من الهواية إلي الحراسة الي مواجهة العنف.. تراوح دور كلاب الحراسة وطغي وجودها متجاوزة حدود الطبقات الثرية ليصبح اقتناؤها ضرورة للعديد من الاسر خاصة الطبقات المتوسطة بل والفقيرة ايضا, ولم يقتصر دورها التقليدي علي العمل في مجالات مثل الصيد والرعي والحراسة, والرياضة ودخولها في مسابقات رياضية والزينة واللعب والتربية المنزلية فقط.. بل بسطت الكلاب يديها وارتفاع نباحها ليصل إلي المشاركة في الوضع الراهن بمواجهة المظاهرات وفض الاعتصام, وايضا مواجهة العنف والتهريب مثل التعرف علي اماكن الاسلحة والمخدرات لامتلاكها حاسة شم تفوق الأجهزة الالكترونية فضلا عن امتلاكها جهاز رؤية ليلي علي الجانب الآخر وبسبب انتشار إعدادها فقد تزايدت اعداد البلاغات بسبب الكاب مادعا العديد من الخبراء الي المطالبة بتفعيل وصياغة بعض القوانين المتعلقة بإقتناء كلاب الحراسة وتكثيف الجهود الخاصة بتدريب الكلاب, وزيادة الوعي بالإسعافات الأولية لاصابات تحدثها الكلاب. في أحداث التغيير التي شهدتها المدن المصرية وايضا العربية كانت الكلاب احد أهم مكونات مشاهد الربيع العربي, وكما يؤكد الدكتور علي محمد علي الباحث في علم الحيوان فإن الكلب له دور اقتصادي اذ يوفر الحراسات الفردية,كما انتشر دورها في المجتمعات العمرانية الجديدة. كما تجاوز الهواية الي التجارة حيث انعكست في إنشاء مزارع خاصة بالكلاب لإنتاج سلالات نقية أهمها كالروتفيلر والبوكسر والبيتبول والدان الكبير والماستيف, وخصصت لها الفنادق الخاصة بالكلاب لانواعها وجهزت العيادات البطرية,فضلا عن جمعيات الرفق بالحيوان وارتفعت أسعارها ليصل الجر والصغير الي عدة آلاف من الجنيهات خاصة كلاب الحراسة الأمنية في ظل مشهد الانفلات الأمني الموجود علي الساحة المصرية وتصدرت الكلاب مكانة لم ينلها أي حيوان آخر في التاريخ البشري فهو صديق الإنسان بل صديق الوفي, واستحق الكلب هذا اللقب ليس لوفاءه وطاعته بحسب وإنما لما يقدمه للإنسان وللمجتمع من أعمال لاتقدر بثمن وخاصة في الجانب الأمني سواء في تأمين وحراسة الممتلكات العامة أو الخاصة وكذلك المنشآت الحيوية والأشخاص, والبحث عن المخدرات والمفرقعات والاسلحة المخبأة,ومطاردة المشتبه فيهم وحفظ النظام العام ومكافحة الشغب والبحث عن الأحياء وسط الانقاض.. والكثير من الأعمال المهمة التي يقدمها الكلب للإنسان. مسجل كلب وعن الجانب الأمني فكلاب الحراسة تستخدم منذ قديم الازل في الحراسة وقد إستثني رسول الله صلي الله عليه وسلم كلاب العملworkingdog من النهي عن تربية الكلاب فعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من اتخذ كلبا إلا كلب صيد أو كلب غنم أوكلب زرع فإنه ينقص من عمله كل يوم قيرطان رواه الترمذي,80/4] والنسائي,185/7] وابن ماجه,1069/2], وحسنه الترمذي. وعلي الصعيد العالمي هناك نوع من الكلاب مثل كلب الراعي الألماني, كلب الرتريفر الذهبي تلقي اهتماما بالغا من قبل قوات الأمن والشرطة فلديهم وحدات خاصة للعناية ورعاية وتدريب هذه الكلاب وكانت مصر من الدول السباقة في استخدام الكلاب البوليسية حيث أنشيء مركز تدريب كلاب الأمن والحراسة بكلية الشرطة عام1932 م وكان لهذه الكلاب دور في تحقيق نتائج هائلة كما تأخر بها سجلات وزارة الداخلية. ويري الدكتور عصام عبدالجواد استاذ سلوكيات الحيوان ان تدريب هذه الكلاب مسألة مهمة في تطوير ادائها وهي تحتاج إلي مزيد من الوقت والجهد وكذلك المدربين المحترفين لاستغلال قدرات الكلب في خدمة الإنسان ونجد في القرآن الكريم إشارات قرآنية مهمة في تزكية ما أصطادت هذه الكلاب المدربة المعلمة وحل أكل ما أصطادت قال الله تعالي في كتابه العزيز: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعملونهن مماعلمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب) سورة المائدة أية4 وهنا يظهر جليا أهمية العلم حتي للحيوانات حقا شرف العلم فوق كل شرف ومن ذاق عرف. كلب لكل500 فرد وإضافة إلي ماتتمتع به الكلاب من حواس جبارة كحاسة السم المذهلة التي تجعلها تتعرف علي الأشياء بالمش اكثر مما يتعرف البشر عليها بالنظر لذا يقال علي أنف الكلب بالانجليزيةThenoseknows الانف يعرف, وحيادية الكلب التامة وعمد معرفته لاي نوع من المجاملات أو التراخي في عمله وتنحيه جانب الخوف من بطش المشتبه فيهم, تطور العلوم ووسائل تدريب الكلاب جعلته جزء لايتجزء من مشهد حفظ الأمن لديالأنسان بل ومع مرور الوقت اصبحت جدلية الكلاب في المشهد الأمن غير موجودة وإنما جدليلة تطوير مهمات هذه الكلاب. ويري الدكتور علي محمد أهمية البعد النفسي في اتخاذ الكلاب في الجانب الأمني عموما فهي تعطي صاحبها مزيدا من الثقة سواء في الكشف عن المجرمين أو مطاردتهم, فالكلب أقوي وأسرع بكثير من الانسان ولديه القدرة علي التعامل بكفاءة مع المجرم وشل حركته حتي ولو كان مسلحا, بجانب أنه في مجال الحراسات خصوصا نجد وجود الكلب بجانب الغفير يؤدي إلي يقظته وفي كثير من الأحيان يستطيع الكلب تنبهيه في حالة وجود أي خطر كان إذا غفل الحارس وخصوصا في أوقات ما قبل الفجر والتي تزداد فيها حوادث السرقة. تخفيض العمالة وكذلك هناك بعد اقتصادي وهو تخفيض العمالة, فالكلب يتولي مسئولية حراسة الأسوار وابواب المباني ويدافع عن هذه المنطقة من أي متسلل أو أي شخص يحاول تسلق أسوار البناية بكل ما وهبه الله من جهاز رؤية ليلي متمثل في الجهاز البصري ورادار لسماع أي شيء غريب متمثل في الجهاز السمعي فضلا عن حاسة الشم, وهو يتوقع أن تزداد أعداد كلاب الحراسة خصوصا في الفيلات والمجتمعات العمرانية الجديدة والضواحي ايضا.