ربما هى المصادفة وحدها التى جمعت بين يوم المرأة العالمى فى الثامن من مارس، ويوم المرأة المصرية فى السادس عشر من الشهر نفسه، ذكرى استشهاد أول سيدة مصرية فى ثورة 1919. لكن المؤكد أن ثمة حدثا لم يأت مصادفة ودارت مشاهده فى الثانى عشر من الشهر نفسه عام 1954، وهو اعتصام الكاتبة الثائرة درية شفيق وإضرابها عن الطعام مع مجموعة من زميلاتها، فى نقابة الصحفيين. أثار هذا الحدث جدلاً وضجة إعلامية عربية وعالمية آنذاك، بسبب عدم اعتياد المجتمع على هذا النوع من الاعتراض، الحكومة وجدت نفسها فى موقف حرج أمام العالم، فطالبت المعتصمات بمذكرة تتضمن مطالبهن، التى تمثلت فى "أن النساء يطالبن بحقوق المرأة الدستورية كاملة غير منقوصة، وبضرورة تمثيلها فى الجمعية التأسيسية،وإتاحة الفرصة لها فى مناقشة الدستور الذى سيحكم به الجميع. واستجابة لهن بعث «محمد نجيب» رئيس الجمهورية حينئذ برسالة حملها محافظ القاهرة،كان نصها: «كلفنى السيد الرئيس محمد نجيب بأن أبلغكن بأن مطالبكن قد وصلت إلى اللجنة المختصة بالنظر فى تكوين الجمعية التأسيسية لبحثها، وحقوقكن فى أيد أمينة»، وعلى أثر ذلك أنهت درية شفيق وزميلاتها الاعتصام والإضراب عن الطعام، ونالت المرأة لاحقاً ما دافعت عنه وطالبت به.