أكد د. أحمد الخادم نائب رئيس وحدة طب الأسنان المبنى على الدليل بأن الوحدة تم إنشائها بجامعة القاهرة كأول وحدة متخصصة فى الطب المبنى على الدليل العلمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا لتناقش الرعاية الصحية المبنية على الدليل، مشيرا إلى أن هذا العلم بدأ العالم فى التفكير فيه نتيجة للقرارات الخاطئة من قبل الأطباء فى التعامل مع المرضى والتى أدت إلى حدوث مشاكل صحية جسيمة، مما أدى الى المطالبة بأن يكون لدى الأطباء دليل علمى سليم لأخذ القرار المناسب تجاه المرضى من حيث سبل العلاج والدواء المناسب للمريض . جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية لنوادى الأهرام والتى عقدت بقاعة لويس عوض تحت عنوان الطب القائم على الدليل العلمى. وأوضح د. أحمد الخادم بأن هذا العلم سيتيح للمجتمع بكل من فيه من أطباء ومؤسسات طبية ومرضى إمكانية تقييم كفاءة القرار الطبى الخاص بعلاج المرضى، وكذلك يمكن من خلاله تقييم كفاءة المادة الفعالة المستخدمة فى العلاج لاتخاذ القرار العلمى السليم فى علاج المرضى. وأكد الخادم على أن وحدة طب الأسنان المبنى على الدليل بجامعة القاهرة قامت بتغيير كافة اللوائح الخاصة بطب الأسنان العام الماضى، حيث يشترط تدريس عدد من القواعد العلمية والبحثية للحصول على الماجستير أو الدكتوراه والتى تمكن الطلاب من امتلاك مهارات تتعلق بكيفية البحث عن الدليل العلمى، وأيضا النقد الفنى للبحوث العلمية . وأشار الخادم إلى أن العلم الطبى فى السابق كان قائم على "حب أو كراهية" الطبيب لنوعية العلاج أو نوع من الدواء الذى يستخدمه فى العلاج ، أى كان قائم على الحب أو الكره للتقنين المستخدم على عكس العلم الطبى القائم على الدليل والحقائق من خلال اختيار أفضل الدلائل والحقائق العلمية المتوافرة، إلى جانب خبرة الطبيب المعالج، ومن ثم دخل علم جديد توافر فيه الدليل العلمى، مؤكدا على أن التجربة الإكلينيكية دائما ما تكشف عن زيف نظرية الخبير الذى قد يعتمد على نظرية واحدة علمية فى علاج مرض ما. فعلى سبيل المثال كانت هناك نظرية علمية انتشرت فى أوروبا فى الثمانينات والتى كانت تؤكد على أن مضادات الأكسدة والمتمثلة فى فيتامين A,Eتساعد على مقاومة الجسم للأمراض السرطانية، ومن ثم قامت شركات الأدوية بإنتاج أدوية وكريمات مزودة بعناصر مضادة للأكسدة إلى أن أثبتت الدراسات إن العلاجات المضادة للأكسدة لا تقى بالضرورة من السرطان بل من الممكن أن تزيد احتمالات الإصابة بالمرض. وأوضح الخادم إلى أن تهيئة الأجواء فى مصر لتطبيق الطب القائم على الدليل العلمى يحتاج الى 17 عاما حتى نستطيع تهيئة الأطباء والمرضى على أهمية وضرورة الأخذ بهذا العلم.