من جديد نحن موعودون مع اللعنة الابدية ، وذاك السيف المسلط على الرقاب ، فمنذ عقود طويلة خلت ، والعباد محاصرون بالوصايا وهى تفوق العشر بالآلاف والسخرية أن تاتى من بشر ينصبون من أنفسهم كهنة امون ، تارة باسم القانون ولا يهم إذا كان جائرا ، وأخرى متمسحة زورا وبهتانا بتعاليم يزعمون انها من رب السماوات والارض ، أحذروا من مشاهدة كذا أو قراءة تلك المخطوطة ذات الافكار الهدامة ومن يعص فالويل له دنيا وآخرة. ما هذا الضجر وهل هو قدر مكتوب على شعب أضاءت حضارته ظلام الانسانية جمعاء ، ودون غيره يلاحقهم من يحددون له الحلال ويضعون قائمة بالمحرمات ولا يكفيهم ما يسمى الرقابة على المصنفات الفنية الآفة التى يجب شطبها من القاموس الآن وليس غدا ، حتى القائمون على مهرجان القاهرة السينمائى فى سنة ظلامية لم يجدوا غضاضة فى نسف القواعد المتعارف عليها فى المهرجانات الدولية ومنعوا قائمة شندلر خشية ان نتعاطف مع اليهود الذين حرقوا أحياء فى أفران السفاح النازى أدولف هتلر. وتأتى المؤسسات الدينية لتعامل أبناء الكنانة وكأنهم أطفال رضع يحبون لا يعرفون مصلحتهم لقد وصمونا بالعار قبل سنوات، فمنعوا فيلم الرسالة لظهور حمزة والمثير أن بلدانا اشد تخلفا عرضته دون خوف ومن المضحكات المبكيات أن فتوى حرمت تمثيل انتونى كوين لأى شخصية دينية إسلامية كونه يشرب الخمر، وهذا يعنى من باب أولى ألا يجسد مسلم شخصية خالد بن الوليد قبل أن يعلن إسلامه لأنه كان وثنيا يعبد اللات والعزة . وبنفس المنطق الساذج حجبوا «آلام المسيح» ، ولم تجد رائعة برتولتشى المعنونة ب«الاغواء الأخير» طريقا للشاشة الفضية المصرية ، والذى يدعو إلى الأسى أن جميع الأعمال التى منعت يمكن رؤيتها بكل بساطة على الشبكة العنكبوتية. واليوم، جاء الدور على شريط نوح لندور فى فلك العقول المتحجرة لذات الحجج البالية، فعشرات جسدوا يسوع وعاشوا بين الناس دون أن يقدسونهم أو يهابونهم أو يشيرون إليهم. كفانا سخفا فبعد ثورتين ، مصر لم تعد عزبة لمبارك ورجال الدين ، ويقينى سنشاهد نوحا والحرية ستنتصر لا محالة. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد