمة الرئيس السابق علي التحريض علي قتل المتظاهرين امام الاتحادية أبشع منها وأفدح وأكبر تحريضه وجماعته علي قتل وتدمير وانتهاك القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والعلمية والوطنية التي صانت مصر في مواجهة ماتعرضت له من صنوف وأشكال الاحتياج ومحاولات الاختراق فقط مطلوب إيقاف الخلط بين احترام الحريات والتهاون والتخاذل في المواجهات الحاسمة والقوية لمخططات تخريب وإسقاط الدولة, وأن نبدأ علي الفور المهمة العاجلة والواجبة التي يسترد بها الازهر وسائر الجامعات والثقافة والتعليم الشباب المضيع والمضلل والظالم والمظلوم! لمزيد من مقالات سكينة فؤاد