لاشك أن الإرهاب فى مصر يلفظ أنفاسه الأخيرة ولذا يزداد شراسة ويحاول هدم المعبد على من فيه. فبعد أن أسقط الشعب نظام الإخوان، تجمعت أصابع الجماعة الإرهابية من كل حدب وصوب لتنتقم من الملايين التى خرجت يوم 30 يونيو تقول لا لنظام ديكتاتورى فاشل، حاول إقامة تحالفات خارجية مريبة على حساب الأمن القومى للوطن، وأتبع سياسة التمكين فى الداخل ليسيطر أعضاء الجماعة على مفاصل الدولة فى الداخل. وبرزت المؤامرة فى سيناء التى حولها النظام الإخوانى السابق إلى مأوى للإرهابيين والجماعات التكفيرية، وخاضت القوات المسلحة والشرطة ولاتزال معركة عنيفة ضد الإرهاب هناك، استشهد خلالها عديد من الضباط والجنود والمواطنين بأيدى الإرهابيين ليفتدوا الوطن بدمائهم. وبعد أن نجحت الحملات الأمنية فى تضييق الخناق على العناصر الإرهابية فى سيناء، هرب بعضهم إلى المحافظات الأخرى لاستكمال جرائمهم الإرهابية هناك، واستهداف عناصر القوات المسلحة والشرطة. والهدف الرئيسى من هذا الإرهاب هو منع الشعب من استكمال خريطة المستقبل وإعادة بناء المؤسسات السياسية حتى تنهار الدولة، وتكون الفرصة سانحة أمام الإخوان للانقضاض عليها بالقوة. ولذلك وقعت جرائم ارهابية عديدة خلال فترة عمل لجنة الخمسين لمنع إعداد وصدور الدستور الجديد، وتزداد الجرائم الآن لعرقلة الانتخابات الرئاسية، وستتكرر المحاولات عند اجراء الانتخابات البرلمانية، وكلما نجح الشعب فى تنفيذ استحقاقات خريطة المستقبل ستزداد شراسة الإرهاب، ولكنها شراسة النزع الأخير بعد أن توحد الجميع شعبا وشرطة وجيشا فى مواجهته. كما أن الاستمرار فى تضييق الخناق على مصادر التمويل الخارجية للإرهاب أمر ضرورى، وقد نجحت الدبلوماسية المصرية فى إعادة إحياء الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وتدشين مرحلة جديدة من العمل العربى المشترك فى مواجهة هذه الجرائم، وعليها أن تنقل القضية أيضا إلى المحافل الدولية المختلفة ليعرف العالم كله حجم المعركة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب، والأطراف الخارجية التى تدعم العنف، فالمؤامرة كبيرة.. والاصرار المصرى على مواجهتها ودحرها أكبر. لمزيد من مقالات رأى الاهرام