توجت البرامج الانتخابية لعدد كبير من المرشحين للرئاسة بمشروعات لزراعة القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيلنا الاستراتيجية.. إن كنت قد شاركت بدور في الاعداد والانقاذ لمستقبل هذا الوطن فليس أعز من هذا الدور وكنت أمتلئ بالثقة أن زراعة فكرة الأمن الاستراتيجي والحيوي في الوجدان المصري لابد ستؤتي ثمارها يوما وفي أجيال قادمة. ورغم ما يمتلئ به المشهد السياسي من تحديات ومخاطر, فعلي قدر ما زرعته في الوجدان وفي الضمير وفي الأرض أجيال متتالية الخير قادم بمشيئة الله, ولنحسن بقدر ما نستطيع اختيار مرشح يحمل تاريخه وانتماؤه ونضاله وبرنامجه ما يؤهله للثقة, في مواصفات هذا الرئيس احترمت حدا فاصلا قال به العالم الجليل د.محمد غنيم من قال لا قبل52 يناير1102 بالاضافة الي الحدود المطلوبة للقيادة الامنية والمؤتمنة علي وطن بحجم وقيمة مصر والعارفة بتعددية ووسطية مكوناتها الايمانية والحضارية. بداية شكر واجب علي ما فاضت علي به قارئات وقراء أعزاء ترحيبا بعودة قلمي لصفحات الأهرام أغلب الكلمات القادمة من القلب تنادي بتجديد الحلم القومي بالاكتفاء الذاتي أو تحقيق معدلات تقترب بنا من خطوط الأمان, خاصة بعد أن قام المصريون بثورتهم العبقرية وكان في مقدمة نداءات الثوار, العيش] كما آثر المصريون أن يطلقوا علي رغيف الخبز, عيش بمعني الحياة ويجعلوه مع الملح قسما من أغلي ما يقسمون به, وأضاف الثوار للعيش الحرية والعدالة الاجتماعية وللأسف بدلا من العيش والأمن والعدالة, زرع في طريق الثورة والثوار مئات التحديات التي أجبرت علي إيقاف مشروعات الزرع والتنمية وفرضت الالتفات الي صد مخططات الهدم وحرق الأرض والثورة وقتل وتصفية الثوار.. وقبل أن استطرد في بعض معطيات المشهد السياسي الذي تغلب عليه حالة الصراع السياسي علي السلطة بين كل الأطراف أريد أن أطمئن جميع الأحباب الذين طالبوا معاودة الكتابة عن مشروعاتنا القومية للأمن الغذائي والحيوي, أنه مهما كانت التحديات ومخططات الإجهاد والاجهاض للثورة فإرادة هذا الشعب ستنتصر ومصر والفلاحون والعلماء والخبراء والشباب وسائر الثروات البشرية والطبيعية ستكشف عن تجليات بلا حدود وكل ما تطلعنا اليه وكتبنا عنه قبل الثورة سيتحقق بمشيئة الله وبإرادة وعزيمة أخيرا أحداث الثورة. وكما رأيت الانفجار القادم وكتبت عنه في عديد من المقالات قبل الثورة, أري بعيون البصيرة والضمير والقراءة العميقة لمكونات المصريين أن ارادتهم التي هزمت الطغيان والاستبداد في ذروة تمكنهما ستنتصر علي جميع التحديات, وبين يدي من المشروعات والمناهج ومن الابداعات الفكرية ما يمثل مدخرات ونضرة رائعة, ولا يتوقف تواصلي مع مراكز بحثية تحتمي من صخب السياسة بالبحث العلمي وتدارس خطط العمل وبعض المشروعات والمناهج التي كتبت عنها والتي لاقت من العقبات والتدمير ما لا يصدقه عقل بدأت في التنفيذ علي الأرض وانتاجية القمح زادت هذا العام3 ملايين طن لا يعني هذا أنه تحسنت أوضاع الأرض والفلاح عصب الزراعة والاكتفاء والأمن الغذائي, وتأتيني صرخاتهم من تدني أسعار توريد القمح قياسا الي الارتفاع الهائل لأسعار وتكاليف العملية الزراعية في مجملها وخوفهم من استمرار وتمادي فساد المحليات!. تعددت الشكاوي في أن الكثير منهم يتاجر في كل ما يقع تحت أيديهم وعلي رأسها الأراضي الزراعية.. فلاحون يقسمون أن ما لا يجرف للبناء يتحول الي ملاعب تؤجر بالساعة لإقامة مباريات كرة قدم!! للأسف الفساد الذي كان للركب علي حد وصف أحد أقطاب النظام السابق تضاعف وتسرطن لأن من أداروا الماضي ومن أضيروا أو كادوا من الثورة هم الذين يريدون الانتقام منها الآن وما يحدث في الزراعة والمحليات يكاد ينطبق في جميع مجالات الإدارة, ماض يحكم الحاضر والمستقبل هل يصح؟!! وهل يسلم وهل يؤمن ويهادن من وما يتهدد مكاسبه المحرمه؟! عندما صدر الحكم القضائي بحل الحزب الحاكم وقدمت الأسباب في وثيقة قضائية رفيعة تدمي القلوب علي ما ارتكب بحق المصريين, دعونا لاستكمال الحكم بمنع اشتغال اعضاء الحزب المنحل بالعمل السياسي لخمس سنوات علي الأقل بالطبع لا يمكن الحكم علي الجميع بالفساد, ولكن كان الفصل بين الماضي والحاضر يفرض هدنة التقاط أنفاس, كان انذار الحزب الواحد بالحكم لثلاثين عاما يوجب إفساح الأمل لقوي ورؤي ودماء جديدة تتدفق في شرايين مصر, توقف الصراع المنهك بين الماضي والحاضر, كان اعطاء النظام القديم اجازة إجبارية من العمل السياسي إيقافا للصراع وإفساحا لمصر الجديدة وتبني مؤسساتها تنظم وتطلق الطاقات الهائلة والمعطلة للشباب تنجز ما عطل ودمر وخرب من مشروعات وتستدعي للانقاذ العاجل العلماء والخبراء, وتزيل كل ما وضع من عقبات في طريق مشروعاتهم ومناهج أبحاثهم, تعطي تكليفا محددا لوزير الزراعة بإصلاح واحياء ما كتمت أنفاسه جوقة المطبعين مع العدو الصهيوني الذين كانت مهمتهم الأولي تحويل الغذاء الي أسلحة دمار شامل للمصريين وتبديد وإهدار الثروات البشرية والعلمية والطبيعية!. اذا كنا بعدالة قضاء لم نستطع أن نفرض هدنة حياة وإحياء بالفصل بين الماضي والحاضر والمستقبل الي مرحلة يتم فيها تضميض جراح أكثر من ثلاثين عاما فهل نستطيع بإرادة ناخب يعطي صوته لمن لا يعيد استنساخ الماضي؟! هل نستطيع بإرادة شعبية أن نوقف عجلة صراع الماضي مع الحاضر تدور وتدهس وتسوي الأرض بكل من حملوا ونادوا برفع الرأس واسترداد حقوقهم الأصيلة في الحياة؟!! وفي النهاية.. ومن كان الفائز, فهناك شعب عرف أنه يستطيع واختبر إرادته وانتصر.. فقط ما نتطلع اليه ألا يطول الصراع وأن نلتفت للبناء وتمكين الأجيال التي صنعت الثورة ولزراعة الأمل والتأمين والتلبية للملايين العطشي والجوعي لجميع أشكال الأمان والانقاذ. المزيد من مقالات سكينة فؤاد