لن يفلت مجرم من العقاب، ولن يهرب إرهابي بجريمته، وستظل يد الدولة كل من تسول له نفسه التورط في أعمال عنف ضد المنشآت والأفراد، وضد الشعب أو الجيش والشرطة. هذه هي الرسالة الواضحة والصريحة، التي أطلقتها القوات المسلحة والشرطة فجر أمس باستهداف مصنع للمتفجرات، والاشتباك مع الإرهابيين الذين يديرونه مما أدي إلي قتل 6 منهم والقبض علي 4، واستشهاد اثنين من رجال القوات المسلحة، والمغزي هنا أن هذه الخلية الإرهابية هي المسئولة عن الهجوم الغادر علي كمين الشرطة العسكرية في مسطرد، وإطلاق الرصاص علي حافلة للجيش وتفجير مديرية أمن القاهرة، وقد تم التوصل إلي هذه الخلية واستهدافها بعد أيام قليلة من ارتكابهم جرائمهم الغادرة ضد عناصر الجيش. وقد سبق أن أكد كبار المسئولين من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية للخبراء الأمنيين، أن الدولة لن تستسلم للإرهاب مهما كان حجم شراسته وطغيانه، وستتصدي له بكل قوة وستنجح في القضاء عليه، برغم الدعم الذي يتلقاه من أعداء مصر في الخارج والتنظيم الدولي للإخوان، ومن عناصر الجماعة الإرهابية ومناصريها في الداخل. إن هؤلاء الإرهابيين يسعون إلي إسقاط الدولة وتدمير مصر بكل الطرق والوسائل، سواء بالمظاهرات العنيفة في بعض الجامعات، التي لا تتورع عن التدمير والتخريب لتعطيل العملية التعليمية، أو بالمظاهرات غير السلمية في الشوارع، خاصة يوم الجمعة، والتي تكسر وتحرق ممتلكات وسيارات المواطنين الأبرياء، ويصل بها الأمر إلي حد إطلاق الرصاص والخرطوش عشوائيا علي الأهالي إلي جانب بث الشائعات المغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي علي شبكة الإنترنت، والفضائيات التي تبث من خارج مصر بتمويل واحتضان من الدول الداعمة للإرهاب، مثل قطر وتركيا، وصولا إلي عمليات الاغتيال التي تستهدف رجال الجيش والشرطة. وكل ذلك يصب في النهاية في مخطط واحد هدفه إسقاط الدولة، حتي تتمكن جماعة الإخوان الإرهابية من الانقضاض علي الحكم، والثأر من الشعب المصري الذي خرج بالملايين رفضا لها في 30 يونيو. لكن إرادة الشعب التي لا تنكسر، ووقوف قواته المسلحة إلي جواره، مع رجال الشرطة الذين يدفعون الثمن من دمائهم، ستظل صامدة في مواجهة الإرهاب، حتي تنتصر مصر وتقطع دابر هؤلاء المجرمين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام