تلقت النيابة العامة إخطارا في 6 يونيو 2013، بأن "الباتع محمد الباتع "المقيم في ديرب بقطارس بالدقهلية، قد أبلغ بأنه توجه الى المركز الطبي للطبيب رسلان حلاوة، لاجراء عملية ختان لابنته سهير، وأنها توفيت عقب إجراء العملية، وقرر بمحضر الشرطة أنه يتهم الطبيب بالتسبب باهماله في وفاة الطفلة، وان الختان عادة موروثة في المناطق الريفية.وبناء على هذا البلاغ إحالت النيابة والد الطفلة" سهير الباتع "وطبيب للجنايات بتهمة جريمة الختان .وعلى اثره تلقى المجلس القومى للسكان لأول مرة مذكرة النيابة العامة عن واقعة وفاة الطفلة سهير الباتع 13 سنة ، ابنة الدقهلية التي توفيت اثر إخضاعها للختان على يد طبيب في يونيو الماضي، وقررت النيابة إحالة أوراق القضية ، إلى المحاكمة الجنائية، والمتهم فيها الطبيب الذى أجرى لها العملية "رسلان فضل مصطفى حلاوة" 57 سنة أخصائي الجراحة العامة بمستشفى اجا المركزى، ووالدها" الباتع محمد إبراهيم الباتع "للجنايات، لتسببهما في وفاتها الطفلة خطأ، وتعريض حياتها للخطر وإرغامها على عادة ختان الاناث، وقد تم إبلاغ نقابة الاطباء بشأن الطبيب المتسبب فى الجريمة.
هذه هى المرة الاولى التى يحال فيها طبيب ووالد الطفلة الى الجنايات بتهمة جريمة الختان، منذ تم تجريمها في عام 2008 خلال تعديلات قانون الطفل والذى لم تفعل كثير من مواده إلى ألان وعلى سبيل المثال عمالة الاطفال ، وتجريم ختان البنات الى قانون العقوبات.
ومما يثلج القلب هو أن قرار النائب العام باحالة الطبيب الى الجنايات هي رسالة الى كل الأمهات لكي تعرف ان عفة البنت ليست بقطع جزء من جسدها ، ولكن بحسن التربية والتمسك بالاخلاق القويمة، وأن الازهر ومجمع البحوث الاسلامية والكنيسة المصرية قد أكدوا على أن ختان الاناث عادة وليس عبادة. ومن الغريب ان الأب أنكر عملية الختان وقال انه أخذ ابنته للطبيب لشعورها بألم في الرحم، وكذلك الطبيب رسلان قال أن سهير كانت تعاني من زوائد جلدية بهذه المنطقة وأنه أزالها باستخدام جهاز الكي، وانها توفيت بسبب حساسية من حقنة المسكن التى أخذتها بعد انتهاء العملية.
بينما اكد مفتش الصحة فى تقريره عن وجود قطع في العضو التناسلي للفتاة، باستخدام جهاز الكي أثناء الطهارة،وأن المحتمل أن تكون الفتاة ماتت بسبب الصدمة العصبية أو بهبوط حاد فى الدورة الدموية.
وأوضح الطبيب الشرعي الذى عاين جثة الفتاة وقتها، قال أن قرار تدخل الطبيب كان سليما لازالة الزوائد الجلدية، وأنه اخطأ في عدم اختباره لحساسية الطفلة للبنسلين، وهنا قررت النيابة ندب لجنة ثلاثية يرأسها كبير الاطباء الشرعيين، لاعادة الفحص وتبين ما إذا كان الجزء المقطوع من الفتاة ختانا من عدمه.
وتمضى مذكرة النيابة إلى أن تصل إلى أن الواقعة تشكل بالفعل جنحة القتل الخطأ نتيجة الاهمال الجسيم المجرمة بقانون العقوبات، وجنحة اجراء جرح عمدى بالختان، المجرمة فى قانون العقوبات أيضا، وجنحة تعريض طفلة للخطر المجرمة فى قانون الطفل، وجنحة عدم استيفاء المنشأة الصحية للاشتراطات الصحية، المؤثمة بالقانون، بما يكفى لتقديم والد الطفلة والطبيب للمحاكمة الجنائية. والان من يقرر ان قتل الطفلة" سهير الباتع "بسبب جريمة ختان يعاقب عليها القانون ام انها خطأ مهنى طبى من طبيب ؟