منذ أن خلق الله هذا البلد,والقائمون علي أموره يتخذون الغيب ستارا لأفعالهم, ومنها المشين والقمعي والبشع. وعندما خرجت مصر من الوثنية لتحمل الصليب سرعان ما ارتد حكامها الجدد عن محبة يسوع المسيح له المجد, وراحوا ينكلون بسادية متوحشة بالعالمة العظيمة هيباتيا ولم ينج محبوها العاشقون للعلم وإعمال العقل من الموت حرقا وهم أحياء. ومع الإسلام بدا الأمر مروعا, فبأسمه جزت رءوس ووئدت أفكار بأصحابها,وحتي لا نضيع في دهاليز التاريخ لنتوقف برهة عند الحقبة المعاصرة ونتوءاتها المؤلمة فرشيد رضا أحد مدشنوا تيار الأسلمة بذل الغالي والنفيس كي يتبوأ السلطان فؤاد الاستبدادي عرش الخلافة بعد أن خلعها مؤسس تركيا الحديثة عن بلاده في عشرينيات القرن المنصرم وصار الابن علي نهج أبيه في سيطرته علي المؤسسة الدينية التي طوعها كي تعطيه شرعية في الوقت الذي يطلبه ولم يختلف الوضع قيد أنملة خلال المرحلة الناصرية بل كان يجب علي تلك المؤسسة تبرير النكسة المخزية بعدها جاء رجل العلم والايمان,ليزيد الطين بلة, ويكفي حرفا الالف واللام الشهير أن اللذاين أضيفا علي المادة الثانية من دستور71 واللذان مهدا لحقبة كانت ومازالت الفتنة والطائفية عنوانيها. صحيح مبارك لم يكن مغاليا في إظهار إيمانه, غير أن هذا لم يفلح في طمس النزعة الثيوقراطية لنظامه المهترئ, وهل يمكن أن ننسي مشاهد النفاق الرخيصة عقب نجاته في اثيوبيا,والأضحية التي نحرت أمام ماسبيرو برعاية صاحب الريادة الإعلامية التي لم تتحقق,وخروج المؤسسات الدينية تسجد لله حمدا لنجاة صاحب الضربة الجوية؟ والحزب الوطني نفسه لم يختلف عن الاخوان ومن يدور في ركابهم من سلفيين وجهاديين في المزايدة علي الفضيلة,ألم يقل صفوت الشريف إعلام الكنانة المرئي أبدا لن ينزلق مثل فضائيات الكتف العاري تبا للاموال ونعم للاخلاق. واليوم يعود النواح والنحيب خوفا من هؤلاء الذين يريدون للعباد دستورا مدنيا يطمس هويتهم الإسلامية العروبية, ولهم نتساءل:أيها السلفيون بالله عليكم هل تدلوننا علي بلد واحد فقط ادخل الشريعة في الحكم وكتب له الفلاح؟ يا لجنة الخمسين أولا عليكم بصياغة دستور جديد,وثانيا أن تكون مادته الأولي مصر دولة مدنية ديمقراطية الولاء فيها فقط للعلم أي المواطنة. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد