ظاهرة تكرار الضيوف فى برامج التوك شو بالفضائيات أصبحت لافتة للأنظار والأهم من التكرار هو المعايير التى يتم على أساسها الاختيار خاصة أن برنامج التوك شو كفيل بتحويل شخص من مغمور إلى مشهور في أقصر فترة زمنية. فكلما تكرر ظهور الضيف فى فترة قصيرة زادت شهرته وتأثيره، وهو ما يفرض على القائمين على تلك البرامج ضرورة الاهتمام بانتقاء الضيف المناسب التزاما بمسؤليتهم تجاه المجتمع. وتخرج بعض من هذه البرامج عن الإطار باستضافة أشخاص فى غير موضوع الحلقة أو آخر لمجرد هذيانه فى مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، وخبراء الإعلام وعلم الاجتماع اتفقوا على أن اختيار الضيوف بلا معايير واضحة يعد ضررا للمشاهد ولا يقدم أى نفع. ويقول د.فوزى عبد الغنى عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالاسكندرية : أغلب البرامج الفضائية ارتكبت أخطاء فى حق المشاهد ،فكانت تصدر له بعض الشخصيات التى كنا نعتقد وهماً بأنهم النخبة، وتفسح لهم المجال. واتضح فى النهاية أن أغلب تحليلاتهم خاطئة وأغلبهم يعمل وفق مصالح خاصة، وأجندات خارجية. وللأسف، أصبح لهم جمهور ليس بقليل وأصبحوا قادة رأى بسبب استضافتهم المتكررة. كما أن هناك بعض البرامج تستضيف أشخاصا ليس لهم خبرات فيما يتحدثون، عنه خصوصا في الأمور السياسية والاقتصادية . واللافت للنظر هو تكرار الضيوف فى نفس اليوم أكثر من مرة على أكثر من فضائية. وينبغى على القائمين على البرامج أن يدركوا أهمية دورهم فى توعية المجتمع والتأثير فيه، وأن تكون اختيارات الضيوف وفق معايير مهنية ومن اتجاهات عديدة وليس من أصحاب اتجاه بعينه وأن يكونوا من أصحاب الخبرات فى الموضوعات التى يناقشونها والابتعاد عن تكرار الموضوعات والضيوف. ويقول د.عبدالله زلطة أستاذ الإعلام بجامعة بنها: لا توجد معايير واضحه فى اختيارات الضيوف، فأغلبهم مكررون وكأن مصر ليست ولادة، وعلى القنوات أن توسع دائرة الضيوف ولا تستسهل فى الاختيار أو تجامل. ففى أغلب الموضوعات الاقتصادية مثلا نجد ضيوفاً مكررين في وأغلب المعدين لا يوسعون دائرة ضيوفهم خارج نطاق القاهرة الكبرى علما بأن الجامعات الإقليمية مثلا تضم عددا كبيرا من الخبراء فى كل مجال فمصر ليست القاهرة فقط. و فى كثير من الأحيان نجدالضيف لا يمت بصلة لموضوع الحلقة، وتكون معلوماته سطحيه ويقول د .رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بجامعة حلوان: من المفترض على القنوات والإعلاميين أن يراعوا مسؤليتهم تجاه المجتمع فى اختيارهم لضيوف يحملون فكرا ولهم تاثير إيجابى على المجتمع. أما استضافة غير المتخصصين أو المغمورين عديمى الفكر لمجرد شهرتهم على الانترنت فهو تخريب للمجتمع وتحريض على الفوضى. فالضيف غير المتخصص ينقل مفاهيم خاطئة،واستضافة المغمورين لمجرد كلامهم غير المفهوم واللا منطقى يشجع الشباب على الشهرة الزائفة ونشر السلوك السلبى في المجتمع.